محاربة خطاب الكراهية والعنصرية!!!بارود صندل رجب/المحامي

ماسة نيوز

ظننا وان بعض الظن اثم ان العنصرية البغيضة قد جمعت خيلها ورجلها لمغادرة البلاد بعد الثورة المجيدة والتي رفعت شعارات،،حرية سلام عدالة،،ولكن سوء ادارة الطغمة التي سرقت الثورة وحكمت البلاد، جعلت ركب العنصرية تعود مرة أخر ساخرا تمد لسانه وماد رجله،،بصورة بغيضة وكريهة،،ولما كانت السلطة في غيها وسفاسفها لا تبالي بالسوس الذي ينخر في عظم الامة طاب له المبيت و المقام،،وبجانب هذا الداء العضال،،،ظهر نفخه خطاب الكراهية والتي تولت كبره الوسائط الاعلامية الحديثة، وتبنته بعض الاصوات النشاز التي تسعي الي تفتيت الامة أيادي سبأ،،،وفي ظل غياب استرتيجية الدولة في محاصرة مثل هذه الظواهر كان لا بد للمجتمع المدني ان تتحمل مسئولياته وتبادر بعمل جماعي منظم للتصدي لموجة الكراهية والعنصرية التي اطلت براسها،،
وفي هذا الاطار دعيت في بداية هذا الاسبوع لحضور تدشين محفل لمحاربة خطاب الكراهية والعنصرية وذلك في منزل الوجيه اشرف الكردينال،،،ترددت في بداية الامر وكدت ان اعتذر بحسبان ان مثل هذه المجامع يغشاها علية القوم من رجال الاعمال والساسة وهؤلاء غالبا تأتي احاديثهم منمقا ومغلفا بغطاء كثيف من المجاملة وتجنب الخوض في الغريق ولكن لتقديرات شخصية دفعتني لها الموضوع عزمت علي الحضور،،،
بالنسبة لصاحب الدعوة السيد اشرف فهو معروف كونه من رجال الاعمال بجانب انه من سدنة الكورة وقيادي بفريق الهلال وكوني لا الي هؤلاء ولا الي اولئك لم اجتمع بالرجل من قبل ولكنه علم علي راسه نار،،ليس للرجل انتماءات سياسية ظاهرة ولا يتكئ علي بيت من بيوت السياسة،،بل ان علاقته بالجنوب قبل الانفصال وبعده واتصاله الوثيق بقادة الجنوب يؤهله للعب دور في كفكفة موجة العنصرية ومحاصرة خطاب الكراهية وفوق ذلك وحسب ما علمت فان للرجل باع في مجال الاعلام فهو يمتلك فضائية،،كمل في الرجل كل ادوات العمل للسير في قيادة مجتمع مدني قادر علي قص اجنحة خطاب العنصرية والكراهية،،،،كل المجتمعات الحديثة تعول علي المجتمع القائد ولاتنتظر الحكومات،،كان الحضور متنوعا من الغرب والشرق والشمال والوسط واهل الخرطوم،،وثلة من اهل الاعلام وبالعموم حضورا وجه السودان المصغر،لاحظت ان الكلمات التي القيت في عمومها لم تلمس اس المشكلة،،كان الجميع يحوم حول الحمي دون دخوله،،،كعادتنا كنا نتجمل،،هذه الكلمة هي اخت كلمة الكذب،،ليس لدينا مشكلة نحن عسل علي لبن،،متعايشين في امن وامان وهذا النغمة هي التي اوردتنا ما نحن فيه من الازمات،،شذ عن هذه القاعدة ثلاث متحدثين حاولوا القاء احجار كبيرة في بركة الموضوع الشائك،،،ولم يجد احاديثهم تفاعلا من الحضور،،احد المتحدثين والذي انتزع الفرصة انتزاعا واظنه من جبال النوبة،،القي بقنبلة من النوع المسكوت عنها والمحرم في البلاد، ،حين اشار الي حفيد الزبير باشا والذي تحدث في المحفل وهو شاب وقد رشح نفسه لتولي منصب رئيس وزراء الفترة الانتقالية،،متهما اياه انه كان يجدر به ان يعتذر للشعب من فرية اتهام جده بتجارة الرق وان يستنكر تلك الممارسة،،هذه القنبلة جعلت همهمة تخرج من ثلة من الحضور ولسان حالهم يقول هذا الحديث ليس مطلوبا استحضاره الان فهو من الماضي المسكوت عنه،،وهكذا لا نكاد نتجاوز مربع طمس الحقائق ودسها تجملا،،،
صحيح ان الحماس كان طاغيا حين اقترح الكردينال تشكيل لجنة لادارة المسالة وصندق مالي ضخم مبتدرا بتبرعه بمبلغ ضخم ومبشرا بان المساهمات سوف تبلغ تريليونيات،،،
حضور عدد من الساسة وتسيدهم منصة الخطاب،،السيسي بحر ابو قردة،،اردول،محمد عيسي عليو،والي الخرطوم، اضفي اشارة سالبة في نظري كون ان الساسة والاحزاب السياسية لعبت ادوار سالبة في تقاعسها وغض الطرف عن مواجهة العنصرية بل هي جزء من الازمة،،لذلك يجب ان يراعي في تشكيل اللجان المنوطة بها القيام باعباء هذا العمل ابعاد الساسة الناشطين في الساحة،،،
علي العموم تحريك هذا الملف من الاهمية بمكان،نصيحتنا ان تتحلي اللجنة والقائمين علي الامر بالشفافية والصراحة والبعد عن المجاملات،،الخ التحية لمركز شروق للدراسات الشريكة في تحريك هذا الملف الشائك،،وقد افلح المركز في وضع الكورة في مرمي الكردينال،،فهل ينجح في التهديف ام يشوط في الاوت،،،والسلام

التعليقات مغلقة.