أسآفين. إستقبال قادة الكفاح المسلح. بقلم : إبراهيم طاحونة
في مشهدٍ مهيب استقبلت جموع غفيرة من الشعب السوداني بساحة الحرية بالخرطوم قادة حركات الكفاح المسلح الذين وقعوا على اتفاقية السلام مع حكومة الفترة الانتقالية لينهوا بذلك حربًا استمرت لما يقارب العقدين من الزمان.
جموع الشعب الحالمة بالسلام استقبلت قادة الكفاح وهي تمني النفس بسلام خير وتنمية ورخاء، ينقل البلاد من الحرب إلى السلام ومن حالة التدهور الاقتصادي إلى النماء والرفاه .
حكومة الفترة الانتقالية كانت قد حددت ستة أشهر لإكمال ملف السلام ولكنها بعد مخاضٍ عسير تمكنت من إنجازه في سبعة عشرة شهرا كاملة
فالخرطوم، الدوحة، أبوجا، نيفاشا، اديس ابابا كانت محطات سابقة للمفاوضات و توقيع اتفاقيات السلام في ظل نظام الإنقاذ السابق ولكنها لم توقف الحرب نهائيا لتعثرها تارة وعدم تطبيقها تارة أخرى ،فالحكم عليها جميعاً باءت بالفشل فعادت الحركات مجددا إلى الحرب.
سقطت الإنقاذ ونحن اليوم بين يدي حكومة انتقالية واتفاق سلام جديد أحد أطرافه حركات الكفاح المسلح، ذات الحركات التي وقعت مع الحكومة السابقة ثم عادت إلى الغابة ، ترى هل جاءت برغبة أكيدة هذه المرة؟
ام ان التاريخ سيعيد نفسه ؟
الاتفاقيات السابقة بين الحكومة والحركات كانت حولها ملاحظات كثيرة أولها أن معظمها كان ثنائيا قائم على المحاصصات ما أدى إلى فشلها جميعا ، وذهب بعضها بجزءٍ عزيز من الوطن ليصبح دولة أخرى .
بالطبع الاتفاق الذي تم الآن وجاء بهذه الحركات يحتاج للمزيد من الدراسة والرؤى والتروي حتى يصبح متكاملا يعالج مشكلة البلاد عامة ويجنبها الانقسامات حتى لا تتكرر التجارب السابقة.
أيما خطوة نحو السلام ستصب حتماً في مصلحة البلاد خاصة مع ما تعانيه من وضع اقتصادي متدهور وتجاذبات مكونات حكومة الفترة الانتقالية وتبادل الاتهامات بين المكون العسكري والمدني وتصدعات حاضنتها السياسية واختلافها في كيفية إدارة الفترة الانتقالية ولو على برنامج حد أدنى.
الشعب السوداني كان يمني نفسه بعيش رغيد خلال هذه الفترة و هذه الآمال تكاد تتبخر مع تقادم الزمن وغلاء الأسعار وانعدام الدواء .
ينتظر الشعب مرحلة ما بعد السلام بشغفٍ ليرى البلاد في مصاف الدول المتقدمة بقدوم وفد قادة الكفاح المسلح تكون الحكومة قد رمت بآخر أوراقها في إطار معالجة قضايا البلاد ، و على الحركات أن تقدم برنامجا واضحا للفترة الانتقالية وتعمل في تناسق تام وانسجام مع مجلس الوزراء والمجلس السيادي والتشريعي من أجل إحراج البلاد إلى بر الأمان.
فحكومة الفترة الانتقالية مطلوب منها إنزال شعارات الثورة إلى ارض الواقع بتحقيق العدالة وبسط الحريات والعمل من أجل السلام والسلم الاجتماعي ، وتهيئة البلاد لانتخابات حرة ونزيهة يختار فيها الشعب من يحكمه .
مبادرة العفو العام التي أطلقتها الدولة ينبغي أن تشمل أبناء السودان عامة لتتحقق المصالحة الوطنية لينخرط الجميع في عملية البناء والاعمار.
إسفين الي الحكومة والحركات:
ضعوا السودان نصب أعينكم ولا تنسوه وانتم تتقاسمون كراسي السلطة .
إسفين إلى الشعب السوداني:
عليكم بالعمل والإنتاج فان الحكومة والحركات ليس لديهما عصاة موسى لتحقيق كل تطلعاتكم كما ذكروا وانتم تنظرون.
التعليقات مغلقة.