رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان (3)
بقلم/ الأستاذ المحامي / جمال الدين رمضان
( ثورة ١٩ديسمبر بين التطلعات والتحديات ( ٢٥٣) في أي سياق يمكن قراءة تداعيات المشهد السياسي الراهن بالبلاد ؟!) .
ماذا يعني قرار رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ؟! هل فعلا له تأثير إيجابي علي الوضع الإقتصادي الراهن بالبلاد؟!.
وهل له علاقة بالضغوط الإقليمية والدولية التي تمارس علي السودان وذلك لدفعه للتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني ؟!.
هذا نموذج لبعض الأسئلة الجوهرية والتي ما زالت تشغل بال الكثيرين في المشهد السياسي الراهن بالبلاد ، القاصي والداني يعلم أن الشعب السوداني ليست له يد في كل العقوبات التي فرضت عليه من قبل المجتمع الدولي وفي مقدمة ذلك الولايات المتحدة الأمريكية حيث كانت هذه القيود بمثابة قيود كبلت حركة الإقتصاد الوطني نحو الإنطلاق لآفاق أرحب. حيث يعطي هذا القرار قوة دفع كبيرة للإقتصاد الوطني حيث يكون المجال لتدفق الإستثمارات الأجنبية متاحا كما، أن التحويلات والمعاملات المصرفية بين المؤسسات المصرفية العالمية والسودان سوف يكون هو الآخر متاحا دون قيد أو شرط والأهم من كل ذلك بأن تركة الديون الباهظة والتي يجب تسديدها للدول المانحة حولها بغرض جدولتها أو العمل علي إلغائها كليا أو جزئيا. ….الخ.
بكل المقاييس فإن قرار رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب يعتبر نصراَ كبيرأً للحكومة السودانية والتي بذلت جهداً خرافياً في مفاوضات مكوكية بين الخرطوم وواشنطون حتي كلل هذا الانجاز الكبير. أن صدور هذا القرار وفي هذا التوقيت بالذات ليست له علاقة أي علاقة مع قضية التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني، كما يروج لذلك أنصار النظام السابق. حيث أكد وزير الخارجية المكلف بأن صدور هذا القرار ليست له أي قضية التطبيع مع إسرائيل. كما سبق للناطق الرسمي ووزير الثقافة والإعلام الذي أكد بأن حكومة الفترة الانتقالية لإتملك تفويضا من الشعب السوداني لمناقشة موضوع التطبيع مع إسرائيل.
لقد تأكد وبما لا يدع مجالاً للشك بأن الذين يسوقون لهذه القضية لن يجدوا سوقاً رابحاً في الشارع السياسي السوداني علي الرغم من إتساع دائرة المؤيدين لموضوع التطبيع مع إسرائيل. لقد سبق أن أكدنا وعبر هذه المساحة بأن المزاج العام السوداني غير مستعد لقضية التطبيع مع إسرائيل.وذلك لإعتبارات دينية وقومية يتمسك بها السواد الأعظم من السودانيين . حيث مازالت تنتهك المقدسات الإسلامية وتروع الأمنيين في الضفة وقطاع غزة من الفلسطينيين . الذي يرفع حاجب الدهشة بأن بعض الأنظمة العربية والتي تدور في الفلك الأمريكي هي من يتولي ممارسة ضغوط علي الحكومة السودانية وذلك بغرض إقناعها بضرورة التطبيع مع إسرائيل والخير الوفير الذي سوف يعود للبلاد في حالة قبوله للتطبيع . الإدارة الأمريكية وبعض الدول التي تدور في فلكها تسعي جاهدة لفك طوق العزلة المفروض علي دولة الكيان الصهيوني.أن الخرطوم عاصمة الصمود والتي سبق لها أن احتضنت قمة اللاءات الثلاث لا يمكن أن تطبع علاقاتها مع إسرائيل قصر الزمن ام طال.
التعليقات مغلقة.