دار حمر كانت أولي محطاته بعد توليه زمام ولاية غرب كردفان وحماد عبدالرحمن صالح : يقول إن .. أهل السخاء وأهل العطاء وأهل الشهامة والنبل والوفاء وأهل الجود والكرم وأهل

قبيلة حمر بغرب كردفان تختلف كثيراً عن بقية قبائل الولاية خاصة وبالطبع قبائل السودان عامة  فاعتزاز والي غرب كردفان الأستاذ / حماد عبدالرحمن صالح بها يأتي في أنها ناصرته وساندته من أول مرة ولم تضرب الخيام والصيوانات للضغط عليه قبل أن يسرج (جواده ويلجمه) وهي تعلم أنه لم يمض علي تسليم مقاليد حكمه الأسبوعين ، ولأنها تعلم جيداً أي ديار حمر أنه  في بداية دعوته لحكم مدني راشد ولم تكن بيده عصا موسي لتلقف ما يأفكون لكنه يحمل عصاه يتوكأ عليها.

إنها أول زيارة له بعد توليه زمام أمر الولاية لتتجه زامله إلي شمال الولاية حاضرة دار حمر فأتته قبيلة كبيرة قوية عزيزة مرتبة ذهب إليهم حماد فوجد النصرة والإستقبال (الزين ، الحسن) ، فاستمعوا إليه وأنصتوا، ثمَّ تكلم زعمائهم وشباهم ونسائهم.

إذن الكل يعلم أن هذه الزيارة سيكون لها شأن كبير، لأن حماد يرى على بُعْد نظر خاصة وأنه خاطبهم خطاب القلب للقلب والأبن للأهل والعشيرة في هذا الجانب نتناول خطابه أمام مواطني دار حمر بمدينة النهود.

متابعة ورصد / الصادق محمد حسن

• مدخل

تكتسب زيارة والي غرب كردفان الأستاذ / حماد عبدالرحمن صالح إلي مدينة النهود ، أهميتها من النتائج التي تحققت عبر اللقاءات والمخاطبات والإستقبال الكريم إلي جانب التفاهمات التي تهدف إلي التطوير في عدد من المجالات وتبادل الآراء حول أبرز المستجدات في المنطقة. خاصة أن الوالي كان في قمة سعادته فخرجت كلماته جزلة صادقة كصدق اللقاء ، حيث وصف  خلالها أهل المنطقة بأهل السخاء وأهل العطاء وأهل الشهامة والنبل والوفاء وأهل الجود والكرم وأهل الضرى (بفتح الضاد والراء والياء) العامر بالضيفان وهو الديوان الواسع الذي لا سياج له ، عبر كل العهود والأزمان ، كما امتدحهم بأهل القدح الكبير المترع والمستدام ، قدح الطعام المحضور وسط ضرى الضيفان دوام.

• عاصمة العلم والعلماء

النهود … جبل حيدوب …  لا يختلف حولها إثنان في أنها (النهود مدينة عريقة تليدة مدينة عزيزة بعزة أهلها حبيبة إلى النفس والروح العظيمة وقعاً في الجوف والوجدان.لا سيما وأنها مدينة العلم والعلماء مدينة نار القرآن بحق وحقيقة وبجدارة و اقتدار) هكذا تغزل فيها حماد ،  بها نادي السلام كأول نادي ثقافي ، إجتماعي ورياضي أسس في السودان في العام 1917م. بل فالتاريخ يكتب ويؤرخ ويؤكد بأن نادي السلام قد سبق تأسيس نادي الخريجين ، بل فإن نادي الخريجين كان التوأم التاني لنادي السلام الذي رأى النور أولاً عند خروجه من بطن أمه النهود قبل مولد نادي الخريجين بأم درمان وفي ذلك فخر وعز وإعتزاز. حقائق لم يخفها حماد في خطابه وهو الأسمر القادم من جنوبها.

• لقاءات دار حمر والآمنة

حققت لقاءات والي غرب كردفان الأستاذ/ حماد عبدالرحمن صالح نجاحاً باهراً ووصفت بالمثمرة والبنّاءة التي فعقد إجتماعات مع عددٍ من لجان المقاومة الشيوخ والمسؤولين في عاصمة دار حمر النهود ، كانت نقلة نوعية في العلاقات والإحترام بين القبائل أكدت قوة ومتانة العلاقات القبلية. اوضح صالح أن مدينة العلم والعلماء اشتهرت بفضائل وقيم التعايش السلمي الآمن والمستقر والمطمئن في نسيج إجتماعي متآلف ومتوائم ومتوادد ومتكاتف. شهد عليها القاصي والداني وقال إن أهله حمر الكرام خير من طبق ويطبق ويجسد قيم التآزر والتعاون والتعاضد والتكاتف مع نبذ كل أنواع الفرقة والشتات. وأبان والي غرب كردفان أن دار حمر يكفيها فخراً وعزاً وشموخاً أنهم أكبر قبيلة في السودان بتعداد يقارب المليون ونصف المليون نسمة ومع ذلك ينعمون تحت راية إدارة أهلية واحدة موحدة بناظر واحد. وذلك فضل من الله عظيم في ظل الصراعات التي أوجدها وخلقها وكرس لها النظام البائد داخل كل قبائل السودان ليشتت جهدها وليمزق نسيجها ولينحر وحدتها. إلا أن حمر استطاعت بفضل وعيها واستنارتها وإدراكها أن تهزم كل مخططات النظام البائد الذي سعى خلالها وبشتى الطرق والسبل لزرع الفتن داخل كل القبائل لتفريق شملها وتدمير نسيجها وتفتيت عضدها.

