*رؤية:*# أسامة ميرغني
ماسة نيوز
قصد أبو أيوب المدينة المنورة قبل البعثة النبوية بأكثر من خمسة عقود، و أشار لابنه بأنها ستكون مدينة آخر رسول للبشرية ، وعرض على أسرته صحيفة ووصية لتسلم لنبي آخر الأنبياء والرسل .. استقرت عائلة أبو أيوب في المدينة المنورة،
وعندما شرف الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة في الهجرة تسابق أهل المدينة و كل ساكن فيها ليكون سيد البشرية ضيفه، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب منهم أن يتركوا الناقة تمضي “فإنها مأمورة”.. فقصدت الناقة بيت أبي أيوب..
لم يكن أبو أيوب من أهل المدينة وعرف بأبي أيوب الأنصاري (كل أهل المدينة هم من الأنصار، واضيف لإسمه لقب الأنصاري لأنه كان وافداً على المدينة).. وعندما وصلت الناقة بيت أبي أيوب سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصية.
استقرت أسرة أبو أيوب الأنصاري شرق السودان، وعرفت الأسرة بالعرفان والمعرفة واشتهرت لاحقاً بالسياحة الدينية، ووصل أحد أفراد عائلة أبو أيوب إلى غامبيا (أبو أيوب الأنصاري سليمان دبايو) ، وكان سائحاً في منطقة غرب إفريقيا، فوقع في قبضة تجار الرقيق الأمريكان عام ١٧٢٠م ، وبيع لصاحب مزرعة تبغ إنجليزي، و لاحظ مزارع التبغ سرعة إجادة أبو أيوب الأنصاري للغة الإنجليزية، فعينه في منصب إداري، وكان يجمتع ويلتقي في المزرعة بنخبة المجتمع آنذاك من مزارعين وتجار وسياسيين.
سمع ملك إنجلترا بمناقب أبي أيوب فطلب زيارة أبو أيوب الأنصاري للندن، وفعلاً زارها والتقى بملك إنجلترا.
كان أبو أيوب الأنصاري دائماّ يعلق على صدره مصحفاً من خط يده… وبرع في العلم غير المدروك وغير المحسوس، وعلوم العرفان التي لا تخضع للمعامل.
وظهرت بعد أبي أيوب في كامبريدج جمعية تهتم بالعلوم غير المدروكة، وعرفت بجمعية ابن عربي و لازالت تجتمع إلى الآن مرتين في العام، في يومي ١ و ٢ مايو.
في العام ١٧٣٠م طلب أبو أيوب أن يرجع لإفريقيا، وسمح له فعاد وقبر في منطقة بين السنغال وغامبيا.
وحتى يومنا هذا توجد لوحة أبو أيوب في المتحف الوطني للصور بلندن.
اشترت دولة قطر اللوحة، وقبل أن تغادر للدوحة اعترضت مجموعة بريطانية، معتبرة أن لوحة أيوب الأنصاري إرثاً انجليزياً لا يمكن التفريط فيه، وجمعت تبرعات بقيمة اللوحة، ثم أعيدت للمتحف الوطني للصور .
وأسرة أبي أيوب من منطقة تتبع الآن إداريا لولاية كسلا.
كان هناك عمل ممنهج ومقصود لتغيير مفاهيم في ديموغرافيا السودان، وخاصة ما يتعلق بالبعد الروحي.
كتب الحاكم العام في السودان لوزير وزراء ما وراء البحار عن ظهور قوة دينية في السودان يخشى أن تصنع لاحقاً مهدية جديدة.. وكان حينها على رأس حكومة المحتل لإدارة السودان ثلاثة أشخاص؛ حاكم عام وسكرتير إداري وسكرتير مالي… وحكومة محلية على رأسها ما يسمى بمفتش المركز.
رفع مفتش مركز مدني تقريراً عن شيخ قرب منطقة المناقل اسمه أحمد عمر المكاشفي، له نشاط ديني يمكن أن يكون نواة لمهدية جديدة، فأصدر الحاكم العام قراراً بإنشاء استثمار للمكاشفي.. وحين رفض الشيخ المكاشفي العرض، تم اعتقاله بواسطة الأمن الحربي، وأودع عند الأمن الإيجابي أو المضاد، وهو قسم مختص في حماية جهاز الأمن من الإختراق، وكان مقره في المبنى الذي يقع جنوب مجلس الوزراء الحالي، أحضر المكاشفي للتحري في جهاز الأمن الحربي، القسم الوقائي (المضاد) ، وأوكلت مهمة الترجمة لواحد من أسرة شهيرة بالخرطوم، لكن تحدث المكاشفي بلغة رصينة وبلهجة أرستقراطية أبهرت الحاكم العام !.
ودفع أيضاً الحاكم العام بمذكرة لوزير وزراء ما وراء البحار محذراً من قوة خفية في السودان، مستشهداً بشيخ مدفون جنوب النادي السوداني (مبني وزارة الخارجية الآن، اسمه الشيخ محمد فايد).. قتل الشيخ فايد والشيخ عبدالرحمن الخراساني مرشد الشيخ الجعلي، قتلا في فتح الخرطوم ٢٦ يناير ١٨٨٥م، ومقام الشيخ الخراساني يقع في شارع الجمهورية في مبنى الخطوط الأماراتية سابقاً ، وكان لهم تأثير روحي حتى على بعض قادة الإنجليز، حتى أن عقيداً إنجليزياً كتب على قبر الشيخ محمد فايد “لامانع من زيارة هذا القبر” .
وبسبب دفع الحاكم العام بمذكرة لوزير الوزراء عما أسماه “القوة الخفية المؤثرة على الأحداث في السودان وتأثر بعض القيادات البريطانية بها ؛ تم عقد إجتماع في مبنى ذو خصوصية، “مبنى الفندق الكبير الآن” في قاعة تحمل حتى الآن اسم “تشيرشل” والذي أصبح لاحقاً وزير وزراء بريطانيا في الحرب العالمية الثانية، وكان من ضمن الحضور بن غوريون أول حاكم لدولة إسرائيل ، وكان ملخص الإجتماع؛ أنه لابد من الخروج من السودان، رغم المعضلة التي ستواجههم فيما تبقى من تمويل مشروع الجزيرة وخزان سنار، والذي تكفلت به أمريكا لاحقاً.
منذ الجلاء إلى العام ٢٠٢١م ظل السودان الحبيب يدار بنظرية اللوحة الفسيفسائية، فالكل جزء من اللوحة ، لكن فيها كل جزء يعتقد أنه القطعة الأساسية.
*لكن ما هو الجديد الآن ؟!!*
الجديد هو أن جميع الدوائر قد تم فتحها على بعضها البعض، فعلي كرتي (القيادة المعلنة للحركة الإسلامية، والقيادية غير المعلنة تخشى التغيير الحقيقي) ، أيضاً يخشى التغيير الحقيقي الشيوعي الرسمي، أو حق أو أي لافتة أخرى ؛ كلها تخشى التغيير الحقيقي .
والجديد هو أن عضوية اليسار واليمين عرفت انها كانت حطب النار لخلافات طليعة انتهازية، ولكن ما زال بجراب الحاوي خيارات، والواقع لا يسمح بإعادة تدوير وإنتاج صديق يوسف وعلي كرتي، فقد انكشفت الأقنعة.
معاً لبناء السودان الجديد ..
سودان الحقوق المدنية والعدالة والتنمية
مرفق صوره ابى أيوب الأنصاري سليمان ديالو
٢٣ يوليو ٢٠٢١م.
التعليقات مغلقة.