حريق النيل الازرق من يقف وراءه!!بارود صندل رجب/المحامي
ماسة نيوز
اصبح الوضع في البلاد كالثوب الخرق كلما حيص من جانب تفتق من جانب اخر،،مأساة النيل الازرق ليست الاولي سبقتها حرائق في دارفور وبورتسودان وكسلا وجنوب كردفان والشمال الاقصي ولا ندري من ايقظ الفتنة النائمة،،وهكذا دواليك وهي حروبات داخلية محلية مردها غياب السلطة ونخشي ان تتطور الي حروبات اهلية شاملة لا تبقي ولا تذر،،،
هنالك اسباب كثيرة لهذه النزاعات وهي ليست جديدة ولا وليدة الساعة بل ظلت النزاعات المحلية تتري من وقت لاخر واحيانا لاسباب تافهة مشاجرات مثلا واحيانا نزاعات حول الاراضي والمراعي والتنافس السياسي ولكن وجود السلطة وهيبتها وقد رتها علي التنبؤ وسرعة التدخل تكبح تلك النزاعات باقل الخسائر وتقطع تمددها،،
ولكن في الاونة الاخيرة اخذت هذه النزاعات طابعا جديدا من حيث التخطيط والتنفيذ والتوسع مما يشئ بوجود ايادي خبيثة تحرك الاوتاد،،وعودا لما جري في النيل الازرق وبعيدا عن نظرية المؤامرة مع انها غير مستبعدة بالكلية،،فان النزاع طابعه محلي وحسب رواية حكومة الولاية فان قبيلة الهوسا عقدت مؤتمرا وطالبت بان تكون لها امارة او نظارة،،وقوبل هذا الطلب بالرفض من المكوك في الولاية،،وتدخلت حكومة الولاية بايقاف الامر بحسبان ان الحكومة المركزية او قفت انشاء ادارات اهلية جديدة ريثما يتم تعديل قانون الادارة الاهلية أو اي أمر اخر،،الي هنا نلمس سلامة الاجراءات،،،ولا اظن ان قبيلة الهوسا خرقت الاجراءات وبادرت بالعدوان،،،
وحسب رواية حكومة الاقليم فان جسما جديدا اطل براسه فجاة،،تنظيما اثنيا يعقد الاجتماعات العامة ويؤلب الناس ضد الهوسا،،مطالبا بطردهم وبسحب الجنسيات السودانية منهم هكذا علي مرائ ومسمع من السلطات في الاقليم وليس بعيدا عن مسمع حكومة العسكر في الخرطوم،،،وازاء هذا التقصير والاهمال الذي قد يصل الي درجة التحريض بل المساعدة في الجريمة التي وقعت فان المقصرين شركاء في الجريمة،،اين كانت الاجهزة،،، حكومة الولاية وشرطتها،،اين كان جهاز المخابرات العامة واستخبارات الجيش والدعم السريع،،،
والقدر المتوفر من المعلومات العامة ان الهجوم واستهداف الهوسا كان ممنهجا ومنظما وواسعا،،وقد استمر لزمان طويل دون ان تتدخل الاجهزة الامنية،،لا نريد ان نستبق نتائج اي تحقيقات، مع ان تجربتنا مع التحقيقات بائسة وبعيدة عن المصداقية،،ولكن ما رشح من معلومات واتهامات من اطراف لها علاقة بالاقليم نستطيع تحليلا ان نشير الي وجود تقاطعات سياسية بين الموقعين علي اتفاق جوبا جماعة مالك والممانعيين من انصار الحلو،،،تسببت في الكارثة،،،
واي كانت الدوافع فان الطامة التي وقعت والشرخ الذي حدث بين مكونات الاقليم سوف تترك اثارا مدمرة في الاقليم،،،قبيلة الهوسا ليست صغيرة وقليلة العدد بل هي امة منتشرة في كل السودان وقد تحركت بصورة جماعية غير مسبوقة،،من بورتسودان الي دارفور وكردفان،والشرق كله كسلا والقضارف والخرطوم وانا شاهد عيان بالنسبة لمسيرة الخرطوم والتي انطلقت من جنوب الخرطوم بطريقة منظمة ومرتبة وحتي الشعارات كانت معتدلة،،من يدفع الي اثارة مثل هذه القبيلة بامتداداتها الافريقية اما انه جاهل او ينفذ في اجندة خارجية تسعي الي زحزحة امن البلاد وسلامتها وتهديد وحدتها الوطنية،،فمن غير المعقول والمقبول ان شرذمة من مجموعات عنصرية او ماجورة تطالب وعلي الملأ بطرد قبيلة في حجم الهوسا،،،هذه القبيلة التي تحكم غرب القارة الافريقية وهي الاكثر عددا علي الاطلاق في القارة،،،لم نسمع حتي اللحظة ان السلطات قد القت القبض علي روؤس الفتنة،،ونامل