• تحية وتحيات

حيا حماد عبدالرحمن صالح رجال ونساء وشيب وشباب، دار حمر حي فيهم الحماس والشهامة والنخوة ، حيا فيهم عظم الإستقبال الذي وصفه بالفخيم الجميل بشاشتهم المعهودة. فحماد ليس غريباً عن الديار فهو يعرف الأصول ويخبر حمر وديارها جيداً ، حيا قادة العمل السياسي والمدني والإخوة في الأجهزة الأمنية من قوات مسلحة ، قوات الدعم السريع ، الشرطة والمخابرات.كما لم ينسي الحاضة السياسية قوى إعلان الحرية والتغيير بالولاية ولجان المقاومة في المدن والأحياء وفي القرى والفرقان.

• تحية خاصة

ولهاماتهم أنحي حماد تبجيلاً وتقديراً محيياً عموم مناطق دار حمر، الإدارة الأهلية (الناظر، الشراتي ، الشيوخ ورموز وحكماء المجتمع الأهلي والمدني والشباب والكنداكات) الذين توافدوا جميعاً للقائه فأزدانت بهم وحضورهم البهي وبوجوههم المشرقة المضيئة ساحات وطرقات وميادين مدينة العلم والعلماء. وعبر هؤلاء استماح حماد الجميع ليعرب عن نضال الشعب العظيم الذي تُوِّج صموده وتراكم نضالاته بميلاد ثورة ديسمبر المجيدة التي وضعت بلادنا في صدر التاريخ وأعادت زمام المبادرة والريادة وقوة الإرادة للشعب السوداني الأبي قاهر ظلامات الإستبداد ومحطم أوكار دياجير الفساد. وبعث برسالة لشهداء الثورة المجيدة ودعا الله أن يعجل بالشفاء للجرحى وعودة المفقودين.

• محاور الزيارة

وعلى هذا الأساس فإن نتائج الزيارة ستكون في غاية الأهمية وستحدث تغييراً جوهرياً في المشهد الإقليمي والمحلي وذلك في عدة مجالات لخصت في محاور مهمة شملت .

بسط الأمن وهيبة القانون وسلطة القانون على الجميع بلا تمييز وبلا استثناء حفاظاً علي المجتمع وأمنه واستقراره وحتى يتمكن القضاء ، من القضاء على كل التفلتات الأمنية التي تهدد أمن وسلامة المجتمع مثمناً دور الإدارة الأهلية لما تبذله من جهود عظيمة ومقدرة في رتق النسيج المجتمعي وإجراء التصالحات الأهلية لمعالجة التباينات وأعلن حماد أنه سيكون عوناً وسنداً لها إستكمالاً للمصالحات داخل القبيلة الواحدة أو بين القبيلة والقبلية الأخرى التزاماً بقول الحق تعالى : (والصلح خير). واكد أن حكومته ستدعم مؤتمر الإدارة الأهلية لعموم قبائل حمر المزمع قيامه ، حتى يحقق أهدافه المرجوة. موضحاً أن الأمن والسلم يرسيان دعائم الإستقرار ةالسلامة لضمان تأمين استمرارية الموسم الزراعي وحقوق الرعاة دون تغول أحد على الآخر.

وجاء المحور الثاني لأهميته مباشرة بعد الأمن بتعهد واضح ظل يكرره في كل محفل بأنه سيقف على مسافةٍ واحدة من كل الكيانات الإجتماعية والسياسية وقال إنه لن يتردد في سماع النقد البناء لتقويم المسيرة ، ووجه المدراء التنفيذيين بوضع صندوق للشكاوى في كل المحليات ليصل صوت كل مواطن لديه مظلمة أو شكوى أو رأى أو مقترح دون أدنى إعراض أو إنكفاء أو إغلاق للأبواب ، كما هو الحال في العهد البائد.

هذا وشمر حماد عن ساعد الجد في قطع دابر الفساد الذي وصفه بالسرطان والسوس الذي ينخر في جسد الولاية واوضح أن الفاسد لا دين له ولا قبيلة ولا جهة له ولا قيم له ولا أخلاق مجدداً تعهداته بأن يتعامل بكل عزم وحسم مع ملفات الفساد والمفسدين دون أدنى رأفة أو هوادة أو تهاون. مشيداً بمجهود لجنة التفكيك وإزلة الفساد واعداً بدعمها ومؤازرتها لتواصل عملها على الوجه الأكمل وبكل شفافية.

