إنها حرب الطموحات الشخصية المنتصر فيها خاسر… !!!
بقلم: هنو يعقوب
ليس هنالك هدنة ناجحة بين قوتين تتقاطع مصالحهما الإستراتيجية والتكتيكية في عملية كسر العظم وكسب الوقت والتأييد الإستقطابي بخطابات الدغدغة العاطفية والعزف علي وتر القضايا القومية وزيادة النعرات الجهوية دون آلية مراقبة محايدة ومهنية منوط بها متابعة التقدم ومؤشرات النجاح وكشف المهدد والمنتهك للهدنة من طرفي النزاع ورفع التقارير التي تثبت التجاوزات حتي لا يترك ذلك لاجتهادات طرفي النزاع في تبادل الإتهامات وتغببش الرؤية بإدعاءات كاذبة تزيد من أمد الأزمة وتفاقم معاناة المواطن.
وضح بما لا يدع مجالاً للشك أن سلامة المدنيين هي آخر إهتمامات المتصارعين بل أن المدنيين يتم استخدامهم كوقود لهذه الحرب العبثية لزيادة الصخب الإعلامي والدعاية غير الأخلاقية لجرهم إلي تأييد أحد الأطراف بزيادة الضغوطات عليه وليس تقديم الخدمات، ودونكم الأزمات التي يعانيها الشعب هذه الأيام في إنعدام الكهرباء والماء والغذاء والدواء وكل الخدمات الضرورية وفوق كل ذلك إنعدام الأمن والإستقرار، وكل ذلك ليس بفعل عدو خارجي ولكنه أتي بفعل من يفترض عليه توفير الأمن والطمأنينة لهذا الشعب الصابر والمغلوب علي أمره.
علي العقلاء أن يعلنوها صرخة داوية تخاطب الضمير الدولي والإقليمي والمحلي في أن هذه الحرب العبثية ينبغي لها أن تتوقف الآن قبل الغد وأن المنتصر فيها خاسر وأن القاتل والمقتول إخوة قبل أن يكونا الإثنين في النار.
أيها المتصارعون علي السلطة والقيادة واستعراض العضلات أما آن لكم أن ترعوو وتعودوا الى رشدكم أن كان فيكم رجلًا رشيد؟.
مهما كانت الأسباب فانها لا تبرر هذا الدمار والخراب وإزهاق الأرواح البريئة دون وازع اخلاقي أو ديني.
وحتماً ستنتهي هذه المحنة مهما طال أمدها وتعاظمت انتهاكاتها علي الشعب السوداني الضحية ولكن إذا كان هنالك من دروس مستفادة فإنها فقط أنكم غير جديرين أن يأتمنكم الشعب علي أرضه وعرضه و دينه وكرامته وعندما ينتصر أحدكم علي الآخر بحساباتكم الخاسرة فليستعد لمواجهة الشعب السوداني المتحد الذي لا يقبل رؤيتكم في المشهد لأنكم تفوقون العدو في ممارسة بأسكم وجبروتكم وآلتكم الحربية ضده.
إكرام الميت دفنه ولكنهم استخسروا فينا الإكرام ويا للأسف الجثث تتناثر علي الطرقات مما ينذر بتفشي الطاعون.
حمي الله البلاد والعباد من شروركم وحقن الدماء التي سالت بحوراً بسلاحكم، وقديماً قالت العرب :” الحقد صدأ القلوب واللجاج سبب الحروب” الحقد أعمانا والتمادي في الخصومة سد بصيرتنا.
وظلم ذوي القربي أشد مضاضة علي الفتي من وقع الحسام المهند.. ولكنكم جمعتم الإثنين في هذه المحنة التي قصمتم بها ظهر الوطن.
التعليقات مغلقة.