الي اين يمضي قطار الحوار!!بارود صندل رجب/المحامي
ماسة نيوز
انطلق اليوم قطار الحوار المباشر بين السودانيين،،وقد وصل الي المحطة نفر كريم من اهل الاحزاب السياسية وحركات الكفاح المسلح والتزموا مقاعدهم في الوقت المحدد وهم في كامل هندامهم،،ثم دلف الي المقاعد ثلاثة من اعضاء مجلس السيادة يتقدمهم نائب رئيس المجلس وهم بكامل هنداهم العسكري وعلي اكتافهم العلامات العسكرية الرفيعة واتخذوا مقاعدهم ،،،
هذا الحضور لم نعرف عدهم بعد حصريا ولكن تخلف عن الركب،الحزب الشيوعي،،لاسباب بعضها معلومة واخري ثقلت علي الكثيرين فهمها،،وتخلفت ايضا قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي،،وبطبيعة الحال تخلفت لجان المقاومة،،وتجمع المهنيين،،واخرين لا نعلمهم،،،
وعطفا علي ما ذكرناه فان الحوار لم يكن شاملا،،ومع ذلك فان الحاضرين من القوي السياسية يصعب الاستهانة بوزنهم وتاثيرهم،،الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل،،،حزب المؤتمر الشعبي،،تحالف احزاب تسع،،وتحالف لاحزاب اخري يرأسها التيجاني السيسي، وهلموجرا،،،وبالمقابل فان الممانعين يتمتعون بقوي ذات وزن وثقل،،حزب الامة القومي،،الحزب الشيوعي،،البعث العربي،،فرق متناثرة من الاتحاديين،،،حزب المؤتمر السوداني،،ولعل جميع هذه الفرق تحت مظلة قوي الحرية والتغيير،،فاننا ننظر الي اسباب ودواعي المقاطعة من خلال بيانها،،مع الملاحظة ان الاعلام خص حزب الامة القومي بانه من ابرز المقاطعين،،ومن جانب اخر فان مكتب رئيس حزب الأمة اخرج بيانا يوضح فيه اسباب مقاطعته للحوار وبالتالي فاننا سوف نتناول مواقف الحزب بمعزل عن قوي الحرية والتغيير، والتي حددت موقفها من الحوار وفق شروطها،،فمالم تلبي هذه الشروط فان خيارها المقاطعة،،من شروطها اطلاق سراح المعتقليين السياسيين،،إنهاء حالة الطواري،وقف العنف تجاه المدنيين في دارفور وفي كافة البلاد،وفي مواجهة المتظاهرين،،تجميد تنفيذ قرارات إعادة منسوبي النظام البائد والاصول المستردة منهم،،وبالجملة فان قوي الحرية والتغيير تشترط للدخول في الحوار تصفية انقلاب الخامس والعشرون من اكتوبر،،،اما حشر مسالة وقف العنف في دارفور فمن الصعب التكهن بجدية هذا الشرط،،بحسبان ان اتفاق جوبا فشل عمليا في احداث اي تغيير للاوضاع في دارفور وان قوي الحرية والتغيير والتي عمدت منذ البداية الي تعطيل الاتفاق بل افراغه من مضامينه،،وتبعا لذلك تتحمل هي قسطا من مسئولية عودة وتيرة العنف في دارفور،،اما الشرط الذي يفلق المرارة ويرفع الضغط والسكري ،،هو القول بتجميد تنفيذ قرارات اعادة منسوبي النظام البائد،،ووجه الغرابة في هذا الشرط ان القرارات قد صدرت من جهة قضائية مختصة،،ونفذت،،فمن يملك الحق في تجميدها؟