ووقفت الزيارة في محورها الرابع علي حجم التردي الكبير في الخدمات الصحية، التعليمية ، الكهرباء ، المياه والطرق وقال إنها دون الحد الأدنى ودون (العشم) ودون الأمل والطموح لولاية تعتبر من أغنى ولايات السودان مستعرضاً موارد الولاية والمتمثلة في إنتاج الصمغ العربي، الفول السوداني ، الكركدي ، السمسم ، الدخن ، الماريق، البطيخ وحب البطيخ ، وتربية الخروف الحمري الذي انتزع إسمه عنوة وبجدارة حول العالم وفي دول الخليج على وجه الخصوص،  وكذلك إنتاج وتصدير العجول والأبقار التي اتسعت مشاريع إنتاجها وتربيتها حول مدينة النهود وسائر مدن ولاية غرب كردفان. واكد أن حكومته ستبذل جهداً يمكن من تذليل الصعاب والعقبات التي تعترضت صادرات منتجات الولاية وجهر حماد بقوله أن حكومته لن تقبل بوقف صادر الفول السوداني موضحا أن إنسان ولاية غرب كردفان يعتمد على إنتاج الفول السوداني في إقتصاده ويتضرر المنتج إذا توقف الصادر وتدنت الأسعار في ظل إرتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج  إلي جانب أن للفول السوداني أسواق عالمية تتنافس على شرائه ولا يمكن أن نفقد تلك الأسواق في ظل تداخل التجارة العالمية ولا يمكن تعويض تلك الأسواق إذا ما فقدت أو ذهبت إلى دول أخرى. كما أمن علي وقوفه ومساندته للجهات ذات الصلة بصادر المواشي للوقوف على أسباب ودواعي إرتفاع معدل رجيع بواخر صادر الأغنام الذي عرض المنتج والمربى والتاجر لخسائر كبيرة. وى شك أن في مقدمة هذه المواد المتنوعة الكادر البشري الذي وصفه بالمبدع والخلاَّق ودعا الي توظيف طاقاته وقدراته وتوجيهها نحو الإنتاج والإنتاجية والتنمية المتوازنة والمستدامة.

• نظرة استثمارية ثاقبة

هذا وتعهد والي غرب كردفان بتأهل محجر الخوي حتي يعود دخله وعوائده لصالح الولاية وأهلها ودعم البيطرة للمنتج والمربي ، كاشفاً عن خطة اسعافية لمعالجة خلل عدم توازن التنمية التي سيتم تنفيذها مع شركاء التنمية من منظمات المجتمع المدني والجهات المانحة والبنوك معولاً علي البنك الزراعي. وتناول حماد في خطابه المميزات التي تتميز بها ولايته والتي من شأنها أن تكون  قبلة للإستثمار الداخلي والخارجي ، الأمر الذي يوجِب علي الجميع العمل علي تهيئة البيئة الإستثمارية الجاذبة والمشجعة وفق منظومة قانونية وتسويق إستثماري مدروس وذلك بإنشاء بنية تحتية تشمل شبكة الطرق الداخلية والكهرباء لإستقبال مشروعات تنموية تخلق فرص عمل حقيقية تستوعب وتوظف كل الأيادي العاملة وكل القدرات وتوسع دائرة الإستفادة من الموارد البشرية.

• دور الجامعات وهيكلة الخدمة المدنية

من جانبها تقدمت تنسيقية قوى إعلان الحرية والتغيير بالنهود ومحلياتها بمذكرة تطالب فيها بإجراء إصلاحات في هيكلة الخدمة المدنية والوقف علي ملف الخدمات المتعثرة والمتردية وابدي الوالي التزامه بذلك.

هذا وتطرق حماد الي أهمية العلم ودعا إلي ان تلعب جامعة غرب كردفان دورا في المجالات كآفة ودعا بتهيئة البيئة الجامعية حتي تكون جاذبة ليتمكن الطلاب من الإندياح والإندماج في المجتمع لنشر قيم الإخاء وبث المعارف وشجع على أهمية البحث العلمي الذي يسهم إيجاباً في فتح آفاق جديدة حتى تضطلع جامعتا غرب كردفان ورصيفتها جامعة السلام بدورهما تجاه مجتمع الولاية وهو دور مرسوم ومعروف لكل مؤسسات التعليم العالي داخل وخارج السودان بل يجب أن يكون كذلك. وكل ذلك يأتي استجابة لمبادئ ثورة ديسمبر المجيدة  بشعارها ،الحرية والسلام والعدالة والمساواة والعمل علي  سداد استحقاقات واجباتها السداد.

• وداع علي ظهر الهجن

لقد صاحبت زيارة والي غرب كردفان الأستاذ/ حماد عبدالرحمن صالح لمدينة النهود سباق للهجن فوق بواصير الجمال الصهب فكانوا جمال فوق جمال وزينة في الساحة البهية إلي جانب فرق الفلكلور الشعبي التراث الحمري الأصيل، الذي يجب أن يجد الإهتمام والتطوير فهو تراث موروث أباً عن جد …. (الجمرة وقعت في الحزه الزول بلا أهل شن عزه).