ودق الرواعد :رمضان يعيد نفسه: الطاهر ابوجوهرة

ماسة نيوز :الخرطوم

الذين في ( يوم ما ) وصفوا شيخ حسن عليه الرحمة والذين وقفوا معه ساعة العسرة بانهم ( دم حجامة ) .. عادوا بالامس ونصبوا سرادقهم يحدثوننا عن مآثر الشيخ ، وعن الدين ، وعن الخيانة ، وعن أخلاق الشيخ ، وعن الوحدة والتلاقي ؟!.. وكل ذلك في شهر رمضان !!وما أدراك مارمضان في سجل دفاتر الغدر بالمشروع وطعن الشيخ من الخلف وفي جُرح .. وكل ذلك في منزل شيخ حسن ، الذي ماعاد منزلا له !! وهذا شئ طبيعي طالما شيخنا ودع الفانية وروحه تتهادى بإيقاع خلَّف عشرات الاستفهامات .. تجملوا ، تجمعوا ، في بيته الذي صار فلاة ويبابا وحزنا بعد ان كانت مواعينه تضج بالصادقين .. هنا سادتي .. وفقا لمجريات الامور نتسآءل هل هي تلك الدار التي نعرفها ام إننا نتوهم على طريق عنترة وقوفا على متردم الاشياء ؟ !!. .. المشهد كان غريبا في ذاك اليوم ولاغرابة .. نعم إستوعبوها هكذا .. مزيج من الاوجه التي كانت بالامس تشيطنه وتسبه وتسخر منه اليوم تبحث عن آثاره لتتداوى .. نعم .. نحن نجتر الذكريات للتحديث .. كل شئ سيئ كانوا يرمونه على أحضان الشيخ الذي كان ينظر إليهم بإستخفاف ! جعلوه مزارا للتندر بل صارت وقتها الاساءة للشيخ هي صك الضمان ووسام الولاء المطمئن في خطوة الخروج من الشعبي والالتحاق بالذين على مقعد السلطة !! وكنا كثيرا ما نسمع مفردة الشيخ خرِّف ، واليوم تبكيه وتمدحه وتبجله ذات العيون التي كانت بالامس صامتة في نوم عميق والشيخ مرمي خلف قضبانهم حبيسا .. بل أحدهم قالها سنقطع رأس الشيخ وكان ذلك في رمضان أيضا إنها أوقات كانت مفعمة بمغرورات السلطة … والان .. بعد أن فقدوا السلطة وبعد عشرون عاما ونيف من عمر المفاصلة الاولى جاءوا ليحدثونا عن الشيخ ، وكرامات الشيخ ، وأُفق الشيخ ، وورع الشيخ ، وعن طريق الشيخ المنظومة الخالفة التي يريدون تشويه صورتها إستعجالا للتكويش والخم والسواقة !! ماذا نقول ياسادتي وماذا تسمون مثل هذه التحولات الكوميدية والالاعيب .. إنهم لايستحون .. بعد ان باعوا الشيخ ومشوا في جنازته الان يمجدونه وإختاروا شهر رمضان ، وشهر رمضان عندهم هم والذين يمشون خلفهم له مدلولاته .. ماهذا ؟! .. يكلموننا عن بركات شهر رمضان الذي ذبحوا في الرابع منه قبل سنوات للوراء المشروع ، ومن منا لايتذكر قرارات الرئيس المخلوع في رمضان قبل أكثر من عشرين عاما ، حينما فعلها وزج بقيادات الشعبي والشيخ في غيابت السجون وقتلت أجهزته آخرين .. تذكروا .. (…. كأنما قتل الناس جميعا ….. ) .. الان .. ممارساتهم ساعة السلطة ألقت بظلالها ودفعت ثمنها الفكرة بصورة عامة ، فشرهم عمّ الجميع وكل كوز ندوسو دوس كان ذلك بسبب سوء الممارسة .. ونحن نستدعي هذه الاشياء لاننا لم نشاهد فيهم توبة أو ندم ، بل تسويف وتطويل وإلتفاف وإزدواجيات .. ينادون الان بالوحدة وقد فصلوا الجنوب ، وكانوا من قبل قال كبيرهم إن من يتحث عن تقرير المصير يعتبر خائن وعميل ، في إشارة للدكتور علي الحاج الذي وافق وقتها على وضع تقرير المصير في جدول إعلان مبادئ الحوار مع الحركة الشعبية وهاجت الاقلام ؛ ( علي الحاج يريد فصل الجنوب ) ، وجاءوا لاحقا وفصلوا الجنوب وبلا حياء يتآمرون الان على الدكتور وعلى الشعبي عبر إستخدام الذين يشاركونهم الهوى كأدوات لانفاذ المهمة ويقولون الدكتور يقف ضد الوحدة .. كلام غريب ؟! أي وحدة تعنون ؟! يدعون لوحدة الصف ويعملون خفاءا على شق الشعبي ؟! .. كل هذه الاستفهامات بإجاباتها التي يعرفها أي شخص كانت تحتاج لجلسة تقيم ومحاسبة بنكران ذات وتجرد ، خاصة بعد أن أجرت السماء سنتها في إطار عملية نزع الاشياء فلم يلوموا انفسهم ولم يجلسوا لتقيم ، ولكنهم عادوا الان وكل همهم العودة الي االسلطة ( عشان تعملوا شنو ؟) هذا هو السؤال الذي يحير العقول وانت قضيت فيها ماشاء الله لك ان تقضي ثلاثون عاما بعد