*السفير الصادق المقلي يكتب: ياسر العطا..فلتستمر الحرب حتي لو اريقت كل دماء الوطن .، و ليبقي العسكر في السلطة*

ماسة نيوز : وكالات

 

هكذا كان لسان حال عضو مجلس السيادة الفريق ياسر العطا و هو في نشوة من انتصار موعود .(( .تستمر الحرب حتي و لو مات 48 مليون مواطنا ،،، هم سكان السودان.و ليبقي عدد من الأطفال لإعمار الأرض ولكى نعيد للسودان سيرته الاولي ..أو هكذا صرح ))..

نسي الجنرال ياسر العطا ،،و هو الحاكم و علي راس الدولة…نسي أن (( كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته )) و نسي أن الرسول صلى الله عليه و سلم أمير المجاهدين ، حذر الموت لأمته و حفاظا علي بيضة الاسلام عرض علي المشركين ثلث ثمار المدينة…و أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان بينه و بين اليهود مواثيق في ظل الجهاد في سبيل الله….و انه عندما توفي كان ليهود درع مرهون لديه…لم يصف اليهود بالعملاء أو الخونة ….و إنما إمتثالا لأمر رباني جادلهم بالتي هي احسن … (( و لو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك )) ناهيك عن خصوم من المسلمين!! فالحذر سنة الحياة .و إلا لما قال الله سبحانه و تعالي للمجاهدين … (( خذوا حذركم ) و فيما معناه ان يضع البعض اسلحتهم و يمسك البعض بها خشية غدر المشركين …ألم يكن الله علي نصرهم لقدير حتي و لو كانوا عزل ؟؟؟بلي….
نسي ياسر العطا و هو لا يأبه حتي و لو قتل الشعب كله ..أنه الحاكم علي راس الدولة.. أن سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ..لم يقل لو أن بغلة في الشام قتلت. .بل قال حتي و إن عثرت لسألنى الله عنها يوم القيامة… رفقا بالحيوان ناهيك عن البشر،!!! لكن ياسر العطا نسي أن (كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته..) و لا يأبه حتي و لو قتلت كل رعيته…
فحياة البشر هي الأصل و ليس الموت ..و ألا لما قال الله سبحانه و تعالي. من قتل نفسا بغير حق كمن قتل الناس جميعا و من أحياها كمن أحيا الناس جميعا …..أو كما قال…..
ألم يذكر ياسر العطا تصريح السادات قائد الجيش المصري في حرب العبور. انه بعد تردد لعدة مرات وافق علي وقف إطلاق النار…خوفا علي بلاده و علي الشعب المصري لانه لا يحارب إسرائيل فحسب و إنما الولايات المتحدة الأمريكية!! و كانت الزيارة التاريخية لتل أبيب و من ثم كانت اتفاقية السلام في كامب ديفيد..

و لعل ياسر العطا نفسه الذي شارك في حرب الجنوب و حروب الشرق و دارفور و المنطقتين..و هو سيد العارفين ..أن كل هذه الحروب انتهت بالحل التفاوضي السلمي..في عهد الإنقاذ…الذي لم يترك عاصمة افريقية و عربية إلا و طرق بابها بحثا عن السلام ،،،ما بين ابوجا و الدوحة و اسمرا. و انتهاءا بنيروبى و نيفاشا…و كانت خاتمة المسك اتفاقية جوبا السلام… إبان الموجة الأولى من الفترة الانتقالية الموؤودة ..و قد كانت اولي هذه الاتفاقيات السلمية …لكى لا ننسى اتفاقية اديس ايابا في العهد المايوي رغم أنها لم تكتب لها الحياة ،،،مثلما ولدت ميتة بفعل فاعل اتفاقية الميرغني قرنق..

