جمال الطبيعة ساحر من حول الإنسان بكردفان مع بساطة حياة الريف
كتبت : مني إسماعيل محمد
بساطة حياة الريف بعيدة عن التعقيد وهي ليست كما في المدن، نظراً لبساطة الأعمال التي يقوم الناس بها والأهداف البسيطة التي يعملون لتحقيقها، قوة الضبط الإجتماعي غير الرسمي،فالمجتمع الريفي يتميز بقوة الضبط المتمثلة في العادات والتقاليد والأعراف. والريفيون يعيشون حياتهم متأثرين بالقواعد السلوكية غير الرسمية.
غرب كردفان واحدة من النماذج حيث تحتل تربية المواشي فيها مساحات كبيرة، وتتميز بضعف المردود وقلة الإنتاج، على الرغم من اإتفاع عدد المواشي.
جمال الطبيعة ساحر من حول الإنسان فجمالها ناتج أساساً عن التنوع الرائع في الكائنات الحية التي توجد في شتى المواقع، فضلاً عن تلك الأشجار الفريدة من نوعها والمياه والعتامير والغابات، حيث تتفرد كل واحدة من هذه الاشجار بجمالٍ من نوع خاص يميزها عن غيرها، وهذا التنوع الكبير أتاح للناس مساحات واسعة للبحث عن الهدوء والطمأنينة وسكينة النفس، فالإنسان بطبيعته كائن توَّاق ذوّاق للجمال، ولا يوجد ما هو أجمل من الطبيعة.
مظاهر جمال الطبيعة في كردفان عديدة تتجلَّى فيها، فأينما يلتفت الإنسان بوجهه يجد حتماً مظهراً من هذه المظاهر، ولعلَّ أبرز هذه المظاهر ذلك التنوّع الفريد في الألوان من حولنا، مما أوجد لوحة فنية طبيعية رائعة. ومن المظاهر الأخرى تفاوت الأحجام، وإختلاف الأشكال، حتى بين المخلوقات التي تنتمي إلى النوع نفسه، ومن جانب آخر فإن من أعظم مظاهر جمال الطبيعة في كردفان شذي الورود والأزهار الجميلة التي تنبعث وبعض أنواع الثمار، خاصة الأشجار المثمرة فضلاً عن الروائح المميزة التي اقترنت بمواسم وأوقات معينة، كرائحة الأرض بعد المطر ورائحة الدعاش.
أثر جمال الطبيعة في الإنسان واضح للعيان لإن جمال الطبيعية من حولنا من أعظم نعم الله تعالى علينا، هذا الجمال يتيح لنا إختيار أماكن ووجهات عديدة من أجل الحصول على الراحة والاستجمام علي الرغم من التعب والمشقة التي واجهها وفد حركة/ جيش تحرير السودان المتجهة الي غرب وشمال وجنوب كردفان وفد مارشال السلام بقيادة أبوقرون، إلا أن الوفد استمتع بجمال تلك المناطق وقضي أمتع الأوقات، ولطالما كان جمال الطبيعة الملهِم الأول للفنانين، المبدعين حول العالم، والتي تمحورت حول جمال الطبيعة وسحرها.
إن جمال الطبيعة يعتبر مصدر دخل مهم بالنسبة للعديد من دول العالم، وأتمنى أن تكون غرب كردفان مكاناً للسياحة لأنها تتوفر فيها جميع معالم الجمال، فالأماكن الطبيعية تعتبرعامل جذب سياحياً يساعد الدول على تحسين مستواها من الناحية الإقتصادية، ومن هنا فقد برزت العديد من المناطق التي اشتهرت بجمالها الطبيعي الذي لا يوصف، ولعلَّ أبرز هذه المناطق:التي قام بزيارتها الوفد فأولها محلية الدبب حيث احتشدت أعداداً كبيرة من المواطنين في شوارع تلك المنطقة، احتفالا بنهاية عقود من الإحتراب ، وزينت الشوراع بالتراثيات المعبرة عن الثقافات السودانية بلوحة من الفرح، تعبيراً عن إرادة الشعب في تحقيق شعارات ثورة ديسمبر المجيدة 2019 في الحرية والسلام والعدالة.
ومنها الي الميرم والمجلد والفولة والنهود وعروس الرمال الأبيض جميعها كانت بنفس مستوي التقدير والإحترام والكرم والجود مثلما كانت الدبب.
يتمتع الإنسان في الريف بالعطاء والكرم والجود ، كما أنه سوف يحصل علي البركة في ماله وعمره وأهله، كما أن صفة الكرم تطيب النفس وتجعل الإنسان يشعر بالطمأنينة والراحة دائماً وهذه هي سمات أهل البادية البسطاء.
