د.احمد عيسى محمود “عيساوي”_المؤتمر الوطني

كما تمنينا أن تكون الفترة الانتقالية فترة حراك سياسي فعال من أجل الانتقال لجنة الديمقراطية الموعودة. ولكن اليسار جعل عاليها سافلها. فبث فيها كل سمومه (التخوين والتهديد والوعيد والكراهية… إلخ). فكانت نزاعة للشوى. وفي ظلمة ذلك الوضع القائم كنا نراقب بعين البصيرة. ونناشد القوم بألا يزيدوا طين المجتمع بلة أكثر مما هو فيه. ولكن لا حياة لمن تنادي. فكنا ندعو للمصالحة الشاملة منذ زمن بعيد. لعلمنا التام بإنها الترياق السليم من وجع السنين. فكان الرجرجة والدهماء وسفهاء الأحلام (الجداد الإلكتروني) عند الموعد. قتلا لأي بارقة أمل. فتجدهم يرقصون على جثة الوطن جهلا (أطرش في زفة). والمراقب يرى كل يوم السفينة تقترب من مثلث برمودا. وبدأت صافرات الإنذار تطلق أصواتها. ولاحت في الأفق مدن الضياع. والجميع يده على قلبه. إذ أضاء بعضهم شمعة في آخر النفق الحمدوكي. فأمس الأول ظهر (وحدي طالح) معترفا بأخطاء لجنته سيئة الذكر. وبالأمس قدم التجم الدعوة صراحة للمؤتمر الوطني من أجل المساهمة في المخرج من (زنقة الواقع). نحن نبارك الخطوة. ولكن كيف تتم الدعوة لحزب محلول وقياداته في السجن؟. أليس ذلك مدعاة للسخرية من عقلية اليسار الذي ضيع اللبن في صيف غندور عندما أعلنها بأنهم سوف يكونون معارضة رافعة!!!. وخلاصة الأمر يجب أن تكون الدعوة شاملة. فليس السودان ملك لليسار (كحكومة) ولا المؤتمر الوطني (كمعارضة). فالثنائية لا تجدي (من جرب المجرب حارت به الندامة). فالشمولية هي المخرج.
الثلاثاء ٢٠٢٠/٩/٢٢

التعليقات مغلقة.