بالواضح _ فتح الرحمن النحاس _حكاية أسرار التغيير. الكل يحيك هنداماً يناسبه..!!

الذكرى الأولى لإنتفاضة أبريل 1985،أجري تلفزيون السودان إستطلاعات مع (سياسيين وناشطين) حول يوميات الثورة الشعبية، ويومها أبدع كل متحدث في سرد (نضاله) ضد نظام مايو، وكيف (قاوم) جهاز الأمن، وكيف أفلت من الإعتقال والموت، وأظهر بعض المتحدثين، وكأنهم هم من (صنعوا) الثورة، أما شتات اليسار، فقد أكثر من (الضجيج الأجوف) ونادي في الشعب بأنه هو (مفجر الثورة)، وصال وجال الحزب الشيوعي بحلقوم واسع، وتمنى على الجميع الأماني، وبجواره كان الجمهوريون يقنعون أنفسهم والآخرين بأن إعدام محمود محمد طه، كان هو شرارة الثورة…!!

في ذروة هذا السيل من (الإدعاءآت الزائفة) أطل على الساحة د. حسين أبوصالح وأطلق مقولته الإيمانية.. (الإنتفاضة تدبير من الله فلايدعي أحد صناعتها)… أراد د. أبوصالح أن يذكر المناضلين بأن (حساباتهم( لاتساوي شيئاً أمام (مشيئة الله) الواحد الأحد..!!
*ماأشبه الليلة بالبارحة، فهانحن نطالع الآن بعد التغيير، ذات (النسخة القديمة) المتكررة عقب كل ثورة شعبية، فقد انبرى نفر، وهذه المرة من القيادة العسكرية وقد ارتدى كل منهم مايناسبه من (هندام ثوري) ، يحدثوننا عن ماسمي (بأسرار التغيير)، وملابسات فتح مداخل القيادة للمتظاهرين وعن (دور) صلاح قوش في الحدث، واليوم يكذب جلال الشيخ الأمر ويعيد الفضل لقوة آندفاع المتظاهرين… ومن هناك تخرج أحاديث عن (الساعات الأخيرة) للنظام السابق، والعطا يقول هو من اعتقل البشير، وحديث عن إبلاغه بالتغيير من قبل البرهان، ثم روايات متداولة مابين حميدتي وجلال الدين وأطراف أخرى تتناول إطلاق البشير (لفتوي مالكية) تجيز قتل ثلث الشعب أو المتظاهرين، ثم مايظهر من غموض في حكايات فض الإعتصام، وقطع جلال الدين بأنه هو من أقنع كل اللجنة الأمنية بضرورة استلام السلطة… و… و…و..أما مالم يقل به جلال الدين، فإن إقصاء البشير والإنقلاب عليه لم يكن وليد تلك اللحظات، فقد جرت بعيداً عن الآذان والعيون ترتيبات تكفل بها قوش، وأزمات الوقود والخبز والكاش كانت (مصطنعة)، ومعروف الذي خطط لذلك، وحتى إن كانت هنالك (أزمات) فما الجديد بعد التغيير ياجلال الدين؟! ألا تعايش (غولها وبشاعتها) الآن؟! وهل يمكن أن نصدق أن البشير يمكن أن يقتل ثلث الشعب أو ثلث المعتصمين… أظنه لو كان يعلم أن (مؤانسته) معكم ستشكل (إدانة) له لاحقاً لما تفوه بكلمة أمامكم… بل الصحيح الذي قاله ومن مصدر قريب منه حينذاك :(اريد فض الإعتصام بشرط ألا تسقط قطرة دم واحدة، وقال لكم أمنعوا عنهم الاكل والشرب فسينفضوا بإرادتهم..!!)*
*السيد جلال الدين أظهر (إشفاقاً) يومذاك علي حال البلد، وإمكانية حدوث فوضى، إذن يارجل ماذا كانت نتيجة موقفكم؟! ألم تسلموا البلد (للعلمانيين واليسار) الذين شطبوا الشريعة الإسلامية من وثيقتهم الدستورية وشردوا الكفاءآت و(يهدمون الدين) بكل بجاحة؟! ألا ترى هذا التشرذم الزاحف لإبتلاع السودان؟! لماذا لم تقتدوا بنهج بسوار الذهب رحمه الله وقد قلتم نحن أبناء سوار الذهب؟! وألا يؤلمك انت ومن معك أنكم تم رفضكم من قبل قحت واخرجتم من المجلس العسكري؟! ولماذا حديثك هذا الآن والظهور بهندام ثوري؟وبماذا يفيد شعب السودان الذي تجاوز هذه (المحطة الرمادية) وانشغل بعذابات حياته اليومية النابعة من أخطاء تقديراتكم وإرتباك حساباتكم يوم أن قررتم الإنحياز للتغيير؟!

*سنكتب ونكتب…!!!*

التعليقات مغلقة.