*الناطق الرسمي باسم مجلس الصحوة الثوري أحمد محمد أبكر في حوار مع صحيفة “الجريدة”:*

- تم تقديم عرض استفزازي للمعتقل الجنرال السافنا بالانضمام للدعم السريع! - لا توجد أي لقاءات أو دعوات للحوار والتفاوض بيننا والحكومة! - ما زلنا نحمل السلاح ونعمل من أجل إنجاز التغيير الحقيقي! - وجود موسى هلال في الخرطوم أمر طبيعي في إطار الحريات المكفولة! - اعتقال الجنرال "السافنا" خاضع للمزاج الشخصي وإستغلال للنفوذ السيادي والعسكري! - هناك محاولات من جهات تعمل على إبعادنا من المشهد السياسي!

 

أصدر مجلس الصحوة الثوري بياناً نفى خلاله الأنباء المتداولة بشأن توصله لتسوية سرية تمهيداً لدخوله في عملية سرية تفاوضية مفضية للسلام مع من سماهم بـ” بعض مكونات حكومة الأمر الواقع ومليشياتها”. واتهم المجلس بعض الجهات بأنها تطلق الأكاذيب والشائعات المغرضة زوراً وبهتانا، ووصفهم بأنهم ضلوا الطريق وفقدوا البوصلة وأصبحوا يتخبطون يمنة ويسرة بلا وعي ولا إدراك لما يدور في الحياة السياسية. وجدد مجلس الصحوة في البيان رفضهم لاتفاق جوبا، مؤكداً على موقفهم الثابت بضرورة الوصول لعقد اجتماعي جديد وأسس جديدة للمواطنة المتساوية عبر مؤتمر دستوري قومي جامع.

“الجريدة” أجرت حواراً مع الناطق الرسمي باسم مجلس الصحوة الثوري أحمد محمد أبكر لاستجلاء موقف مجلس الصحوة الثوري كقوة حاملة للسلاح تسعى للتغيير، في ظل وجود رئيس المجلس في الخرطوم، وحول تصورهم للوصول إلى تسوية سياسية تحقق السلام والاستقرار. فإلى مضابط الحوار:

حوار: حافظ كبير

+ أصدرتم بيان نفيتم فيه الدخول في تسوية سرية مع طرف من أطراف الحكومة، كيف تصفون إذا العلاقة بينكم والحكومة، هل هي هدنة، وقف اطلاق نار، حوار أم تفاوض بينكم وبينها؟

– بالفعل أصدرنا بيان نفي للأحاديث المتداولة بكثافة حول دخول مجلس الصحوة الثوري في تسوية سرية مع إحدى أطراف حكومة المرحلة الإنتقالية، وفي حقيقة الأمر، لا توجد أي لقاءات أو دعوات للحوار والتفاوض بيننا وحكومة الأمر الواقع، وهذا مرتبط كلياً بموقفنا المبدئي والثابت والمعلوم لدى الحكومة، وهو ضرورة مخاطبة جذور الأزمات الوطنية بشكل عميق، ومعالجة الإختلالات البنيوية الهيلكية الشاملة في هيكل الدولة منذ العام 1956م، أما فيما يتعلق بالسؤال حول طبيعة العلاقة بيننا والحكومة، فإن مجلس الصحوة الثوري يعد ضمن القوى السياسية الموقعة علي ميثاق إعلان الحرية والتغيير والثورة، وقد قدمنا نضال متراكم وتضحيات عظيمة وأدوار مشهودة في ثورة ديسمبر المجيدة، وإزاء هذا الأمر إذ نؤكد بأن الثورة قد سُرقت، وكل الذي تم في المشهد هو إستبدال تمكين بالتمكين المضاد، ولذلك لا زلنا نحمل السلاح للعمل علي إنجاز التغيير الحقيقي، وحتى الآن لا يوجد أي حوار أو تفاوض أو هدنة مع هذه الحكومة.