ومن صور البخل أن يتلقى المرء هدية طريفة ثم لا يجود بكلمة إمتنان، أو تعبير عن إعجاب وعرفان لأهل هذه المناطق الجملية الرائعة التي لا تصفها الكلمات ولكن كتبت هذه السطور القليلة تعبيراً مني بجمال الحياة فيها والتي تفيض من العطاء وهذه الصفات الجميلة تتوفر في مواطن الكردفاني.
علماء النفس يرون أن من أراد السعادة فعليه أن يبذل وأن يعطي، وهذا يسمونه صيدلية القلوب، أي أن تبذل من طعامك ودراهمك ومن أخلاقك، فيشفيك الله عز وجل من مرض القلق والإضطراب والهم والغم والحزن، وهذا أمر مجرب، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم وصف المنفق الذي كلما أعطى وأنفق يتوسع عليه درعه حتى تنزل على جسمه، وأما البخيل فإنه كلما أمسك ضاق عليه الدرع حتى يكاد يختنق.
لهذا تجد في أخلاق البخيل من الشراسة والحدة والنكد ما لا تجده عند غيره، وكلما قتّر يقتر الله عليه ويكون من نكد إلى نكد.
ولقد وصف الجاحظ أحد الأجاود بأن أخلاقه تسيل رقة وعذوبة وكأن وجهه يحييك قبل لسانه.
ووصف الحطيئة أحد العرب فقال:
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره *** تجد خير نار عندها خير موقد
ونحن كلما نزلنا بفريق او قرية نجد نارها دليل لنا في طريقنا في كل مكان في كردفان
ولقد شكا المحلق أحد البخلاء إلى زوجته عدم طلب الناس للزواج من ابنتيه، فقالت له وكانت عاقلة :لأنك بخيل، والناس ينفرون من البخلاء.
قال: ما الحل ؟! قالت له : أدع الأعشى وأنحر له ناقة وأطعمه وأكرمه، فإنك إذا فعلت ذلك مدحك بالكرم وتزوج الناس بناتك، وبالفعل فعل ما طلبته منه زوجته وأكرم الأعشى وذبح له وأطعمه، ولما خرج الأعشى من عنده مدحه بقصيدة، وأنتشرت القصيدة وتزوج الناس بناته في تلك السنة.
وهنا أيضا توجد حكمة بساطة أهل الريف جعلتهم مجتمع خالِ من العنوسة وزواج الشباب في أعمار مبكرة.
وأنا لا أدعوكم إلى دعوة الأعشى، ولكن اطرحوا التعالي والغرور والكبر، وجودوا على الآخرين بالبسمة والحب والإخاء.
حاجة أخيرة
كردفان رغم جمالها وجمال الطبيعة الخلابة والغابات المتشابكة والخضراء والمتنوعة والمثمرة والتي يتغذي منها السودان والتي تعتبر العمود الفقري للسودان وبلد البترول والغاز الطبيعي (الشايلو الهوا الذي منع منه أصحاب المصالح الشخصية عدم استخراجه لهدف ما والبلد تعاني من غاز الطبخ) وماشية بأنواع متعددة وحباها الله بكل هذه النعم إلا أنها للأسف الشديد تفتقر لابسط الخدمات رغم هذه النعم . كردفان أحق بالتنمية وأبسط الخدمات طريق معبد مسفلت طريق الميرم الي الدبب او بقية المحليات. في الخريف الطريق وعر جداً حيث انقطاع عام حتي الحالات الطارئة موقوفه ويتعرض المواطن للموت وهذه هي بلد البترول التي تفتقر لأهم الخدمات وتشريد أبنائها من وظائف البترول مهما تكون درجة تعليمك مهميشين في الخدمات ويسمونهمً بـ(اللوكل) (ممكن تستغل غفير غير كدا بتم ابعادك) وكذلك الطريق وعر الصيف.
علي أبناء كردفان أن يصحوا من غفلتهم فقد أتي زمن الوعي وعدم إستلاب الحقوق وأن يوحدوا صفهم وكلمتهم.
ونحن كوفد في التنقل من محلية إلي محلية نسير ما يقرب الست ساعات أو سبع ساعات عبر الفيافي واقرب المناطق ما بين الساعتين أو الثلاث ساعاتن ووعورة الطريق جعلنا نتأخر كثيراً.
غرب كردفان هي ليست أقل من باقي الولايات حتي تكون مهمشة ومجهولة وهي الأساس علماً بأنها تعتمد عليها الدولة في تصدير المواشي والصمغ العربي والتبلدي والعرديب وأشياء أخري إن خانتني الذاكرة.
رغم ذلك خدماتها متدنية وعدد المدارس فيها محدود ، كردفان في حاجة للكثير فالبلدان تنهض بأبنائها والإستفادة من الكوادر إن كانوا في البلد او خارجها في رسم الخطط وتنفيذها علي أرض الواقع كردفان النهضة، كردفان السياحة ، كردفان التنمية ، كردفان الجملية ستظل جميلة كما عهدناها.
التعليقات مغلقة.