حتي الحرب العالمية الاولى و التي استمرت لاربع سنوات 1914 _1948 انتهت بتوقيع اتفاقية هدنة في 11 نوفمبر 1918..
و قد ظل هذا اليوم يوما خالدا احتفاليا في 11 نوفمبر من كل عام و حتي اليوم لإحياء ذكرى هذه الهدنة الموقعة بين الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وألمانيا القيصرية ، لوقف الأعمال العدائية على الجبهة الغربية للحرب العالمية الأولى..
فليس هناك حرب انتهت بحسم عسكري.. و قد راينا كيف خرج من رحم الإبادة الجماعية في رواندا و من رحم نظام الابرثايد بفضل الكوديسا و خيار الحقيقة و المصالحة و العدالة الانتفالية هذا الاستقرار و هذه الطفرة
التنموية في كيغالي و بريتوريا.. و كيف كان سيكون الحال اذا انقرضت هذه الشعوب بفعل هذه الحروب…
ياسر العطا يبشرنا بعد حسم هذه المعركة عسكريا و انتصارا وشيكا للجيش بفترة سماها تأسيسية تكون حاضنتها السياسية الشعب السوداني و المقاومة الشعبية…مما يعني بقاء السلطة لعدد من السنوات في يد العسكر…
قد يتساءل المرء كيف يؤسس لفترة تأسيسية تضع الأسس الهيكلية اللازمة لإعادة بناء الدولة و لإعمار ما أفسده الانقلاب و خربته الحرب،، بمعزل عن الكيانات الحزبية و المدنية و الثورية و الجهوية ؟! ماذا يدور في مخيلة الجنرال من تصور لما اسماه بفترة تأسيسية لعدد من السنوات مع الشعب و المقاومة الشعبية كحاضنة سياسية لها ؟؟؟..و هل يا تري استصحب الجنرال فشل تجربة عامين و نصف من حكم العسكر،،
أوردت البلاد موارد الهلاك و وضعتها على شفا جرف من الدولة الفاشلة…دولة بلا مؤسسات ..نزح مسؤولوها مثلما نزح الملايين من مواطنيها !! دولة معزولة تماما من محيطها الأفريقي و الدولي . دولة لم
تطأ قدم اي مسؤول اجنبي ارضها في زيارة رسمية ،،غير وزير و مبعوث من موسكو..زيارة للاخير لم تكن لها من مخرجات غير اعتراف روسيا بشرعية مجلس السيادة. .في وقت لا يحظي النظام بإعتراف الاتحاد الافريقي, ,, فضلا عن اعتراف بما تسميه الدول الغربية بسلطة الأمر الواقع De Fatco and not De Jure Recognition.!!!!
ختاما هل ياتري سيجد الجنرال و الذين معه و الذين من حولهم بعد حسم الحرب عسكريا ، سيجدون غير أشلاء المواطنين و ركام وطن يحكموه..
حديث ياسر العطا و رهانه علي حسم المعركة عسكريا حتي و لو كان ثمن هذا الحسم موت الشعب كله ،،،لا ينبغي أن يصدر عن رجل دولة. فهو حديث مخالف للاعراف الدولية و للقيم الدينية…يجب التفكير خارج الصندوق…ينبغي أن يحتكم الجميع لصوت العقل و ايقاف هذه الحرب القذرة،، التي ظل يدفع فاتورتها الشعب السوداني علي مدار الساعة ,,,ا اليوم قبل الغد. .. فكلما طال أمدها كلما تفاقمت معاناة الناس و كلما مهدت هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في تاريخ السودان الي جعل الباب مواربا للتدخلات الأجنبية..
يجب أن تضع هذه الحرب اوزارها و أن يتفق الجميع علي كلمة سواء بينهم…و أن يلتفوا حول مشروع وطني جامع يضع حدا لهذه الدائرة الشريرة و يستعيد مسار التحول الديمقراطى ، بفترة تأسيسية يشارك فيها الكل دون إقصاء الا لمن ارتكب قبل هذا الانقلاب و اثناء الحرب جرما في حق الوطن و المواطن..
فترة انتقالية بحكومة من شخصيات وطنية من غير محاصصات حزبية..تؤسس لكوديسا علي الطريقة السودانية…و أعمال مبدأ الحقيقة و المصالحة و العدالة الانتفالية.. فترة انتقالية يذهب فيها العسكر للثكنات و الأحزاب للانتخابات…و تستكمل فيها كافة المتطلبات الدستورية و أن يحتكم فيها الجميع علي صيغة للحكم و كافة المتطلبات الخاصة بإجراء انتخابات حرة و نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية… انتخابات يحتكم فيها الشعب السوداني لصندوق الاقتراع و يلفظ فيها الي الابد صندوق الذخيرة…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.