رصاصة الرحمة د. أحمد عيسى محمود
ماسة نيوز
٠١٢١٠٨٠٠٩٩
بعد نهاية الإنقاذ حصلت تجاذبات بين العسكر والمدنيين كادت تؤدي لفضوى. ولكن تدخل الإتحاد الإفريقي وإثيوبيا كان العاصمة من القاصمة. فتم وضع وثيقة دستورية كانت هادية لحكومة الفترة الإنتقالية. ومن ثم بدأت تلك الحكومة البحث عن إبرة السلام في عويش الغبن السوداني. وأخيرا جاء السلام من بوابة جوبا. وقد رحب الجميع به بالرغم من ضبابية الرؤية الواضحة فيه. وكل من كانت له تحفظات طالب بسد تلك الثغرات عسى ولعل يلامس الحد الأدنى من الطموحات التي يسعى لها الجميع. ممثلة في وطن معافى لينطق فيه قطار التنمية الذي أوقفته الحروب في محطات الضياع. هذا السلام جاء بوثيقة جديدة تارة تتعارض مع الوثيقة الدستورية وتارة أخرى تسير معها. وتارات عدة تضيع عند المواطن بوصلة الطريق. هل يسير وفق وثيقة جوبا أم وثيقة إثيوبيا. وعلى كل في ظل الضبابية السياسية الحالية تفاجأ الشارع بتعيين مناوي حاكما لإقليم دارفور. وهذا ما أشرنا له في عمود أول من أمس. والأسئلة التي تبحث عن إجابة تطرح نفسها بقوة. هل السودان عاد لنظام الأقاليم؟. ما مصير ولاة الولايات الحاليين الذين لم يتم إعفاؤهم في الوقت الذي أمر قرار تعيين مناوي الجهات ذات الصلة من وضع القرار موضع التنفيذ؟. ما مدى قبول أهل دارفور له كحاكم مفروض عليهم؟. لماذا تم إقصاء حركة تمازج للمرة الثانية وهي شريك أصيل في سلام جوبا؟. هل بمقدور مناوي العبور بدارفور لبر الأمان في ظل وجود حركات مازالت يدها على الزناد؟. أليس من الحكمة ترك الأمر لما بعد مؤتمر الحكم المزمع انعقاده قريبا ليقول كلمة الفصل في كيفية حكم السودان؟. ما هي معايير اختيار العاصمة للإقليم؟. هل أحداث تشاد فرضت نفسها بقوة في هذا القرار؟. من يطمئن الشارع عامة ودارفور خاصة من فزاعة دولة الزغاوة الكبرى؟. أليس من المنطق بعد الذي حصل من تعيين مناوي التخلي عن عقد المؤتمر؟. عليه في تقديرنا أن مناوي رجل يعشق المناصب الهلامية فقط (عمدة بدون أطيان). فكما سبق من أول كان كبير مساعدي رئيس الجمهورية. وخلاصة الأمر نقولها: (إن تعيين مناوي معناه إطلاق رصاصة الرحمة على سلام جوبا. وفتح الباب على مصراعيه للتمرد المتوجس أصلا من مصداقية سلام جوبا. وبذا يكون صناع السلام قد خربوا بيوتهم بأيديهم).
الأثنين ٢٠٢١/٥/٣
التعليقات مغلقة.