*أسافين !!* *القبلية والعصبية !!* *✍️ الأستاذ/ابراهيم طاحونة*
ماسة نيوز
العربُ في جاهليتهم كانوا يفتخرون بأنسابهم و قبائلهم وتأخذهم في ذلك حمية القبلية وعصبيتها كما جاء في قول الشاعر :
تنادوا يا لبهثة إذ رؤونا
فقلنا أحسني ضربا جهينة
على غير دعوة الإسلام التي تقول الناس جميعا لادم وادم خُلق من تراب
الناسُ مِن جِهَةِ التِمثالِ أكفاءُ
أَبـوهُــمُ آدَمُ وَالأُمُ حَــــــوّاءُ
نَفسٌ كَنَفسٍ وَأَرواحٌ مُشاكَلَةٌ
وَأَعظُمٍ خُلِقَت فيها وَأَعضاءُ
وَإِنَّما أُمَّــهاتُ الناسِ أَوعِـيَةٌ
مُستَودِعاتٌ وَلِلأَحسابِ آباءُ
فَإِن يَكُن لَهُمُ مِن أَصلِهِم شَرَفٌ
يُفاخِــرونَ بِهِ فَالطينُ وَالماءُ
ويتناصرون حميةً للنسب ولو على باطل
وننصرُ مولانا ونعلمُ أنه
كما الناس مجرومٌ عليه وجارم
وما أنا الا غزية ان غوت غويت
وان ترشد غزية أرشد
وحتى في بداية الدعوة تمسك بعض العرب بقبليتهم ( انا نعلم ان محمدًا لصادق وان مسيلمة لكاذب ولكن كذّاب بني ربيعة أحب إلينا من صادق مضر )
يوم فتح مكة أمر رسول الله صلّ الله عليه وسلم بلالًا بأن يصعد على ظهر الكعبة ويرفع الأذان فقال الحارث بن هشام أما وجد رسول الله غير هذا الغراب الأسود فنزل قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
من سورة الحجرات- آية (13)) وان اختلاف ألوان الناس وألسنتهم آية من آيات الله قال تعالى :
(وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِـمِينَ)
من سورة الروم- آية (22)
وقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم لبلال اني سمعتُ دفة نعليك في الجنة .
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : بلالُ سيدنا .
فمقياس التفاضل في الاسلام التقوى وليس النسب ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ )
من سورة المؤمنون- آية (101)
ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه فبلال الحبشي في الجنة وابوجهل القرشي في النار .
أخبرنا رسول الله صلّ الله عليه وسلم كما في مسند الامام أحمد عن رجلين من بني إسرائيل كانا يتفاخران بنسبهما فقال الاول : انا ابن فلان بن فلان بن فلان الي ان عد تسعا وقال الثاني : انا ابن فلان بن فلان بن الاسلام
فأوحى الله الي موسى بأن ياايها المفتخر بنسبك التسع هم في النار وانت عاشرهم وان يا ايها المفتخر بنسبك الاثنين هما في الجنة وانت ثالثهم .
ودعاة القبلية هم جُثّاءُ جهنم قال عليه الصلاة والسلام من دعا بدعوى الجاهلية فهو من جُثّاءِ جهنم قالوا يا رسول الله وإن صلى وصام قال وإن صلى وقام وزعم أنه من المسلمين .
وحذر عليه الصلاة والسلام من العصبية فقال :
ليس منا من دعا الي عصبية
ليس منا من قاتل على عصبية
ليس منا من مات على عصبية
قال الشاعر :
ابي الاسلام لا أب لي سواه
اذا افتخروا ببكرٍ او تميمِ
بدعوى الجاهلية لم اجبهم
ولا يدعو بها الا الأثيم
قال الاصمعي بينما كنت اطوف بالكعبة رايت شابا متشبث بالكعبة يدعو الله فلما قدمتُ إليه فاذا هو زين العابدين بن على بن ابي طالب فقلتُ لهف فيما الجزع وانت من آل البيت فقال : ألم تقرأ قوله تعالى : ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ )
من سورة المؤمنون- آية (101) .
التعليقات مغلقة.