استهداف المؤتمر الشعبي بقلم الأستاذ / طارق جامع عبدالله

ماسة نيوز

 

بعد الثورة المجيدة لم يعد هنالك حزب اسلامي فاعل في الساحة السياسية سوى المؤتمر الشعبي الذي اسسه الشيخ المجدد العلامة الدكتور حسن عبدالله الترابي طيب الله ثراه بعد المفاصلة التي تمت في 12 ديسمبر من العام 1999م  مع المؤتمر الوطني ( المحلول ) ، سارعت قوى سياسية حاكمة ( قحت ) إلي عزل الشعبي وشيطنته بين المجتمع والواجهات التي كونها الحزب العجوز ( تجمع مهنيين ، لجان مقاومة  ) وظهر عملهم في الهجوم على شورى الشعبي في صالة قرطبة ولولا لطف الله لحدث ما لا يحمد عقباه ، ثم تتالت الأحداث الداخلية بعجلة تسارعية ، تم اعتقال الأمين العام بتـآمر واضح تحت ستار انقلاب 89 وهنا بدأت فصول المؤامرة لوأد المؤتمر الشعبي  التي ارتكزت علي محورين ، داخلي وخارجي فالمحور الداخلي تبنته مجموعة محسوبة على المؤتمر الوطني هي التي اعتقلت الأمين العام ، ثم حركت أذرعها داخل الشعبي لتثير بلبلة وفوضى على اثره ينشق الشعبي ويضعف وما نشاهده من تصعيد بشأن الشورى الطارئة هي أحد آليات التفكيك . ثم الخطر الأكبر استمرار العسكر في السلطة لذا فطن الشعبي لذلك ورفض دعم الانقلاب وقدم رؤية لإدارة الفترة الانتقالية بطاقم مدني كامل من مجلس السيادة إلي مجلس الوزراء .  

المحور الخارجي وهو الخطر الحقيقي الذي يتمثل في دولة الأمارات العربية وجمهورية مصر العربية هاتين الدولتين سخرتا امكانيتهما المادية والاستخباراتية في وأد حكم الإخوان في مصر ويريدون تطبيق ذلك في السودان والشعبي هو المستهدف Targeting بعد زوال المؤتمر الوطني وحكومته التي قدمت أسوأ نموذج للحكم .

تداعت مجموعة من الأحزاب السياسية وكونت التيار الإسلامي العريض في شهر رمضان الكريم ، لم يدعم الشعبي الفكرة ورفض الانضمام اليها لأن مشروعه يتعارض مع مشروعهم ، فالشارع ثار ضد ذات الأحزاب التي تكتلت فهل يعقل العمل ضد رغبة الشارع العام وقواه الحية ……..؟ الوحدة مع التيارات الاسلامية مبدأ أصيل يتم بعد مراجعات حقيقية للاستفادة من أخطاء الماضي لنستشرف المستقبل بخطى ثابتة ، لكن في المدى القريب يمكن عمل تحالفات سياسية أبان الاستحقاق الانتخابي ، أما المنظومة الخالفة تنزيلها يحتاج إلي حريات في ظل حكم مدني كامل الدسم ، وإلي ادخال تعديلات توافق المرحلة ، فأي استعجال يعني انتاج الفشل والخروج من المشهد السياسي تماماً .

التحدي الذي يواجه الشعبي هو بناء حزب قوي بقاعدة جماهيرية كبيرة تنتشر في أصقاع السودان فهلا تناسينا الخلافات العابرة وعملنا يداً واحدة تعمر ولا تدمر تنصح ولا تخون ، والشعبيون دعاة لا يحملون الأحقاد لكنها السياسة التي تحتاج إلي دهاء لتحقيق الأهداف

التعليقات مغلقة.