أفطارات الاسلامين بين الأمس واليوم : بارود صندل رجب/المحامي

ماسة نيوز : الخرطوم

لا يختلف اثنان في هذه البلاد ان للتيار الاسلامي قوة لا يستهان بها ،، ولكن تكمن المشكلة لو حاولنا ان نعرف هذا التيار تعريفا جامعا مانعا،،هل هو المؤتمر الوطني،،ام المؤتمر الشعبي ،،،ام الاصلاح الان ،،ام دولة القانون ،، او حزب المستقبل الناشئ بقيادة عبد الواحد ،، الخ أم ان كل هؤلاء يستظلون تحت ظلال هذا التيار ،، وأخرين من دونهم ،،،
وبالتالي عندما يستخدم البعض جملة التيار الاسلامي يتبادر الي الذهن أنها تعني المؤتمر الوطني واذا اضيفت كلمة العريض في اخرها تعني التحاق اخرين من غير عضوية المؤتمر الوطني ،، ومن باب عدم الالتباس علي الناس وكون ان الاجسام المذكورة لم تنتظم في جسم واحد وتحت قيادة واحدة يجب ان تكون التسميات واضحة،،
اما الوقائع علي الارض فان افطار شرق المطار كان من ترتيب المؤتمر الوطني وواجهته التنظيمية الحركة الاسلامية ،،ولا ينفي ذلك حضور بعض الوجوه من تنظيمات اخري وبعض من تقطعت بهم السبل ويحلمون ان تتحقق الوحدة حتي يندمجوا في الجسم الجديد ،،واخرين لا يعجبهم مسار حزبهم ولهم رائ في القيادات ويتمنون ان ينخسف الحزب اليوم قبل الغد ،، حتي بدون اي ترتيبات مستقبلية لذلك تراهم يتزاحمون علي موائد كثيرة بغير هدي كمن يمشي مكبا علي وجهه،،،
اعجبني في التجمع غلبة الشباب والخطاب المتزن الذي القاه نائب امين عام الحركة الاسلامية الدكتور احمد الكاروري ،، ان كانت لنا ملاحظة ،، لماذا لم يعلن المؤتمر الوطني برنامجه للفترة القادمة وان كان يرغب في العمل تحت مظلة هذه التسمية بالرغم من المعوقات القانونية؟ مع الاخذ في الاعتبار ان تجربته بعد الثورة لم تستقر بعد ،،، العمل في اطار تجمعات مثل التيار الاسلامي العريض او نداء اهل السودان او التيار الوطني وهلموجرا لم تثمر بشئ ،،
اما الافطار الاخر الذي تم في منزل ورثة الشيخ حسن الترابي رحمة الله عليه ،، فيحتمل تأويلات كثيرة لان منظومة الشباب صاحبة المبادرة تابعة للمؤتمر الوطني بلا مراء ،، والحضور المميز للمؤتمر الوطني دليل اخر علي يده الطولي ،،، وحسب تقدمة الصديق الترابي فلا حرج لاي تنظيم أسلامي ان ينظم مثل هذا الافطار في هذا المنزل لرمزيته ،،،، ولكن المظهر والمخبر للافطار له ما بعده،،
وتشير الكلمات التي القيت بوضوح الي ان بعض القيادات من المؤتمر الشعبي ربما ترتب لعمل قادم يظنون انه كافي لخسف المؤتمر الشعبي ،،وواضح ان الحديث عن المنظومة الخالفة سيكون له نقلة في مقبل الايام علي الاقل قد يعلن اندماج بين المؤتمر الوطني وبعض من جماعة شوري المؤتمر الشعبي وهذه الخطوة جريئة تريح قيادة الشعبي وتزيح عن كاهلها عبء تحمل المتفلتين الذين اضروا كثيرا بسمعة الحزب وتماسكه،،وكذلك تريح المتوترين الذين لا الي هؤلاء ولا الي هؤلاء بانضمامهم لكتلة او مجموعة يرونها اقرب اليهم من عضوية الشعبي وبالتالي كل يعمل علي شاكلته وان صدقت النيات وخلصت النفوس من امراضها سوف يلتقي الجميع علي قاعدة واحدة وما ذلك علي الله بعزيز ،،
اما حديث استدرار العواطف بالمواقف السياسية من مثل موالاة تيارات غير اسلامية او السير في ركب الاجانب فهو حديث تجاوزه الوعي السياسي واسقطته التجارب البعيدة والقريبة ،،،الحوار الوطني،،التحالف الوطني الديمقراطي ،،،
ولعل البعض ما انفك يتحدث في المنابر باسم المؤتمر الشعبي وهو لا يمثله اجرائيا كونه لا يتبؤا مقعدا تنظيميا يسمح له بالتحدث باسمه فهو عضو فقط فمن غير المعقول ان يتحدث العضو باسم الشعبي لا سيما اذا كان هذا العضو ممن يناصب القيادة العداء السافر ولا يعترف بل يناقض قرارات الحزب ،،،
ونحمد للقيادة قدرتها علي الصبر وتحمل الاذي من دون ان تلجا الي استخدام سلطتها وفق النظام الاساسي ،،وقد انتج هذا الصبر والتحمل خيرا كثيرا بان اسفرت المجموعة الخارجة عن وجهتها من تلقاء نفسها،،ونبارك لهم الوجهة الجديدة ونساله سبحانه وتعالي ان يوفقنا جميعا الي خدمة الاسلام والبلاد، والسلام

التعليقات مغلقة.