جنوب دارفور: إنطلاقة فعاليات مؤتمر الصلح بين قبيلتي التعايشة والفلاتة
نيالا: الفاضل إبراهيم
إحتضنت مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور فعاليات مؤتمر الصلح بين قبيلتي الفلاتة والتعايشة بحضور نائب حاكم اقليم دارفور دكتور محمد عيسى عليو ووفدا القبيلتين
ولدى مخاطبته فاتحة اعمال المؤتمر (الخميس) قال عليو ان تاريخ القبيلتين وعلاقاتهما الممتدة تحتم عليهما تناسي مرارات الماضي والحفاظ على الارث التاريخي الذي تركه الأسلاف وكان قائماً على الود والتراحم، مقراً ان دارفور تجاوزت الكثير من المشكلات بفضل الله وعزيمة الدولة ورجال الادارة الاهلية التي اثنى على دورها وسط المجتمع، مضيفاً ان الولاية بات تنعم بالخير والامن والاستقرار، وتابع (نقول اننا ودعنا الحروب و الصراعات بشكل نهائي وبلا عودة)، ووصف عليو ما يحدث من اقتتال في دارفور بالتجاوزات الفردية لاسباب تتعلق اما لغياب الدولة او ضعفها وتابع (ليس هنالك قبيلة تحشد ابنائها وتستعد للحرب مع آخرى ) مبيناً ان الإدارات الأهلية دائماً ما تتبنى حل المشكلات بفضل حكمتها المكتسبة، في وقت أكد فيه ان الادارة الاهلية تعرضت لظلم تأريخي من قبل حكومات المركز على امتداد التاريخ حيث كانت نظرتها انتهازية، واضاف ( الحكومات اليسارية إقصائية والإسلامية إنتهازية)، وشدد على ضرورة سن قانون اطاري للادارة الاهلية، وجدد إلتزام حكومة الإقليم بعقد مؤتمر للإدارة الأهلية وفيه يتم سن قانون اقليمي للادارة .
من جانبه طالب والي جنوب دارفور المكلف حامد محمد التجانى هنون، باهمية وضع حد للصراعات القبلية التي ثال انها حصدت ارواح عزيزة وانفس بريئة، مناشداً الطرفين بالتوصل لاتفاق يطوى من خلاله صفحات الصراع إحتراماً لصلات القربى ورابط الدم والعلاقات الازلية، مؤكداً رغبة حكومة الولاية واصرارها على المضى قدماً وصولاً لاتفاق بين الطرفين، مطالباً اياهم بتقديم التنازلات الممكنة، مؤكداًثقته في قدرة الطرفين على طي صفحات الصراع والإقتتال، واصفاً ماحدث بسحابة صيف عابرة، وتابع (ارجو ان يكون هذا العام آخر عهود الاقتتال والصراعات) داعياً الجميع لبداية مرحلة جديدة عنوانها المحبة والتعايش والسلام .
فيما قدم الشرتاي إبراهيم عبدالله محمد رئيس لجنة الاجاويد، شكره للقبيلتين لإلتزامهما بوقف العدائيات رغم عدم وجود وثائق مكتوبة ما يؤكد رغبة الجميع في التعايش ونبذ الصراع ، وابان الشرتاي ان المؤتمر يكتسب اهمية خاصة لجهه انه يفضي الى تحقيق الامن والاستقرار بالولاية، منبهاً ان السودان يمر بمرحلة مفصلية دقيقة تتطلب من الجميع التسامي والتعافي واضاف(ادعو الجميع للتسامي والتعافي حتى لا يضيع الوطن من بين يدينا)، مشيراً إلى ان للقبيلتين صفحات خالدة في تاريخ السودان النضالي مع المهدية والشهيد السحيني .
بينما اكدت مدير المكتب الاقليمي لمفوضية العدالة والحقيقة والمصالحة رئيس لجنة الصلح بالمفوضية دكتورة أماني بشير محمد بشير ، عزم المفوضة وسعيها الجاد لإتمام الصلح الذي طال إنتظاره كثيراً، ممتدحة جهود الأطراف وتعاونهم وموافقتهم على إنعقاد المؤتمر، وجددت أماني ثقتهم في قدرة الطرفين على طي صفحات الصراع بشكل نهائي وعودة العلاقات الازلية لسابق عهدها، وقدمت شكرها لحكومة الولاية على دعمها حتى اصبح قيام المؤتمر ممكناً.
فيما اكدا ممثلي القبيلتين دخولهم المؤتمر بقلوب صافية وايادي بيضاء دون اي شروط مسبقة بغية التوصل لإتفاق شامل يرضي الجميع، وقدما شكرهما لحكومة الولاية ومفوضية العدالة والحقيقة والمصالحة واللجنة العليا للصلح والاجاويد لصبرهم وتهيئة الأجواء المثالية لاتمام الصلح، مجددين ثقتهما في لجنة الأجاويد وقدرتها على التوفيق بين الطرفين والتوصل لإتفاق تاريخي .
وبذلت حكومة ولاية جنوب دارفور ومفوضية العدالة والحقيقة والمصالحة جهوداً كبيرة لإنعقاد مؤتمر الصلح الذي تجرى فعالياته بجامعة نيالا ويستمر لاسبوعاً كاملاً.
التعليقات مغلقة.