الشخصية السودانية وأثرها على الزعيم الإسلامي مالكوم اكس: الدكتور عادل حامد

ماسة نيوز

الشخصية السودانية وأثرها على الزعيمالإسلامي مالكوم اكس

د/عادل عبد العزيز حامد

Skyseven51@yahoo.com

مالكوم اكس (مالك شباز) مواطن أمريكي من أصول افريقية، ولدفي مدينة أوماها في ولاية نيراسكا في 19/ 5/ 1925 وكان أبوهقسيساً وناشطاً سياسياً في الجمعية العالمية لتقدم السود وتحررهممن إضطهاد البيض الأمريكي ولذلك قتل بصورة وحشية على يدعصابة من البيض العنصريين 1931 وكان عمر مالكوم اكس فيذلك الوقت حوالي ستة أعوام والتحق بالمدرسة الإبتدائية الا أنسلوكه كان سيئاً بعد وفاة والده فعاش حياه تسكع وسرقة تسببتفي طرده من المدرسة وايداعه سجن الأحداث، وفي السجن واصلتعليمه الثانوي وكان طالباً نابغاً ومتفوقاً على اقرانه ومتطلعاً ليكونمحامياً ويبدو أن أحد اساتذته قد ذكر له بأن حلم المحاماة في ظلسياسة التمييز العنصري الأمريكي سوف يكون حلماً بعيد المنال.

ولذلك ترك مالكوم المدرسة وأنقطع عن أحلامه، وقرر الإرتحال إلىمدينته بوسطن سنة 1941 حيث كان يعمل في مسح الأحذيةوغسيل الأواني وإنغمس في حياه اللهو والفجور وبعد ذلك قررالأنتقال إلى نيويورك حي هارلم  الشهير حيث حصل على وظيفةعمالية في السكة حديد ولكنه ظل في حياة الفجور حتى فصل منعمله وبعد ذلك صدر حكم بسجنه لمدة عشرة سنوات 1946 وفيالسجن تعرف على جماعة الإيجا محمد مؤسس جماعة أمة الإسلامفأعتنق مالكوم الإسلام على مذهب الإيجا محمد الذي يقوم علىنصرة السود وإنقاذهم من الشياطين البيض وبعد ذلك تحسنسلوكه في السجن وتم إطلاق صراحه في 1952 وفور خروجه منالسجن إنضم إلى جماعة أمة الإسلام في ديترويت  وتدرج في سلمالجماعة الا أن أصبح الرجل الثاني في الجماعة وأصبح المتحدثالأعلامي  بأسم الجماعة وبعد سبع سنوات من النشاط الدعوىالمتواصل لجماعة امة الإسلام قرر مالكوم زيارة الشرق الأوسطوأفريقيا لانه كان معجب بالقادة الأفارقة الذين حرروا بلادهم منالاستعمار مثل محمد أحمد المهدي و جمال عبد الناصر و كوامينكروما و احمد سيكتوري و اعقب ذلك بزيارة آخرى 1964 حيثأدى فريضة الحج و التي كانت نقطة  تحول كبيرة في حياته و قدزار بعد الحج مصر و السودان و نيجيريا.

ولعل اول لقاء لمالكوم اكس بالسودانيين كان عن طريق الدكتور أحمدصديق عثمان عندما التقى به 1963 وكان طالب بكالوريوس بكليةدارموث( Darmouth College) في مدينة هانفور ولاية نيوهامشير وكان لقاءاً عارضاً في المسجد رقم 7 بمدينة هارليم عندماكان مالكوم يخاطب جمعاً من أنصار جماعة أمة الإسلام موضحاً لهم أن الإسلام هو دين السود وان البيض شياطين مجرمين. وفيهذه اللحظة تداخل الدكتور أحمد صديق عثمان وأوضح له أنالإسلام لايصنف الناس على أساس اللون وأنه لاتوجد أي اية فيالقرآن تقول ذلك فرد عليه مالكوم اكس بالاية 102 من سورة طه(يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا ) ناسباً كلمة زرقاً إلى أعين البيض المجرمين الا أن الدكتور أحمدعثمان أوضح له بأن المقصود بزرقة شخوص أبصار المجرمين منالخوف بغض النظر عن الوانهم واجناسهم….

