بعد الحلو.. هل يلحق عبد الواحد نور بركب السلام في السودان؟
الحرة - واشنطن
بعد الحلو.. هل يلحق عبد الواحد نور بركب السلام في السودان؟
الحرة – واشنطن
31 مارس 2021
عبد الواحد نور يحظى بدعم شديد من نازحي ولاجئي دارفور
عبد الواحد نور يحظى بدعم شديد من نازحي ولاجئي دارفور
توقع مراقبون وممثلون لقوى الحرية والتغيير، الحاضنة السياسية لحكومة السودان، انضمام حركة تحرير السودان فصيل عبد الواحد نور إلى عملية السلام، “قريبا”، بعد إعلان المبادئ الذي توصلت اليه الحكومة والحركة الشعبية شمال، الأحد الماضي، في جوبا، عاصمة جنوب السودان.
وحركة تحرير السودان المسلحة في دارفور، والحركة الشعبية في جنوب كردفان، هما حركتان تمتلكان الثقل الأكبر في المقاومة المسلحة، خارج اتفاق السلام السلام الذي تم إبرامه مع الجبهة الثورية في أكتوبر الماضي.
أما الجبهة الثورية فهي مظلة لمجموعة حركات مسلحة في المنطقتين، أبرزها حركة العدل والمساواة، وحركة تحرير السودان جناح مناوي، والحركة الشعبية شمال، بقيادة مالك عقار (في النيل الأزرق جنوبي السودان).
“متفائلون”
وتقود السودان الآن سلطة انتقالية مكونة من العسكر، والمدنيين (قوى الحرية والتغيير)، والجبهة الثورية، بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير في 11 أبريل 2019.
وتمتد الفترة الانتقالية لـ 39 شهرا وفقا لوثيقة دستورية موقعة في أغسطس 2019 تم تعديلها بعد اتفاق السلام الأخير في جوبا.
وأعرب عضو قوى الحرية والتغيير عزت الشريف عن تفاؤله بدخول عبد الواحد في مفاوضات سلام مع الحكومة السودانية، بعد أن ظل رافضا لسنوات طويلة.
وأضاف لموقع الحرة “نعتقد أن التقدم في تنفيذ اتفاق جوبا، شجع الحلو، والتقدم في التفاوض مع الحلو سيشجع عبدالواحد”.
وظل عبد الواحد نور رافضا لكل الاتفاقات التي تمت في السابق سواء على صعيد مسار دارفور (الدوحة)، أو المسارات الوطنية الأخرى (أديس أبابا)، لدرجة أنه تم وصفه، في وقت سابق، في الأوساط السياسية بـ “مستر نو”.
وهو يحظى بدعم قوى من نازحي ولاجئي دارفور كما أن تحصن مقاتليه بجبل مرة أكسبه ميزة إضافية وعزز من قوته.
“جوبا لا تعنينا”
واندلع الصراع في دارفور في عام 2003 بحجة تهميش الحكومة المركزية للإقليم.
وقال القيادي بحركة تحرير السودان، عبد الحليم عثمان، “نحن مع السلام العادل والشامل.. الحوار حول طاولة واحدة داخل السودان هو السبيل الأوحد لمخاطبة جذور الأزمة السودانية خصوصا قضايا الهوية وفصل الدين عن الدولة”.
وكان عبد الواحد نور قد التقى مع الرئيس سلفا كير مؤخرا بجوبا، في اجتماع وصفه عبد الحليم “بالتنويري.. لقد أطلعناه على موقفنا ومشروعنا وخطتنا لتأسيس حوار شامل داخل السودان لكن اتفاقية جوبا، أكيد لا تعنينا”، في إشارة واضحة إلى انهم قد يطالبون باتفاق منفصل عن مسار جوبا.
“صعبة.. لا استبعد وساطة دولية”
المحلل السياسي والمسؤول الحكومي السابق نهار عثمان قال إن “الاتفاق متوقع، لأن هناك تشابها كبيرا في القضايا المطروحة من قبل حركتي عبد الواحد نور والحلو، مع الأخذ في النظر قضايا خاصة بدارفور كالنازحين والحواكير”.
وأضاف قائلا لموقع الحرة “مع ذلك أتوقع مفاوضات صعبة مختلفة عن الطريقة التي تمت بها مفاوضات جوبا.. لا أستبعد دخول وساطة دولية في المحادثات”.
وسبق أن دارت عدة مفاوضات بين الشق المدني من الحكومة السودانية بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ورئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو، لكنها ظلت تراوح مكانها في ظل مؤشرات على اعتراض من الشق العسكري على بعض المطالب من بينها تقرير المصير وعلمانية الدولة.
لكن فجأة توصلت الحركة إلى إعلان مبادئ، هذه المرة مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان، من خلال محادثات رعتها دولة جنوب السودان، ومن أبرز بنود الاتفاق فصل الدين عن الدولة وتكوين جيش موحد.
“العسكر.. سيد الموقف”
وقال نهار عثمان نهار إنه يتوقع أن “يكون العسكر، أيضا، سيد الموقف في الاتفاق القادم مع عبد الواحد نور”.
وأضاف لموقع الحرة “العسكر أصحاب قرار وسلطة وفعلية قادرون على تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه. الجانب المدني به تيارات متعددة بعضه يعتقد أن التوقيع مع الحلو أو عبدالواحد سيكون خصما عليهم”.
“لن تكون حجر عثرة”
وهناك عناصر داخل قوى الحرية والتغيير ظلت رافضة لاتفاق السلام بشكله الحالي، من بينها الحزب الشيوعي.
ومع ذلك، استبعد المحلل السياسي حسن بركية أن يؤثر ذلك على سير عملية السلام في السودان، وقال إن “المعطيات الماثلة في الواقع السوداني اليوم والتغيير الذي حدث بعد الثورة يمهد الطريق أمام انضمام عبد الواحد محمد نور لمسيرة السلام”.
وأضا بركية لموقع الحرة “أعتقد في القريب سوف تبدأ مباحثات بين الحكومة الانتقالية وحركة عبد الواحد”.
وهناك حركات أخرى منشقة عن حركات رئيسية في دارفور “لا يرى مراقبون أنها ستكون حجر عثرة”، بعد انضمام عبد الواحد للسلام.
وأسفر صراع دارفور عن مقتل أكثر من 300 ألف شخص، كما شرد ملايين آخرين بحسب الأمم المتحدة.
وبسبب الصراع، تلاحق محكمة الجنايات الدولية الرئيس المخلوع عمر البشير وعددا من رفاقه بتهم ارتكاب فظائع في دارفور من بينها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.
الحرة – واشنطن
التعليقات مغلقة.