عشرة منها إستفردتم وإستبديتم ولم تجني البلاد والعباد من تجربتكم إلا فتنة وتدهور وخيبات أمل ولا رجاء .. نعود .. هذه التظاهرة البكائية التي إختاروا لها رمزيتها مكانا وزمانا ، مكانا ببيت الشيخ شيخنا الذي فعلوا به مالم يفعله اليسار الذي يستخدمونه كفزاعة الان ، ثم إختيار الزمان في أوائل الشهر الكريم الذي خانوا فيه العهد والميثاق وعصفوا فيه بوحدة الجماعة فماذا يريدون أن يقول ا لنا ماهو مضمون رسالتهم .. تشقون الجماعة خيانة والان تتباكون على الوحدة ويليتها عندكم وحدة صادقة .. ماهي رسالتكم وانتم تاتون لبيت شيخنا في الشهر واليوم الذي قتلتم فيه آماله أيها الناس ؟ .. الاجابة عندنا هي إننا إنكم تريدون أن تقولوا بنا إنكم تملكون مفاتيح السيطرة على الاشياء والرجال وبعض من محتوى هذا البيت وهانحن عدنا وفي رمضان الذي سجنا فيه الشيخ لنعيد الكرة من بيت الشيخ ولاجديد ولا عظة ولاندم ولاتقيم .. نحن نستغرب عندما نقارن بين مواقفهم وإدعائهم بان د. علي الحاج وإخوته في الامانة العامة فارقوا طريق الشيخ وهم بالتأكيد لايسألون أنفسهم ماذا فعلوا بالشيخ الذين كانوا معه من قتل وتشريد وإعتقال وسجون لابناءه الذين وقفوا معه ولم يحيدوا .. هذه الاشياء التي وقفنا عندها في رحلة الاسترجاع وجرد الحساب التاريخي والمساءلة، اذا قلنا لهم هذه الملاحظات فإننا عندهم أتباع فوكلر واليسار وعرمان ، قمة التلاعب بالعواطف وإستخدام الدين من اجل العودة .. مرة أخرى نحن نسأل في هذه المناسبة عن هذا الدين الذي تتحدثون عنه ؟ هل هو الدين الذي نعرفه ؟!الذي وضع معايير التمايز بين الناس التقوى ؟ أم دين آخر يستخدم ككرت للمناورات لدعم المواقف ( المهببة ) التي عصفت بالبلاد وأقعدتها تماما في كل الاتجاهات ، فسادا ومحسوبية وغياب تام لرؤى الحلول للخروج للبر الآمن .. آه .. حتى الحوار الذي وضعه الشيخ لانتشالهم من الغرق خانوه وتمردوا عليه ودسوا محافيرهم في حضرة دفن جثمان والدهم ، فكان الغرق ، وبعده النواح ، والسكلبة ، والعودة للخطاب العاطفي الجهوي الذي ماعاد يسلك طريقا إلا عند مروجيه ولايخدم للواقع قضية .. نعود .. لنقف على أطلال بيت شيخنا المفترى عليه المتلاعب باسمه ، لنشاهد دموعهم وبكائهم على اللبن الذي دفقوه بايديهم وداسوا عليه في حضرة سكرة السلطة ونسوا تماما إن الملك لله ، حتى قالوا رواية لحس الكوع الشهيرة والزرع الذي لايُقتلع ، الرواية التي إنتهت بهذا المشهد المعبّر عن قدرة الله الحاسمة ساعة إنتهاء المهلة وسانحة المراجعة والتوبة النصوح .. والمؤسف .. إن من بيننا من يدعمونهم في خطهم باسم توحيد الصف وأشياء أخرى .. من حقكم أن تسألونا ماذا نريد ؟ بإختصار .. نحن الان همنا توحيد أهل السودان لنزع فتيل هذا التباين الحاد الذي ادخله النظام البائد ، وليس من أولوياتنا في هذا التوقيت في توحيد أي جسم آخر ، فبتوحيد أهل السودان وإعادة الثقة فيما بينهم والحب والتعايش تتوحد العناصر الاخرى أو تسهل عملية تجميعها في إناء الوطن .. هذه هي مواقفنا وخطنا وهذه هي رسالتنا التي سنقف ونحيا ونموت عليها .. رجاءا .. لاتزعجونا بفزاعة العلمانيين .. على الاقل هم لم يفعلوا مافعلتموه انتم بالوطن وشعبه ونسيجه وشيخنا عليه الرحمة حتى غدت الامور على النهج الذي نشاهده .. بمعنى .. الان صار السوداني لكي يؤآنس أخيه لابد ان يعرف من اين هو ومن أي جهة لكي يبدأ معه الحديث ويتآنس معه .. حسبنا الله ونعم الوكيل .
ودق :
إني نزلت بكذابين ضيفهم
عن القرى وعن الترحال محدود
رعد :
رمضان
هل تذكر الرابع منك
كان يوما فيه ذبحوا للوفاء
تداخلت فيه الحروف وانمحت
لا السين سين ولا الفاء فاء
وصفوك شيخي يومها
شر موصف
بدم الحجامة
والتخرّفِ والشقاء
والان عادوا والرجوع
والتماسيح حاضرة في مجرى الدموع مع العواء
هاهم القوم هم الباعوك أمسِِ
واليوم عادوا للبكاء ولا حياء

التعليقات مغلقة.