موقف القوي السياسية من المبادرة الاممية!!بارود صندل رجب/المحامي
ماسة نيوز
فشلت القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني في مجرد الجلوس معا للتحاور لاخراج البلاد من المازق التي تاخذ بتلاليبها،،،مرت اكثر من سنتين من عمر الثورة ولم نحصد الا الحصرم،،،والقوي السياسية الحاكمة والتي تسيدت الساحة بعد الثورة لم تتمكن من تقديم اي برنامج يصلح للعبور بالبلاد الي بر الامان بل العكس تماما قادت البلاد الي اتون الخلافات والانقسامات واقعدتها عن التقدم لمواجهة المعضلات،،لعلها تتبع منهجا مدروسا بعناية يقود البلاد الي التفكك استكمالا للحلقة الدولية لتطويقها وادخالها الي بيت الطاعة،،،وعدم التفكير مستقبلا في انتهاج نظام اسلامي وطني مستقل،،،
انصرفت المجموعة الحاكمة وانهمكت في توزيع المغانم،،سلطة وثروة،،اكلا اكلا كانها تلاحق ما فاتها من المكاسب،،،وكما وصف بحق فان حال البلاد كمن يستجير من الرمضاء بالنار،،،ولما كان الطمع لا حد له ومدعاة للتنازع بين الشركاء فان القوي الحاكمة تفرقت ايادي سبأ يلعن بعضها بعضا،،والنتيجة الحتمية ان وصلت البلاد الي ما هي عليها الآن،،شبه انهيار كامل،،،وتبعا لانسداد الافق السياسي ولقلة حيلة رئيس الوزراء المستقيل اقدمت القوات المسلحة علي قلب الطاولة علي الجميع بانقلاب الخامس والعشرون من اكتوبر،،وكان هذا الانقلاب وبالا علي البلاد زاد الطين بلة،،كان يمكن ان يحدث التغيير بواسطة رئيس الوزراء كأن يقيل مجلس الوزراء بالاستناد الي سلطاته في الوثيقة الدستورية،، وكون ان رئيس الوزراء عجز عن ذلك ليس مبررا للانقلاب والانقضاض علي الوثيقة الدستورية،،،
تأ زمت الامور بعد ذلك ودخلت البلاد مجددا في نفق مظلم،،،وكما قال بحق رئيس حزب الامة السيد فضل الله برمة فان الانقلاب سقط عمليا بعد الاتفاق الذي ابرم بين قائد الانقلاب الفريق برهان وبين رئيس الوزراء حمدوك هذا الاتفاق مهد الطريق الي سلطة مدنية حقيقية،،ولكن وكعادة الاحزاب التي لم تبارح مكانها،،،وراكبها الجن الكلكي عادت تلعب الاعيبها الخبيثة تبرم تعهدات مع رئيس الوزراء في الليل لتنقضها نهارا،،ولم يجد رئيس الوزراء ازاء فقدانه للسند والعضد وانكشاف ظهره وخزلانه من الحلفاء،،بد من الاستقالة،،،وهكذا عادت الامور الي مربع الانقلاب،،،وبين هذا وذاك اتسعت الثغرات ليلج منها ما يسمي بالمجتمع الدولي بشره الكثير وبقليل خيره،،،وبولوج العملاء واذناب الاستعمار من دول الاقليم الاقربين والابعدين اكتملت حلقات التامر،،،ومرة اخري تنشط الاحزاب المسئولة وتتجاوز المرارت والتنافس،،داعية للوفاق تحت مظلة الحد الادني من البرنامج الوطني القادر علي العبور بالبلاد الي التحول الديمقراطي ولكن بغاث الطير من ذات الاحزاب الخربة الفاقدة للشرعية والتي فقدت السلطة جمعت خيلها ورجلها وكيدها صدا لاي وفاق بين اهل البلاد،،،هذه الاحزاب مجرد احجار علي رقعة الشطرنج يحركها الاخرون من وراء حجاب،،،