وقد استمرت العلاقة بين الاثنين فيما بعد بالمراسلة وقد كان كلمنهما معجب بالآخر ويبدو أن اثر أحمد صديق عثمان على مالكوماكس كان كبيراً لانه دخل معه في مساجلات فكرية عميقة وفيقضايا حاسمة في وقتها مثل مفهوم التمييز بين الناس على أساساللون والجنس بعيداً عن قيم المساواة والعدالة التي جاء بها الإسلامومن الشواهد على هذه العلاقة الوثيقة بين الرجلين الخطاباتالمتبادلة بينهما وأيضاً إتحاد الطلبة لكلية دارثموت بالدكتور أحمدصديق عثمان لدعوة مالكوم لمحاضرة الطلاب في تلك الكلية ولبامالكوم اكس الدعوة وحسب رواية د/أحمد عثمان فقد كان الحضوركبيراً من طلبة الكلية البيض وتحدث فيها مالكوم بطلاقة عن حقوقالإنسان ومثالب العنصرية وأشرارها وقضايا المساواة وأوضح أنالتغيير نحو الأفضل يقع على عاتق شباب العالم، وعندما إغتيلمالكوم اكس كان د/أحمد صديق عثمان مشاركاً في مراسم الاعدادلتشييع مالكوم اكس والقى كلمة

نيابة عن المسلمين أشار فيها إلى مأثر مالكوم اكس وثوابت دعوةالإسلام ويبدو أن الدكتور أحمد صديق عثمان كان من السودانيينالسابقين في معرفة مالكوم اكس ان لم يكن من الأوائل وله أثر كبيرفي التغيير الكبير الذي حدث في فهم مالكوم الإسلام الصحيح وهوالذي إقترح عليه القيام بشعيرة الحج ولذلك كان التحول الكبير فيحياة مالكوم اكس عندما رأى الجموع الكبيرة من المسلمين ومن كلالأجناس ومن كل الألوان ومن كل البلاد.

وفي مقال له بموقع الجزيرة يرى الباحث المغربي والأمريكي بجامعةكولومبيا هشام عبدي ان مالكوم قد تأثر بالسودان وبالسودانيينوخاصة بعد زيارته للسودان وانجذابه  للحضارة النوبية السودانيةوقد اشاد مالكوم اكس بلطف السودانيين وتضامنهم واستذكرعجائب مدينة امدرمان وفي إحدى مداخلاته في أبريل 1946 كتبعن الثقة الصادقة للسودانيين وفي مداخله أخرى قال🙁 لم أتوقفأبداً عن الإعجاب السودانيين).

وفي اكتوبر 1962 كتب مالكوم اكس في صفحته  بتسبيرج كورير

(Pittsburgh Corrier)  :

( في عام 1959 زرت الخرطوم وامدرمان في السودان وقد تأثرتأكثر بمسلمي السودان، تقواهم الدينية وكرم ضيافتهم لا مثيل لهافي اي مكان شعرت حقاً بأنني في الجنة وفي وطني هناك) www.aljazeera.net

ومن أبرز السودانيين في حياة مالكوم اكس الشيخ السودانيالداعية أحمد حسون والذي كان يقوم بالتدريس في المسجد الحراموالذي قام بتعيينه الاستاذ محمد سرور الصبان أمين عام رابطةالعالم الإسلامي مستشارًا روحياً للزعيم مالكوم اكس وسافر معهليقيم في مسجده بنيويورك في شارع 125 بحي هارلم في نيويوركو كان يقوم بمساعدة مالكوم اكس في فهم إلاسلام و مساعدةالمسلمين الجدد في فهم مبادئ الإسلام.

والشخصية الأخرى في حياة مالكوم اكس هو البرفسور مالك بدريرحمه الله توفي في فبراير 2021″ والذي التقى به في الفندقالكبير بالخرطوم وأخذه في جولة في امدرمان وزيارة منزله ومدارسالأحفاد للبنات ومتحف الخليفة وبعض المعالم الأساسية في مدينةامدرمان.

وذكر دكتور ابو شوك ان د/مالك بدري دعى مالكوم اكس لزيارةبيروت في طريق عودته من الحج ونظم له محاضرة بالمركز الثقافيالسوداني ببيروت بعد أن رفضت إدارة الجامعة الأمريكية تنظيمالمحاضرة بالجامعة الأمريكية وقد حضرها عدد كبير من الطلبةورهط من الجالية السودانية وفي تلك المحاضرة تحدث مالكوم عنأزمة السود في الولايات المتحدة الأمريكية.

وهكذا نجد أن للشخصية السودانية أثر كبير وبالغ على الزعيمالإسلامي الكبير مالكوم اكسمالك شباز” “رحمه الله رحمةواسعة

Skyseven51@yahoo.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.