وبالنظر الي ان هذه القرارات والتي جاءت بغير سند دستوري وقانوني وبعيدا عن الوسائل القانونية السليمة كانت مجرد خبط عشواء،،وان قوي الحرية والتغيير كانت هي التي نسجت هذه القرارات بالمخالفة حتي للعدالة الطبيعة والوجدان السليم،،،فكان لابد للقضاء وهو يراقب ويصوب الادارة ان يلقي هذه القرارات،،،هذا من ناحية ومن ناحية اخري فان هنالك مساحة واسعة لاعادة اطلاق مفوضية مكافحة الفساد المعنية باجتثاث الفساد واسترداد اموال الشعب وتفكيك النظام البائد،،،فهذه المهمة سوف تنهض بها الحكومة القادمة بطريقة سليمة تتجنب الانتقام والتشفي وتلتزم العدالة والانصاف،،،علي العموم فان الشروط المسبقة لقوي الحرية والتغيير اتسمت بعدم الجدية،،اما حزب الامة والذي اعلن مقاطعته للحوار بسبب انه لم يشارك في اي حوار غير محدد الاهداف والاطراف وفق عملية سياسية مكتملة ومتوافق عليها،،مع تاكيده علي موقفه الثابت بالترحيب بمساعي الحل السلمي لتجنيب البلاد الانزلاق في اتون التفكك والانهيار،،ويمضي الحزب مبررا مقاطعته الحوار بانه يلتزم بقرار تحالف قوي الحرية والتغيير وقرار الحزب بعدم المشاركة حرصا منهم علي وحدة الصف الوطني،،وهكذا فان الحزب مع الحوار الجاد وفق عملية سياسية ومع وحدة الصف الوطني،،وفي ذات الوقت مع ضد كل ذلك،،تحولت الكلمات والجمل في بيانات حزب الامة وفي تصريحات قادته الي طلاسم لا يفهمها لا العامة من امثالنا ولا من اولي السياسة واربابها نحتاج الي خبير تفكيك الطلاسم لنفهم مواقف حزب الامة القومي،، هذا الذي كان كبيرا ثم تقزم و تحول الي مقطورة يقودها شلة قوي الحرية والتغيير(ترلة)بالامس يوقع الحزب مذكرة تفاهم مع الاتحادي الاصل محورها ضرورة جمع الصف الوطني،،ويقطعان عهدا بالعمل سويا لاخراج البلاد من مازقها،،استبشرنا خيرا بلقاء الحزبين السيدين،،وقبل ذلك وقع حزب الامة علي بيان مشترك مع المؤتمر الشعبي يحمل ذات المضامين الوطنية،،،ما باله اليوم يجرجر الحزب ازياله الي الخلف،،،ارضاءا لفئة لا حظ لها من تمثيل الشعب الا عبر سرقة ثورات الشعب،،،
مالات الحوار بشكله الحالي تميل لصالح العسكر واضعاف للمعسكر المدني المناهض لانقلاب الخامس والعشرون من اكتوبر،، غالب الحضور سوف يدفعون نحو الشراكة مع العسكر،،الحزب الوحيد الذي سوف يسبح عكس التيار هو المؤتمر الشعبي،بلا سند ولا ركن شديد،، سيكون موقفه صعبا،،تصور لو ان حزب الامة ومعه جماعته وحلفائه من قوي الحرية والتغيير شكل تكتلا مدنيا مناهضا للانقلاب داخل قاعات الحوار لانقلب الامر راسا علي عقب،،،ويتم محاصرة المكون العسكري والتضييق عليه،اما وفاءا بوعوده بتسليم كامل السلطة للمدنيين واما السقوط،،،تفويت هذه الفرصة من قبل المدنيين يتيح المجال للعسكر للتمدد واكتساب مساحات سياسية جديدة،،بل شرعية دولية واقليمية،،،
علي اية حال فان القطار قد تحرك بمن ركب،،،ربما هنالك محطات للحاق،،،يلاحظ المرؤ ان الجميع من حضر ومن لم يحضر قد تجنب خطاب الكراهية والاقصاء لم نسمع العبارات البائسة الفلول،،جماعة الموز واربعة طويلة وتسعة طويلة،، هذه ايجابية ونضج سياسي يجب الحض عليه،،،
شكرا للالية الثلاثية ان جمعتنا علي صعيد واحد،،فهل نستطيع قيادة دفة الحوار الي بر الامان ام اننا نسقط في الامتحان وللمرة العاشرة،،،
التعليقات مغلقة.