شــــــــوكــة حـــــــــوت_ الطشاش فى بلد العمى_ ياسرمحمدمحمود البشر

 

مئات من العاملين بل قل الآلاف من العاملين بمؤسسات الدولة المسافة بينهم وبين حزب المؤتمر الوطنى المحلول كالمسافة ما بين السماء والأرض فى أقرب حالاتها ولا يعرفون المكر ولا الدهاء ولا يقفون عند أبواب أهل السياسة كل همهم إكتساب لقمة عيش نظيفة كل همهم أن يعيشوا أتقياء أنقياء لكنهم وجدوا أنفسهم على قوائم المفصولين من الخدمة بقرارات لجنة إزالة نظام الثلاثين من يونيو وكم كانت حسرتهم كبيرة وهم يرددون فى غرارة أنفسهم (حسبى الله ونعم الوكيل) ويعرفون أن فى السماء أرزاقهم وليست بيد لجنة تفكيك النظام وهم يعرفون أيضا قد طالهم الظلم وهم على يقين أن دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة وتوكلوا على الله وهم لا حول لهم ولا قوة فأنتشروا فى الأرض يبتغون الرزق الحلال ويرجون ناصر المظلوم لينظر فى أمرهم*.

*وقد إحتفت لجنة إزالة التمكين كثيرا فى مؤتمراتها الصحفية بأنها أقامت مجذرة طالت اعداد كبيرة من المظاليم وأوجعت قلوبهم بقرارات أتخذت على خلفية تقارير كاذبة ومضللة وكانت التهمة (دولة عميقة وكيزان) وهذه التهمة إستوجبت العقوبة وهى الطرد عن العمل مع التشهير على وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الإجتماعى ووراء كل موظف وعامل تم فصله عن طريق الخطأ وتم التشهير به وراءه أسرة وأهل ومعارف وأصدقاء وأصهار وزملاء هربت كلمات المواساة من شفاههم وأرهقوهم بالتعاطف وهم يرون الظلم يتمثل فى قرارات لجنة إزالة التمكين لكنهم يعلمون علم اليقين أنه حكم القوى على الضعيف حكم مبنى على باطل حكم يهدم ولا يبنى حكم يزرع الغبن فى النفوس وفوق هذا وذاك يشرد الأسر*.

*بالأمس خرج علينا عضو لجنة إزالة التمكين وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو وجدى صالح ذلك الرجل الذى وعد الشعب السودانى من على منصة المخاطبة بالقيادة العامة فى ميدان الإعتصام عقب الإطاحة بالمخلوع البشير بأنه سيتم ضخ ١٧ مليار دولار فى خزينة الدولة من حصائل صادرات الصمغ العربى والثروة الحيوانية والذهب عقب تشكيل الحكومة الإنتقالية وتوقيع الوثيقة الدستورية وأكد أن حاجة السودان ٧ مليار دولار ويتم (تشتيت) بقية الدولارات فى الصرافات لرفاهية الشعب السودانى بعد أن تنتهى الصفوف ويتم توفير الوقود والخبز وأنا لا أريد أن أقول أن وجدى صالح كاذب أو كذب على الشعب لكن حديث وجدى جانبه الصواب وبعيد كل البعد عن الحقيقة وإذا كان الفاتح عزالدين قد جاء بنظرية (الربربة) فإن وجدى صالح جاء بنظرية (التشتيت) وكلاهما أصبح أضحوكة الشعب السودانى وليس (الطشاش فى بلد العمى شوف) فى كل الأحوال*.

*عموما إعتراف وجدى صالح بأن بعض قرارات لجنة إزالة التمكين جانبها الصواب وبنيت على تقارير خاطئة وأنه ستتم مراجعتها وإعادة بعض المفصولين إلى وظائفهم فلماذا لم يصدر مثل هذا التصريح من رئيس اللجنة الفريق أول ياسر العطا عضو المجلس السيادى أو يصدر من محمد الفكى سليمان نائب رئيس اللجنة مع العلم أن القرارات ممهورة بتوقيع رئيس اللجنة وليس بتوقيع وجدى مع العلم أن ظهور وجدى فى مؤتمرات لجنة إزالة التمكين كان ظهور للتشفى والتشهير وتعطيل المنطق وتفعيل العضلات ومجرد حديث وجدى صالح يعد بمثابة الطعن المباشر فى نزاهة عمل لجنة إزالة التمكين وهدم كل قراراتها التى كانت تمثل مهرجان من التشهير والتشفى*.

نــــــــــص شــــــــوكــة

*أنا مع محاربة الفساد ودك حصون المفسدين وليت لجنة إزالة التمكين أثبتت حالات فساد مالى وإدارى بالمؤسسات وقدمت المفسدين لمحاكمات ولو حكمت عليهم بالإعدام ويتم تنفيذ العقوبة بالميادين العامة لكى يكونوا عظة وعبرة لغيرهم لكن أن يكون عمل هذه اللجنة مجرد إسهالات لفظية وسيل من الإتهامات الجزاف وأن تخطئ فى العفو أهون من الخطأ فى العقوبة وبذلك تصبح لجنة إزالة التمكين محل مراجعة وقراراتها هبوب*.

ربــــــــع شــــــــوكــة

*(كُتُر الرمد للعمى وكُتُر المرض للموت)*.

yassir.mahmoud71@gmail.com

التعليقات مغلقة.