هل ماتت اتفاقية جوبا لسلام دارفور ام انها في حالة احتضار؟بارود رجب صندل

ماسة نيوز

جاءت اتفاقية جوبا بعد ان شهدت البلاد ثورة تغيير اطاحت بالنظام السابق ومن سوءات النظام السابق انه يتخذ من الاتفاقيات مجرد تكتيك لوقف الاقتتال وليست لاحلال سلام دائم في دارفور وقد برع النظام السابق في افراغ الاتفاقيات من محتواها الحقيقي وجعلها مجرد نصوص لا حياة فيها،،اما الموقعون فيتم استيعابهم في وظائف سياسية سرعان ما يذوبون في السلطة كفص الملح في الماء،،،ورغما عن ذلك وحتي لا نبخس الناس أشياءهم فان اتفاقيات ابوجا والدوحة حققت بعض المكاسب لاهل دارفور ولا ينكر ذلك الا مكابر،،،،
ومن باب المقارنة والمقاربة فان اتفاقية جوبا جاءت في ظروف افضل،،،غياب نظام المؤتمر الوطني القابض والمسيطر علي مقاليد الحكم بحيث يصعب مناطحته والضغط عليه لانفاذ الاتفاقيات،،،وبالمقابل فان حركات دارفور المسلحة الموقعة علي إتفاق جوبا،، كانت جزءا اصيلا في التغيير وان النظام الذي خلف نظام المؤتمر الوطني بعد الثورة هو الاقرب الي مطالب حركات دارفور المسلحة،،،بدليل ان شعار الثورة الثاني هو السلام،،،
نخلص الي ان فرص نجاح اتفاق سلام جوبا اوفر حظا من الاتفاقيات السابقة،،،اضف الي ما ذكرناه فان المجتمع الدولي ابدي استعدادا واهتماما بالمساعدة في انفاذ الاتفاقية الموقعة والسعي لالحاق الممانعيين بقطار السلام،،،
ولكن كل ذلك لم يترجم الي واقع يمنع اندثار الامال العريضة التي خلقتها الاتفاقية ،،مضت علي الاتفاقية عام ونصف وهو نصف مدة الاتفاق،،وما تحقق منها في ارض الواقع لا يساوي حمل بعير،،،ما زالت دارفور تفتقر الي الامن والاستقرار،،النزاعات القبلية علي اشدها في مناطق متعددة،،الانفلاتات الامنية اصبحت ظاهرة حتي داخل المدن،،،ومع ذلك فان بند الترتيبات الامنية مازال يراوح مكانها،،،اين ذهبت الجيوش الجرارة التي تدعي الحركات وجودها؟ ترك هذه الجيوش وسلاحها دون دمجها في القوات النظامية،،ودون اعانتها علي مواجهة ظروف الحياة القاسية مدعاة للفوضي والارهاب،،،
اما بنود الاتفاق المتعلقة بالاجئيين والنازحين فحدث ولا حرج لم تتم حتي الخطوات الاجرائية من مثل اجازة قانون مفوضية العودة،،،وتشكيل اللجان،،،اصبحت المسالة لا تشغل بال الحكومة ولا الحركات الموقعة،،،
لو ذهبنا نعدد اخفاقات الاتفاقية ما وسعتنا مساحة المقال،،ولكن ما دفعنا الي القول هي شنشنة قادة الحركات الموقعة،،،الهادي ادريس،الطاهر حجر،،ومالك عقار،،بان لا عودة الي الحرب وانهم ملتزمون بانفاذ الاتفاق وان اتفاق جوبا مثالي الي درجة كبيرة،،هذا وكثير من الهرطقة حالة لا حرب ولا سلام هي اسؤا حالة،،هؤلاء الذين اتخذوا مقاعد في قصر الحكم تذكروا بعد ان طاب لهم المقام، ان هنالك اتفاق يجب إنقاذه،،فكان هذا اللجاج لزوم طق الحنك،،،لا تستخفوا بعقول الناس ،،هذه الاتفاقية ان لم تمت بعد فهي في الرمق الأخير و لا اظن ان قادة الحركات قادرة وراغبة في العناية بها وابقاءها علي قيد الحياة،،،
لم يتعجل اهل دارفور في دفع الموقعين لانفاذها،،،وظللنا نلتمس لهم الاعذار تباعا،،،ظروف البلاد الانتقالية.قلة المال وضعف الحكومة وتنازع الشركاء المتنازعون ولكن طال الأمد ولا حياة لمن تنادي،،سلطة اقليمية بلا سلطات بلا مال بلا قانون،،بلا وزراء سلطة معلقة في الهواء،،ولايات بلا حكومات وغالب الولاة مكلفين،،،سلطة الاقليم لا حول لها ولاقوة ربما عجزت عن تسيير نفسها الا ان تلجأ الي الشحته،،!!!
اما حال الحكومة الاتحادية فيغني عن السؤال،، حكومة بلا رأس،،وبلا دستور حاكم بعد سقوط الوثيقة الدستورية الامر كله هرج ومرج،، تخطر علي البال اسئلة كثيرة،،،هل تم رصد المبلغ المخصص لدارفور حوالي سبعمائة مليون دولار في الميزانية للعام 2022؟مع العلم ان هذا المبلغ كان مستحقا في ميزانية 2021،،،وعلي فرض وجود المبلغ فهل اعدت المشاريع حسب الاولويات ودرست بحيث تجد طريقها الي النفاذ،،وهل اعدت الاليات اللازمة القادرة علي وضع اي مبلغ مخصص في موقعه الصحيح؟
وماذا عن استقطاب الدعم الخارجي،،،عبر وزارة المالية وعبر مؤتمرات المانحين المرسومة في الاتفاقية بازمانها والتي ذهبت سدا. ،،سعادة وزير المالية الخائض في وحل المالية والخزينة الفارغة ربما لم يجد سعة من الوقت وهو محاصر بثقل الازمات التي بعضها اخذة برقاب،،ان يتذكر القسمة العادلة للثروة،،وصندوق الموارد القومية والتمييز الايجابي،،اما استحقاق دارفور السنوي وفق الاتفاقية،فالحديث عنه جنون والجنون فنون،،،
ازاء كل هذه الانتكاسات ونفاد صبر اهل دارفور فان الحديث الذي كان خافتا عن الطريق الثالث بدأ يعلو ويعلو كمخرج من عنق الزجاجة التي ادخلتنا فيها غياب الحكومة وعجز الحركات عن تحريك المياه الراكدة،،،الكتلة الصامتة من اهل دارفور والتي سميت في الاتفاقية باهل المصلحة،،حان الوقت لتتحرك وتمسك بزمام الأمر لتقود الجماهير لانتزاع حقوقها متجاوزة من كانوا يدعون تمثيلهم بحكم حمل السلاح،،اللمسات الاخيرة لهذا الحراك قاربت علي الانتهاء وسوف تطرح علي مجاميع اهل دارفور بكل شفافية،،وما يتم الاتفاق عليه هو البرنامج العملي،،القابل للانفاذ،،،
والسؤال الذي يطرح نفسه أيضا هل يستطيع اهل دارفور توحيد الكلمة؟وهل توحيد الكلمة قادر علي اجبار القائد عبد الواحد نور بالعودة الي البلاد هكذا بلا شروط ولا حواجز؟
وقادر ايضا علي اعادة الحركات الموقعة علي اتفاق جوبا الي صف اهل دارفور،،،ام انها تتشبث بالفتات؟ ولنا عودة
بارود صندل رجب/المحامي

لها ان تتحرك وهي الاغلبية الكاسحة،،

التعليقات مغلقة.