+ قلتم أنكم ما تزالون حركة تحمل السلاح، لكن كيف نفهم أن رئيس المجلس موجود في الخرطوم التي ترفعون السلاح ضدها؟

– بالطبع لا زال مجلس الصحوة الثوري يحمل السلاح، وأنا حالياً موجود في الميدان وسط جيوشنا، والحكومة تعلم ذلك، وتعلم حجمنا، ومدى قوتنا وتأثيرنا علي أرض الواقع، وفعلاً رئيس مجلس الصحوة الثوري موجود بالخرطوم، لأنه كان معتقلاً منذ عهد النظام البائد، وتم إطلاق سراحه مؤخراً، ونعتقد وجوده داخل الخرطوم حالياً هو أمر طبيعي، يأتي في إطار الحريات المكفولة للجميع، والتي يعيشها السُّودان الآن بفضل ثورة ديسمبر المجيدة، إضافة إلى أن التهم التي كانت موجهة إليه في العهد البائد، أصبحت الآن شرف، وهي مقاومة ومناهضة وإسقاط نظام الثلاثين من يونيو.

+ هناك أنباء عن اتجاه لتعيين الشيخ موسى هلال نائباً لحاكم إقليم دارفور، ما صحة وملابسات هذه الأنباء ؟

– الأنباء المتعلقة بتعيين الشيخ موسى هلال نائياً لحاكم إقليم دارفور مجرد أحاديث جوفاء، لا أساس لها من الصحة، وإنَّنا نسخر من هذه المزاعم والإفتراءات المٌختلقة.

+ مؤخراً تم اطلاق سراح عدد من معتقلي مجلس الصحوة، في أي اطار تأتي هذه الخطوة؟

بحمدلله تم إطلاق سراح عدد من أسرى ومعتقلي مجلس الصحوة الثوري، على رأسهم الشيخ موسى هلال ورفاقه، بمبادرة أهلية إجتماعية وصوفية كريمة، قام بها نفر عزيز من الآباء رجالات الإدارة الأهلية، والطرق الصوفية.

+ هل ما يزال لديكم معتقلين لدى الحكومة وكم عددهم ؟

– لا يزال الجنرال علي رزق الله “السافنا” موجود بالمعتقلات برفقة العشرات من منسوبي مجلس الصحوة الثوري، منذ العام 2017م إلي يومنا هذا دون أدنى مسوغ قانوني.

+ “السافنا” ما يزال رهن الاعتقال، لماذا لم يطلق سراحه حتى الآن وما الجديد في قضيته؟

– نعتقد ان إستمرارية وإطالة أمد إعتقال الجنرال السافنا حتى الآن، هي مسألة خاضعة للمزاج الشخصي، وإستغلال النفوذ السيادي والعسكري لدى قادة المجلس العسكري، بغرض التنكيل بخصوم السياسة والرأي، وهذا الأمر غير مقبول على الإطلاق من كافة النواحي، الإنسانية والأخلاقية والقانونية والعدلية، ونجرم هذه الممارسات بِشدَّة.

+ ما حقيقة العرض المقدم للجنرال السافنا بأن ينضم لقوات الدعم السريع، وهل هذا شرط لاطلاق سراحه؟

– بطبيعة الحال تم تقديم عدة عروض إستفزازية وإبتزازية للجنرال السافنا، وتخييره بين الإنضمام لمليشيا الدعم السريع أو البقاء في غياهب المعتقلات، ولكنه رفض عروض الإنضام للدعم السريع، وتمسك بمبادئه التي ناضل من أجلها.

+ هناك أخبار كثيرة تخص مجلس الصحوة الثوري تقومون بنفيها، برأيكم لماذا تطاردكم الأخبار الكاذبة، وهل هناك جهة محددة وراء انتشار هذه الأخبار؟

– هذا السؤال مميز للغاية ومهم بالنسبة لنا من أجل توضيح الحقائق الكاملة للرأي العام، وعليه نؤمن بأن للنجاح أعداء كثر ومتربصين بنا يريدون لنا السقوط، ولكن وقوفنا أطول من أعمارهم، وأعمالنا أوثق وأبقى من هاماتهم ولن يفلحون ابدا، وتعودنا مراراً وتكراراً على سماع تلك الأكاذيب المضللة، والإشاعات المغرضة، والتلفيق حسير الأفق والبصر، وكلها تعد مصفوفة مدفوعة الأجر، لجهات نعلمها جيداً، ويعلمونها أكثر منا، وهم يعملون على صناعة الوهم وبيع الأحلام، ونعتقد أن مطاردة الأخبار الكاذبة لنا تاتي في إطار الكيد السياسي والمكر، ومحاولة إبعادنا من المشهد، ولكن خاب ظنهم بتلك المحاؤلات البائسة.

