*برنامج التعافي الوطني الديمقراطي السوداني -٢* عبدالعزيز يعقوب – فلادليفيا

ماسة نيوز

٩ يناير ٢٠٢٢
‏ayagoub@gmail.com

نواصل …..تجارب الشعوب في العالم تظل كتاب مفتوح للتعلم ونقل الخبرات واخذ العبرة لتفادي الاخطاء وتجويد الخطط والبرامج والانتقال من مراحل التعثر الي مراحل البناء والنهضة.
اول هذا التجارب التي تستحق النظر والدراسة هي تجربة الولايات المتحدة التي تعتبر دولة ناشئة من حيث العمر والتاريخ لكنها في خلال القرن الماضي عاما اصبحت اهم اقطاب النفوذ في العالم من حيث القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية والتقنية ومن حيث مقومات الحياة والرفاهية والرعاية الاجتماعية والصحية لمواطنيها، واصبحت لها اليد الطولي في العالم اجمع. سنحاول بايجاز استعراض النموذج الامريكي والمشاكل التي واجهتهم عند التاسيس والتي تحمل اوجه شبه عديدة مع بلادنا من حيث التنوع الاثني وعلاقة المركز بالولايات ومشاكل العزلة الدوليه في ذلك الوقت اضافة الي مشاكل التنمية المتوازية للولايات وقانون الانتخابات والتمثيل العادل للولايات في اجهزة التشريع ولنرى معا كيف استطاع النموذج الامريكي تحديد المشاكل والعقبات و كيف استطاع القادة لهذا الشعب ان يتجردوا من انتمائاتهم ويتجاوزوا المصاعب الاقتصادية والاثنية والتنموية والدستورية لتصبح نموذج يمكن دراسته واخذ العبرة منه بما يتناسب واحتياجاتنا في هذا الظرف التاريخي ونحن ندور في دورة ضارة بين عسكرية ومدنية ديمقراطية اضاعت كثيرا من المكتسبات و دون تحقيق نجاحات علي الواقع ترضي تطلعات شعبنا نحو الديمقراطي، والحياة الكريمة ولَم يحدث استقرار او تغيير حقيقي ايجابي.
الولايات المتحدة الامريكية ظلت في حالة حرب داخلية دامت قرابة المائتين عاما منذ بداية الهجرات الي تكوين اتحاد الولايات المتحدة مات فيها مئات الالاف من البشر من الهنود الحمر والمهاجرين الاروبيين وبلغت ذروتها بعد استقرار المهاجرين الاروبين والانتصار علي المكونات القبلية للهنود الحمر ودانت لهم اجمالا السيطرة علي اجزاء كبيرة من الولايات المتحدة . هنا ظهرت الاطماع بين المهاجرين الاروبين انفسهم ودخلوا في تحالفات جديدة ضد بعضهم البعض بلغت ذروتها بين عام ١٨٦١ الي عام ١٨٦٥ بحرب ضروس بين الولايات الشمال والولايات الجنوبية طالبت فيها الولايات الجنوبية احد عشر ولايةًمن اجمالي ٣٤ ولاية انذاك ( جنوب كارولينا، ميسسبي ، فلوريدا، جورجيا، تكساس، اريزونا، فرجنيا، لوزيانا، اركنساس، تنسي، وشمال كارولينا) بالانفصالها عن الولايات المتحدة وتكوين الولايات الكنفدرالية الامريكية، تراجعت اربع ولايات بعد دعوة الرئيس ابراهام لنكولن لهم، ام الولايات الشمالية فقاتلت جميعا تحت العلم الامريكي والدستور الامريكي ويمكن اجمال الخلافات للحرب الاهلية التي حصدت ارواح حوالي المليون من السكان، في استمرار الرق والعبودية في كاحد اهم الاسباب عَل الاطلاق ولكن كانت هناك عوامل اخري اقتصادية واجتماعية وسياسية وصراع بين الاثرياء الاقطاعيين في الولايات الجنوبية وبقية الولايات الشمالية . اهم نقاط الخلاف التي ادت الي الحرب الاهلية الامريكية
1. الرّق والعبودية
2. الانعزالية ( مع المجتمع الدولي)
3. الحماية الجمركية
