من اغضب الجنرال حميدتي!! بارود صندل المحامي

ماسة نيوز

في حديث غاضب تحدث محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع من منصة تابين احد قادة حركة تحرير السودان قيادة مني اركو الذي لقي حتفه في كمين نصب له بواسطة عناصر متفلته وقطاع طرق في دارفور،،،وسياق حديثه لم يخرج عن طريقته المعهودة في الكلام،،،ولكن هذه المرة كان الرجل ينفس عن غضب يعتمل في صدره،،تحدث عن دوره في التغيير مقللا من دور الاخرين ولولاه لظل عمر البشير في مقعده خالفا رجله،،،ومع ذلك كان جزاءه جزاء سنمار،،،وفي اتهام مباشر لخصومه انهم وراء الازمات التي تعاني منها البلاد،،لم يحدد خصومه علي وجه التعين ولكن يفهم انهم شركاءه في السلطة العسكرين والمدنيين هؤلاء واؤلئك يريدونه اداة لتنفيذ مخططاتهم،،محاربة الحركات المسلحة في احراش دارفورويستكثرون عليه موقعه في السلطة وان هذا الموقع ظل محتكرا لجهوية معينة،،،،تطرق الرجل الي قواته والي وسمه بفريق الخلا مستنكرا ورافضا ضم قواته للقوات المسلحة فهي ليست فصيلا ولا سرية حتي تضم هكذا وان قواته جيدة التدريب وتحكمها قانون مجاز من جهات تشريعية،،،وان رتبته وتعيينه كان بقرار من القائد العام مثله مثل الاخرين تماما،،،وان نعته بفريق الخلا فيه تقليل من شانه وضرب من ضروب العنصرية،،،،في العموم كان حديثه شفافا الي درجة تتجاوز لباقة حديث مسئول في قامته،،،ولعله كان يخاطب الحضور وغالبهم من دارفور بل من مناصري الحركات المسلحة كان لا بد من رسائل تحمل اشارات بان السلام الموقع يعاني من بطء في التنفيذ وان جهات لا تريد ان يمضي السلام بسلاسة،،وضرب مثلا بذلك،،تشكيل القوات المشتركة المنوطة بها حفظ الامن في دارفور فقد اتفق علي التشكيل خلال ثلاثة ايام،،،ولكن لم ير التشكيل النور بعد مرور اكثر من شهر،،،وتعهد سعادته بامضاء الامر باعجل ما تيسر وان بنود الاتفاق سوف تنفذ رغم انف من يضع المتاريس في طريقه،،لا ندري الرسائل التي اراد حميدتي توصيلها الي اكثر من جهة ولكننا نستشف من حديثه ان الرجل يعاني من ثقل مؤامرات تحاك ضده ،شيطنته ، تحميله مسئولية كل الانتهاكات التي ارتكبت بعد الثورة ،تمهيدا لابعاده عن المشهد وتبعا لذلك كاد صبره ان ينفد،،،
وفي تقديرنا ان المؤسسة العسكرية كلها هي التي وضعت نفسها في موقع يخالف مهامها الدستورية وواجباتها،،و يعد خروجا علي ارثها التليد في الانحياز للشعب،،في التجارب السابقة ظلت المؤسسة العسكرية علي مسافة واحدة من القوي السياسية،،،في اكتوبر 1964،،وفي ابريل 1985وبذلك حافظت علي قومية القوات وتماسكها ونجحت في اعادة السلطة الي الشعب عبر انتخابات نزيهة وشفافة،،ولكن هذه المرة خرجت المؤسسة العسكرية عن معهودها وتحولت الي ما يشبه الحزب السياسي مشاركا مع احزاب اختطفت الثورة وسطت علي حكم البلاد،وهي احزاب غالبها لا وجود لها معتبر اصلا ولاتمثل ثقلا شعبيا،وفي ذات الوقت تحولت المؤسسة العسكرية الي خصم لتيارات سياسية عميقة الجذور في تربة الشعب، ابعدت عن المشاركة في الحكم بل الي الاقصاء عن المشهد السياسي في البلاد،،،كانت الفرصة مواتية للمؤسسة العسكرية ان تلعب دورا محوريا في تحقيق قدر من الوفاق بين مكونات الشعب وان تظل هي الضابطة للايقاع تعدل المعوج وتعيد الامور الي الجادة اذا انحرفت ولكنها ادخلت نفسها في الصراع فبدلا من ان تكون من اهل الحل والعقد اصبحت هي نفسها جزءا من المشكلة لا حافظت علي حياديتها ولا ابقت علي انضباطها العسكري،،،،ولعل البداية اسست علي الخطا سارت الامور الي الاتجاه الغلط،،،،اقدمت المؤسسة العسكرية علي سياسات افقدتها كثير من رصيدها لدي الشعب،،التطبيع مع الكيان الصهيوني وبالطريقة البائسة التي تمت،،،موافقة المؤسسة علي علمانية الدولة في تفاوضها مع الحلو،،،،هذا السلوك الانبطاحي فتح الباب للقوي الاقليمية والدولية الولوج الي البلاد وتدخلها في شاننا تدخلا خبيثا،،،اصبح البلاد مرتعا لكل من هب ودب،،وتنتقص سيادتهاو يتعرض قادتها للاذلال باستمرار من الصغار والكبار لم تشهد البلاد عبر تأريخها المديد مثل هذا الذل والهوان،جماع هذه المواقف دفعت الشعب الي سحب كثير من احترامها وتقديرها وثقتها في المؤسسة العسكرية،،وبالمقابل انتهجت القوي السياسية المتحالفة معها نهجا مدروسا في سحب البساط من تحت اقدام المؤسسة،،،وبدا ذلك في التشكيك في دورها في التغيير ونعتها بانها استمرار لنظام البائد،،ثم تحميلها مسئولية الاحداث الدامية التي صاحبت الثورة وخاصة مجزرة فض اعتصام القيادة العامة،،،،واستمرار تهوينها ومع الاسف يتم كل ذلك عبر وسائل الاعلام الرسمية والتي سيطرت عليها التيار اليساري علي مراي ومسمع المؤسسة العسكرية وهي عاجزةتماما حتي عن الجهر بالكلام المباح،،،،الخطوة القادمة لهذه القوي اليسارية ومن وراءها القوي الاجنبية الاقدام مباشرة الي تفكيك المؤسسة العسكرية صامولة صامولة ولا بواكي لها،،،،اكتملت اركان المؤامرة تماما بعد ان اصبحت المؤسسة العسكرية مكشوفة الظهر من عضد الظهير، الشعب والذي ظل علي الدوام سندا قويا لقواته المسلحة رغم الاخطاء والهنات هنا وهناك،،ولكن خزلته بمواقفها التي لا تشبهها فهل من سبيل الي اصلاح الاعوجاج واعادة المياه الي مجاريها؟هل تستطيع المؤسسة العسكرية مراجعة مواقفها للسير علي الصراط المستقيم ام ان الاوان قد فات،،،نخشي ان يكون حديث السيد حميدتي مجرد فرفرة مذبوح،،،وولات حين مناص،،،،
بارود صندل رجب/المحامي

التعليقات مغلقة.