اصبحت البلاد علي مفترق الطرق،،،جبهة الشباب الثوري الذي فقدت الثقة في العسكر وفي الاحزاب(قوي الحرية والتغيير)سيطرت علي الشارع رافعة الشعار(لا تفاوض لا شراكة ولا شرعية)،،جبهة القوات النظامية والتي مهما قيلت فيها فانها المؤسسة التي تمثل اليوم صمام الامان للبلاد وتقع علي عاتقها حفظ استقلالها وسيادتها وامنها الخ،،،هذه المؤسسة استهدفت بطريقة ممنهجة بعد الثورة كادت ان تنفرط عقدها لولا لطف الله وعزيمة رجالها،،،ذات الاحزاب التي تحالفت معها وتقاسمت معها السلطة،،سعت الي شيطنتها ثم الانقضاض عليها تفكيكا تحت مسميات اعادة الهيكلة،،وتوحيد عقيدتها القتالية،،،هذه الجبهة اجبرت علي ان تحافظ علي ما تبقي من سلطة الدولة بحجزها عن الوقوع في الجرف وفي سبيل ذلك تتحمل الاذي الجسيم،،
وجبهة الاحزاب،،الجبهة المهترئة كالثوب الخرق وقفت عاجزة عن فعل شئي فهي اما متماهية مع جبهة العسكر بحثا عن فتات السلطة واما متمترسة باقصاء العسكر تماما من مسرح السياسة،،كما لو ان هؤلاء العسكر قدموا من بلاد الواق الواق ماجورين للخدمة العسكرية،،،اليس الجيش والشرطة وافراد الاستخبارات من ابناء وبنات هذا الشعب،،،من حقهم الطبيعي ممارسة حقوقهم وفق الدستور والقانون،،،،لا سيما ان الوثيقة الدستورية الممهورة بتوقيعات قيادات الاحزاب التي تصرخ اليوم باقصاء العسكر ، جعلت القوات النظامية شريكة في حكم البلاد خلال الفترة الانتقالية علي ان تنسحب بنهايتها من الممارسة السياسية المباشرة وتكتفي بمهامها وفق الدستور والقوانيين الخاصة بها،،،
هنالك جبهة الاحزاب الوطنية والكيانات الاجتماعية والدينية ،،،والتي بداءت تتحرك في كل فضاء البلاد سعيا حثيثا لتحقيق الوفاق الذي هو البوصلة التي تقود البلاد الي بر الامان،،،احزاب الاتحادي الاصل،،،المؤتمر الشعبي حزب الامة القومي،،،هذه الاحزاب وافقت علي دعوة الامم المتحدة للجلوس والتحاور بشرط ان يكون دور الامم المتحدة مسهلا ومراقبا،،،هذه المبادرة علي ما بها من شكوك فانها تفتح الباب وتسهل الطريق لحوار جامع لاهل البلاد يقود الي انفراج الوضع وتنفيس الاحتقان علي اقل تقدير،،،،
ذات الرهط الذين يفسدون في البلاد ولايصلحون،،،يرفعون اصواتهم دعاءا ونداءا وصراخا برفض المبادرة الاممية،،،الحزب الشيوعي،،تجمع المهنيين،،عبد الواحد محمد نور قوي الحرية والتغيير والحلو وبقية الجوقة ولسان حالهم يقول لاحوار الا بعد اسقاط الانقلاب العسكري وسلطتهم الفاشية،،الم اقل لكم ان هذه الاحزاب ما زالت في محطة تسقط بس،،و هكذا يسعون الي عرقلة الحوار،،،سلمنا بضرورة اسقاط الانقلاب وسلطة العسكر،،،وبتسليم السطلة لهذه الاحزاب الرافضة للمبادرة،،اتظنون انها تبسط الحريات وتقيم القسط والعدل والمساواة وتحكم بالديمقراطية الخالصة؟لسنا حمقي هؤلاء ان انفردوا بالسلطة سوف يسعون في الارض فسادا ويقيمون المشانق في الطرقات وينتهكون الحرمات جهارا نهارا، هذا طبعهم الذي يغلب تطبعهم،،حقا الاختشوا ماتوا!!
هذه الاحزاب التي تسعي لاسقاط العسكر عاجزة عن التوافق مع لجان المقاومة التي تتبني الحراك الثوري لاسقاط العسكر،،هذه اللجان تضع هذه الاحزاب في درجة كرههم للعسكر ربما اشد،،،لا تستطيع هذه الاحزاب ان تشارك في الحراك تطرد قياداتها وتهان بالعنف اللفظي والبدني،،،وتوصف بانها خانت الثورة وباعت دماء الشهداء،،،
هي احزاب وتجمعات خارجة عن الاجماع الوطني وتفتقر الي الحس الوطني وغير راغبة في استقرار البلاد ووجلة من الانتخابات،،،رفضهم المبادرة لا تقدم ولا تؤخر اتركوهم يصرخون في وادي عبقر بجنونهم والجنون فنون،،،،،
التعليقات مغلقة.