شــــــــوكــة حـــــــــوت الــتــوافــق الـوطــنـــى ياسر محمد محمود البشر
داخل كل سياسى يدعى الديمقراطية دكتاتور وإقصائى يهواه سراً ويلعنه جهراً ولا سيما إذا ما أخذنا الحالة السودانية كنموذج فإننا نجد أن الوطن يُتخذ كشماعة تعلق عليها كل المبادرات التى تحمل فى باطنها بذور الديكتاتوريات وإننا نلاحظ وجود عدد كبير من هذه المبادرات نذكر منها على سبيل المثال المصالحة الوطنية والوحدة الوطنية والحوار الوطنى والمبادرة الوطنية والتوافق الوطنى وجميع هذه المسميات العنصر المشترك فيها الوطن لكنها تخدم مصالح وأجندة أحزاب وأشخاص ويبقى المواطن بمثابة حصان طروادة المطلوب منه أن يكون المعبر الذى يدخل من خلاله مهرجى السياسة إلى منصات الإنطلاق والمطلوب منه أن يؤدى دور المتفرج فقط على المسرحيات التى تعرض على خشبة مسرح الوطن المفترى عليه والوطنية المدعاة*.
*والذين ينادون بالتوافق الوطنى من أحزاب قوى الحرية والتغيير فقط دون القوى السياسية الأخرى فإننا نلاحظ أن المسافة مابين أحزاب قوى الحرية والتغيير فيما بينها كالمسافة ما بين السماء والأرض فى أقرب حالاتها نجدهم يتصارعون على جسد الوطن المثخن بالجراحات والمخترق بالعمالة والعملاء منذ نجاح الثورة السودانية فى أبريل ٢٠١٩ وحتى توقيع الوثيقة الدستورية فى أغسطس من ذات العام َحتى يومنا هذا يتصارعون فى ظل المعاناة التى يعيشها الوطن والمواطن ونجد أن كل حزب يعمل على الحصول على أكبر قدر من المناصب ولو كانت عضويته أقل من عدد المناصب التى يتحدث عنها لذلك أصبح ميزان السياسة مختل إلى أبعد الحدود فى بلد إسمه السودان*.
*ويمكن القول أن السودان هو الدولة الوحيدة فى العالم التى تم تعطيل الدستور فيها وتم الإستعاضة عنه بوثيقة دستورية فى وضع سياسى شاذ مع العلم أن الدستور هو أبو القوانين وهناك من يظنون أن الوثيقة الدستورية مقدسة لا يأتيها الباطل من بين يديها أو خلفها ويجب أن تسود هذه الوثيقة ويجب أن تعلو على كل الإشياء وإن لم تكن على صراط مستقيم ورغماً عن ذلك نجد ذات الوثيقة قد تم تعديلها من أجل مصلحة فئات بعينها لتخدم مصالحهم وأجنداتهم الخفية والمعلنة وتم تعطيل بعض بندوها ولم تنفذ حتى اليوم*.
*صراع مكونات قوى الحرية والتغيير وضع رئيس الوزراء عبدالله حمدوك فى خانة الرائد الذى يكذب أهله فقد وعد الشعب السودانى مراراً وتكراراً بتكوين المجلس التشريعى ولم يتم ذلك والآن دخل مجلس الشركاء في دائرة الرائد الذى يكذب أهله بعد أن أعلن للشعب السودانى بأنه سيتم إعفاء ولاة الولايات فى الأول من أغسطس ٢٠٢١ ويتم تعيين ولاة جدد فى الخامس من نفس الشهر ولم يف بوعده والسبب وراء ذلك عدم توافق قوى الحرية والتغيير على كيفية إقتسام كيكة سلطة الولايات وليتهم إقتسموا الشرف قبل أن يقتسموا السلطة*.
نــــــــــص شــــــــوكــة
*التوافق الوطنى يعنى تقديم مصلحة الوطن والمواطن على الإجندات الحزبية الخفية والمعلنة التوافق الوطنى يعنى قبول الآخر مع مراعاة أن تكون العدالة هى رأس الرمح والتوافق الوطنى لا يعنى أن يتم عكس المبدأ القانونى المتهم برئ حتى تثبت إدانته إلى المتهم مدان حتى تثبت براءته والتوافق الوطنى لا يعنى أن تخرج الديكتاتور الذى تخبئه فى داخلك إلى العلن وتحوله إلى معبود وتقدسه*.
ربــــــــع شــــــــوكــة
*لا قيمة لمشروع توافق وطنى لا تسنده مصالحة شاملة يكون عنوانها الوطن أولاً وأخيراً*.
yassir.mahmoud71@gmail.com
التعليقات مغلقة.