شــــــــوكــة حـــــــــوت شهيد من دون ضوضاء ياسر محمد محمود البشر
عندما كتبت أمس الأول مقالاً بعنوان (ضحايا يوم الغد) لم أخترق حجب الغيب لكننى حذرت من أن هناك جهات سياسية تتاجر بدماء الشهداء تجارة رخيصة من أجل تحقيق مكاسب سياسية لتغطى بها مسيرة ومسلسل الفشل السياسى والإقتصادى الذى تشهده البلاد وتسعى هذه الجهات إلى جر السودان إلى محطة الفوضى الخلاقة وتفتيت وحدته مع سبق الإصرار والترصد بعد أن تم بث خطاب الكراهية بين مكونات المجتمع السودانى ولم يتبق من جسد السودان شبر إلا وفيه موطن كراهية وغبن وحقد وحنق وعدم رضاء وقبول بالآخر*.
*بالأمس صعدت روح الشرطى عثمان حسين حامد بطلق نارى فى العنق أودى بحياته وليس غريباً على قوات الشرطة أن تقدم شهيداً من قواتها وقد إحتسبت الإسبوع الماضى خمسة عشر شهيداً من أبطالها بجنوب دارفور وهى على إستعداد لتقديم المزيد من الشهداء من أجل مكافحة الجريمة قبل وأثناء وبعد وقوعها وتظل الشرطة هى العين الساهرة لحماية الأرض والعرض ولو قال عنها البعض غير ذلك ومن واجب الشرطة أن تكون أول من يقف فى العرين لحماية الأمن الداخلى مهما كلف الأمر ومهما كان حجم التضحيات*.
*إستشهد الشرطى عثمان حسين وتم نقله إلى المستشفى من دون ضوضاء أو زخم إعلامى لأن الجهات التى أطلقت الرصاص لا تريد أن يكون الشهيد من بين جنود الشرطة لكنها تريده من المدنيين حتى يكون حصان طروادة لممارسة العهر السياسى الرخيص على حساب الثوار الشباب وسقوط شهيد شاب سيعقبه عويل وصراخ سياسى وعندما وقع القدر على هذا الجندى خيب آمال من كانوا يخططون لقتل عدد من الثوار يوم أمس ليرتفع مزاد الدم إلى أعلى سعر*.
*جاءت مسيرة الثالث من يونيو مخيبة لآمال بعض القوى السياسية من حيث الحضور وضعف التجاوب وعدم وقوع ضحايا بين الثوار لتتم عملية النواح السياسى على الشهداء ولذلك لم يصدر أى حزب من الأحزاب بيان يدين ويستنكر ويشجب مقتل الشرطى عثمان حسين ويمكن القول أن بعض القوى السياسية أصابها الإحباط من سقوط شهيد واحد وحتى هذا الشهيد لم يكن من بين الثوار إنما وقع من بين قوات الشرطة الذين قاموا بحماية مسيرة الأمس وتوزيع قوارير الماء للثوار وإستخدام الغاز المسيل للدموع عند الحاجة إلى ذلك لذلك خاب فأل الجهات السياسية التى كانت تتوقع سقوط عدد من الشهداء يوم أمس*.
نــــــــــص شــــــــوكــة
*الشرطى عثمان حسين حزبه الشرطة السودانية وستعمل على تضميد جراحاتها فى صمت وتواصل المسير ولن تمارس عملية النواح والويل بل ستكون عند الطلب مهما كانت الظروف ومهما كانت الملابسات لأن الواجب المقدس عندها حماية الوطن والمواطن ولو أدى ذلك إلى ما آل إليه مصير الشرطى عثمان حسين حامد*.
ربــــــــع شــــــــوكــة
*نم غرير العين فأنت شهيد وليس قتيل*.
yassir.mahmoud71@gmail.com
التعليقات مغلقة.