أشهر صحيفة إسرائيلية تحذر من التطبيع مع الخرطوم و محلل مختص في شؤون الشرق الأوسط يصف الحكومة بالهشة
الخرطوم : وكالات / مني إسماعيل محمد
نقلت صحيفة هآرتس (Haaretz) الإسرائيلية الأشهر بين الصحف بدولة الكيان الصهيوني مقالاً للمحلل المختص في شؤون الشرق الأوسط تزيفي باريل (Zvi Bar’el) قوله عن آفاق نجاح إتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان والتي تعتمد على الفوائد الإقتصادية الفورية التي يمكن أن تظهرها الحكومة السودانية لمواطنيها الذين تمكنوا من إسقاط نظام يعد من أقدم وأعتى الأنظمة الاستبدادية في المنطقة، وأكد باريل حسب هآرتس أن السودان ليس كالإمارات أو البحرين اللتان يتولى فيهما السلطة عائلات مالكة لا تسمح بأي تحرك ديمقراطي كفيل بإسقاط الحكومة، مبيناً أن السودان دولة فدرالية تتمتع فيها القبائل المحلية بالسلطة والنفوذ، حيث تمكنت الإحتجاجات الشعبية من الإطاحة بحكومة استبدادية طويلة الأمد ، واوضحت الصحيفة حسب المقال التحليلي أن الوثيقة الدستورية التي تم الإتفاق عليها في أعقاب الإطاحة بنظام عمر البشير في أبريل 2018 تنص على إجراء إنتخابات وتعديلات تتيح النشاط السياسي الواسع للأحزاب، فلا يوجد هناك ما يضمن أن الحكومة ستكون قادرة على تحمل الضغوط الداخلية، وعدم تأجيل تنفيذ اتفاق التطبيع، تماما كما لا يوجد ضمان بأن الحكومة المنتخبة لن تلغي الاتفاقية.
وتضيف هآرتس يمكن للمرء أن يفهم إعلان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أنه في المرحلة الأولى من الإتفاق لن يكون هناك تبادل للسفراء أو إنشاء سفارات بالبلدين. مبينة أن المحلل المختص في شؤون الشرق الأوسط تزيفي باريل حذر إسرائيل من أي إعلانات عامة أو كلمات منمقة بشأن الإتفاق والفرص التي يتيحها ستستغل من قبل معارضي خطوة التطبيع، كما ستبذل أحزاب المعارضة الإسرائيليىة ما بوسعها من أجل الإضرار بتطبيق مقتضيات الإتفاق. ويؤكد تزيفي أن السودان سيحتاج إلى تدفق مباشر للأموال من أجل إطلاق المشاريع التنموية، وهي أموال يمكن نظرياً أن تأتي من المملكة العربية السعودية ودول الخليج، لكن السؤال يبقى: من سيفوز في المنافسة بين الدول المانحة والإحتجاجات الداخلية؟ وهو الأمر الذي من شأنه أن يحدد مصير اتفاقية التطبيع مع إسرائيل.
من جانبها أعتبرت صحيفة هآرتس أن قيادة السودان المكونة من ذراعي المجلس السيادي المؤقت المؤلف من عسكريين ومدنيين بقيادة الجنرال عبدالفتاح البرهان، ومجلس الوزراء برئاسة عبدالله حمدوك هما هيكل هش ومعرض للإنتقاد من قبل الشارع الذي يعيش حالة هيجان ومظاهرات مستمرة بسبب تردي الوضع الاقتصادي. وتؤكد الصحيفة أن هذه المظاهرات لا علاقة لها باتفاق التطبيع، لكنها تشهد على عدم الثقة والغضب الموجهين للحكومة الانتقالية ، وهو أمر يمكن إستغلاله لأغراض سياسية، خاصة في ظل إدعاءات بأن الإتفاقية الموقعة مع تل أبيب غير شرعية، لأنها وُقعت من قبل حكومة انتقالية من دون موافقة البرلمان ومن أجل تهدئة الأمور.
هذا وكان وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمرالدين أعلن في وقت سابق أن إتفاقية التطبيع لن تدخل حيز التنفيذ إلا بعد مصادقة البرلمان عليها، أي بعد عامين آخرين على الأقل. لكن المجلس السيادي، لا ينوي الإنتظار كل هذا الوقت حسب الصحيفة، حيث بدأ فعلا تنفيذ مقتضيات الإتفاقية، خلال فتح سماء السودان أمام الطائرات الإسرائيلية، وبدء المحادثات مع الطرف الإسرائيلي حول إتفاقيات إقتصادية في مجالي الزراعة والصحة.
التعليقات مغلقة.