الأبواب المغلقة المواطنة بقلم / محمد علي محمد
واحدة من أهم اللقاءات و الحوارات التي تحدثت عن المواطنة و كنت من ضمن المشاركين و المعقبين ، قدم ( الباحثون ) أوراقهم و عرضوها على جميع الحاضرين ، الذين من بينهم أساتذة في المجالات المختلفة في كل مرة يتقاسم عرض الورقة أحد الدعاة و المبشرين – ( مسيحي – مسلم) لن أتوقف طويلا أمام الإنتقادات العلمية التي وجهت لهولاء الدعاة و المبشرين الشباب فهم بالتأكيد ليسوا باحثين بحق و لكنهم مجتهدون ، و الأكثر أهمية أنهم أكثر من يشكلون الرأي العام احتكاكا بالجماهير الحقيقية صاحبة الحق الأول في الحياة ، بالتالي فإنهم عندما تعرضوا لمفهوم المواطنة حملوا فهمهم النابع من إحتكاكهم الأصيل بمجتمعهم ، و ما خرجوا به هو عبارة عن صورة تصلح لأن تكون مادة للدراسة ، أي أنهم قدموا رؤيتهم لما تقدمه الأحزاب و الساسة خلال فهمهم لما تعني ( أن تكون مواطنا) . بإختصار ماذا تعني المواطنة لهولاء البسطاء ، جمهور هولاء الدعاة و المبشرين الحقيقي الذين يكونون العمود الفقري للمجتمع.
توقفت طويلا أمام ملاحظة ذكرها أحد المعلقين منتقدا ما طرحه شباب الدعاة و المبشرين من الجانبين من أن سقف أحلامهم شديد الإنخفاض ، إذ أنه يقف عند حدود تحسين الوحدة الصحية في محلياتهم البعيدة ، أو ظلم وقع عليهم من احد موظفي المحلية او الوحدة الإدارية ، أو عجز( أهاليهم ) عن التقدم بشكوى إلى المسؤول او الوالي في الولاية ، و يستمر المنتقد متساءلا أين الحديث عن المشاركة السياسية ؟ أين المعاناة من غياب الديمقراطية ؟ وقتها شعرت بالتعبير الذي يتردد أحيانا ليصف مثل هذا المنتقد ، و هو التعبير الذي يقول ( مثقفو المدن) ! و الذي لا أنكر أنني أضبط نفسي بينهم أحيانا ، هولاء المثقفون الذين ينعزلون عن الجماهير الحقيقية – إن المواطنة كما تعلمتها هذا اليوم تعني لدي هولاء … الحق في الحياة الطبيعية و الأمنة بدون تمييز ، و هذه هي في الحقيقة أعلى درجات المواطنة – حق الإنسان في أن يعيش أمنا اقتصاديا و إجتماعيا ، إحساسه بالحق هو الطريق الوحيد الموصل للمشاركة السياسية .
المسؤول عن هذا السقف المنخفض لأحلام هولاء هو تلك الأحزاب التي تتخلى عن جماهيرها و أحلامهم ، و أولئك المثقفون الذين انحصرت مفاهيمهم عند حدود المدينة المرفهة ( الخرطوم) و لم يعملوا من أجل تطوير هذه المفاهيم حتى تكون مفاهيم جماهيرية حقيقية ، هولاء و أولئك هم المسؤولون عن إنخفاض سقف أحلام البسطاء .
التعليقات مغلقة.