هذه المرة ان تجد السلطات الاقليمية والاتحادية في بسط الحقائق ومعاقبة الضالعين في الاحداث مهما كانت مواقعهم ووظائفهم،،من العبث ان تظل قيادات السلطة في مواقعها وهي التي فشلت في قراءة تقدير الموقف والتي غطت الطرف عن الفئة الباغية وهي تدبر وتحشد للفتنة،،بجانب انها تراخت في التدخل السريع الذي كان كفيلا بتخفيف الخسائر،،،هذه القيادات لا اظن أنها تستشعر المسئولية فتقدم علي الاستقالات،،لذلك يجب اقالتها فورا دون انتظار لنتائج اي تحقيق،،،لا يمكن لمواطن الاقليم ان يطمئن لهذه القيادات ففاقد الشئ لا يعطيه،،واول درجات السلم الاجتماعي هو الاطمئنان للقيادات المنوطة بها حفظ الامن وكف الاذي،،،
اما الجانب الاخر المظلم هو محاولة توظيف هذه الاحداث سياسيا،،احزابنا السياسية ادمنت المتاجرة بدماء الابرياء،،خاصة الاحزاب المنبتة التي لا ارضا قطعت ولا ظهرا ابقت،،احزاب اليسار التي لاتشبه طبائعها طبائع اهل هذه البلاد،،ذهب الحزب الشيوعي يخوض في الموضوع بغير هدي
ولا كتاب منير،مجرد شقشقة تلقي باللوم يمينا وشمالا،،تجرم الجميع وتبرئ نفسها اما حزب البعث فقد سمعنا جعجة وجدي صالح وهو يوزع الاتهامات لخصومه جزافا مستثمرا في الماساة،،ولله في خلقه شئون،،،العجيب ان القياديين في هذيين الحزبيين،،السيد الخطيب وهو سكرتير الحزب الشيوعي ووجدي صالح القيادي بحزب البعث،،والاثنان ينتميان الي قبيلة الحلفاويين(المهجرين)،،وقبل عام تقريبا وفي ظل حكومة قحت القابضة علي مفاصل البلاد،،حدث مشكلة قبلية بين الحلفاويين والوافدين من قبائل غرب السودان وعلي رأسهم الزغاوة،،دأب الحلفاوييون علي مضايقة بقية القبائل بما فيهم السكان الاصلين،،وجرت حوادث حرق للكنابي واجلاء سكانها،،وفي الحادث المحدد نصب الحلفاويين صيوانا في ميدان قرية عشرة يستنفرون كل من يستطيع حمل السلاح من الشباب والشيوخ والنساء بغرض حرق الكمبو البائس المتاخم للقرية وبالفعل اقدموا علي الاعتداءولولا لطف الله وعزيمة اهل الكمبو في الدفاع عن انفسهم لكانت كارثة مماثلة لما جري في النيل الازرق،،والاعجب من بعد ذلك موقف الزعيمين المذكورين،،لم يستطيعا ان ينبتا ببنت شفة في ادانة مسلك اهليهم،،فضلا عن اجبارهم وكفهم عن المطالبة بازالة الكمبو وطرد الوافدين،،مرددين ذات العبارات العنصرية،،ليسوا سودانيين،،قتلة مجرمين،،لا يشبهوننا،،رددوها في وجه وجدي صالح،،بل ذهبوا ابعد من ذلك شاتمين عضو مجلس السيادة السابق البروفيسير تاور بعبارات عنصرية،،ووجدي عاجز عن قول الحق هما شيطانان اخرسان،،تم منع طلاب مدرسة الاساس من ارتياد المدرسة الحكومية الي يومنا هذا،، فعلا الاختشوا ماتوا،،،واليوم يصرخون منددين بالعنصرية بل يتباكون علي الظلم الواقع علي الضعفاء،،،يشجبون موقف الحكومة في عجزها عن كبح جماح العنصرية،،تنهي عن خلق وتاتي بمثله عار عليك اذا فعلت عظيم!!ولا حياة لمن تنادي،،
شتان بين مواقف الاحزاب الكبيرة المسئولة حزب الامة القومي المؤتمر الشعبي الاتحادي الاصل الخ التي تدعوا الي التعقل والحكمة والي الكف عن اراقة الدماء والعودة الي التعايش السلمي والي احلال التسامح والعفو من بعد المحاسبة والعقاب وبين بغاث الطير،،الذين يفسدون ولا يصلحون،،
توظيف مثل هذه الاحداث وتجييرها لاغراض الكسب السياسي الرخيص لا يساعد في قطع دابرها بل يؤججها،،،الله الله في الدماء،،الله الله في الضعفاء،،يا حكماء السودان ادركوا البلاد قبل ان تكون اثرا بعد عين،،،ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم،،اللهم إنا نبرؤ اليك مما يفعله العنصريون الجدد،،والعملاء،،
التعليقات مغلقة.