+ أين يقف مجلس الصحوة الثوري من الحراك السياسي الذي انتظم الساحة، تحالفات سياسية وطرح رؤى لحل أزمة البلاد، ما هي رؤيتكم ومن هم حلفاءكم لتنفيذها ؟

– يقف مجلس الصحوة الثوري الآن في طليعة القوى الحريصة على إستكمال أهداف الثورة بالكامل، والمؤمنة بضرورة المضي قدما تجاه تنسيق المواقف والتوافق على أهمية تأسيس العقد الإجتماعي الجديد، وسوف تتمحور رؤيتنا لهذا في مشروع سياسي سيطرحه مجلس الصحوة الثوري قريباً، بعد إجراء التعديلات على مشروعنا السياسي القديم، وحلفاءنا في ذلك هم الحادبون على مصلحة البلاد وخدمة الشعب السوداني بصدق وهمة.

+ تزايدت الصراعات والنزاعات القبلية، في دارفور وكردفان، كيف ترون هذه الصراعات وكيف يمكن احتواءها ؟

– للأسف ديمومة الصراعات والنزاعات القبلية العبثية في دارفور وكردفان والنيل الأزرق وشرق السودان تقف وراءها الحكومة، لأهداف معلومة للجميع وتتحمل المسئولية عليها. وقد طرح مجلس الصحوة الثوري مشروع المصالحات والسلام الإجتماعي في البلاد الذي لم يرق للنظام البائد، ووجه أكبر حملة عسكرية ضدنا لإخماده، وإعتقال الشيخ موسى هلال ورفاقه، وفي رأينا تكمن معالجة هذه الأزمة الوطنية بضرورة إنزال هذا المشروع لأرض الواقع، وتطبيقه بأسرع ما يمكن.

+ هل لديكم تواصل أو توافق مع عبد الواحد محمد نور، وهل أنتم طرف في رؤيته للحوار السوداني السوداني ؟

– يحتفظ مجلس الصحوة الثوري بعلاقات جيدة مع كافة حركات الكفاح الثوري، وفي حال تقديم أي رؤية لنا سنقوم بدراستها والرد عليها بما يتوافق مع خطنا السياسي.

+ هناك أخبار كثيرة تقول بأن قواتكم وقوات حركة عبدالواحد تتواجد في مكان واحد، هل هناك تنسيق عسكري بينكم وعبدالواحد ؟

– كل قوات حركات الكفاح المسلح صديقة في النضال، ومن الممكن أن تتواجد في أماكن قريبة من بعض وعادي جداً يكون بينها تنسيق عالي المستوى في أيَّ لحظة، إذا ما إقتضت الضرورة ذلك.

+ بالرغم من توقف الحرب، لكن ما تزال الاوضاع الاقتصادية متأزمة بالنسبة للمواطن البسيط، ما رايكم في السياسات الاقتصادية التي انتهجتها الحكومة مؤخراً وهل يمكن أن تقود إلى تعافي الاحوال الاقتصادية؟

– نحن فى مجلس الصحوة الثوري نمتلك رؤية إقتصادية وبرنامج إقتصادي متكامل، يتكون من إثنتى وعشرون نقطة، لمعالجة الإشكاليات والإختلالات الهيكلية والتشوهات الإقتصادية التى صاحبت الإقتصاد السوداني منذ ستة عقود ونصف، وعلى هذا الأساس نؤكد أن جميع السياسات الإقتصادية التى تبنتها الحكومة الحالية هى سياسات خاطئة ولا تمت لعلم الإقتصاد والنظريات من بعيد أو من قريب، وبالتالي فهي تفتقر لإمتلاك الخصائص والمايكنزمات الإقتصادية والمالية والنقدية الموضوعية، والفعالة لمعالجة إشكاليات وقضايا الإقتصاد السوداني الشائكة والمعقدة.

التعليقات مغلقة.