4. حقوق الولايات
5. الازمةً الاقليمية
6. الانتخابات الوطنية والتمثيل في اجهزة التشريع.
ويمكننا ان نلاحظ اسباب الحرب الامريكية الستة تكاد تكون مشابهة لمشاكل الازمة السودانية مع قليل من التعديل ومزيد من التفاصيل في كل سبب من اسباب هذه الحرب، ومعلوم بان اقوي اسباب الحرب هو الرق والعبودية للعنصر الافريقي و التي لازالت تطل براسها بين الحين والاخر بصورة مختلفة ولكن استطاع الامريكيون وضع قوانين رادعة بعد اعلان تحرير الرق والعبودية ، بواسطة الرئيس ابراهام لنكولن ومناهضة العنصرية اجمالا داخل الولايات المتحدة ، وحماية الاقليات ومقدساتهم وثقافاتهم.
استطاع الساسة الامريكيون من جيل الاباء المؤسسين الاتفاق حول النقاط التالية لتاسيس دولتهم وتحقيق العدالة والحرية والسلم الاجتماعي لاقامة دولة تحترم المؤسسية بالاتي
1. وضع اسس الدستور واعلاء قيم القانون والمحاسبة والشفافية موضع التنفيذ الدقيق والصارم والملزم.
2. تمثيل الولايات في مجلس الشيوخ تمثيل متساوي ٢ نائبين لكل ولاية وتمثيل الولايات في الكونغرس تمثيلا نسبيا بعدد السكان في الولاية.
3. اعتماد النظام الرئاسي لانتخاب رئيس الجمهورية.
4. تم تقليص عدد الاحزاب باجراء انتخابات تمهيدية، اي حزب لا يحوز علي نسبة معينة لايستطيع ترشيح مرشحين في الانتخابات علي كل المستويات مما ادي الي اندماج الاحزاب ذات البرامج المتشابهة.
5. انتخاب حاكم الولاية انتخاب حر مباشر من سكان الولاية فقط ويشترط الاقامة في الولاية ٦ اشهر كحد ادني للترشح لاي منصب والتصويت في الانتخابات في الولاية.
6. للولاية مجلس تشريعي وحكومة ولائية بالانتخاب المباشر.
7. وضع سياسة ثابته ونسب محددة تحفظ للولايات حقها من انتاج المشاريع القومية في داخل الولاية.
8. اعتماد خطة قومية للتنمية المتوازنة في البنيات الاساسية.
9. اعتماد التمييز الايجابي في القبول للجامعات الحكومية والولائية للاقليات وتعتمد علي دخل الاسرة وحصول الطالب علي الحد الادني للقبول في الجامعة المعنية حسب سياسة القبول للجامعة وشرط الاقامة في الولاية. وعند التزام الجامعة بذلك تستطيع الحصول علي الدعم الفيدرالي للتوسع.
10. ربط الولايات بطرق قومية وسكة حديد ويمكن للولايات المتجاورة انشاء طرق سريعة ولائية. ” رسوم العبور القومية والولائية يتم التصرف فيها فدراليًا و ولائيا حسب نوع الطريق والاولوية للصيانة والطرق الجديدة”
11. خدمات البريد فيدرالية .
12. للولاية مجلس تشريعي وحكومة ولائية.
13. الجيش والاجهزة الامنية “CIA&FBI” قوات فيدرالية.
14. قوات الشرطة ومكوناتها قوات ولائية تعمل بالتنسيق مع الاجهزة الفيدرالية لحفظ الامن العام ومهامها في تامين الممتلكات والانفس وحركة المرور ومنع الجريمة والتوعية.
15. قضايا الهجرة والجوازات فيدرالية
16. استصدار رخص القيادة والبطاقات الشخصية اجراءات ولائية تتم حسب القوانيين الفيدرالية .
هذه جملة من القضايا التي تمت في تجربة الولايات المتحدة وبها مفاتيح جيدة للعصف الذهني واجراء المقارنات بين احوالنا وكيفية تجاوز بعض العقبات بمهنية علمية واشراك الجامعات وطلاب الدراسات العليا والباحثين في الامر للخروج بافضل النتائج لمصلحة السودان… نواصل

التعليقات مغلقة.