كتب عوض فلسطيني _ إلى زملاء حسين خوجلي حينما يغيب الوفاء. إن قُتِل البّصر فلن تُقَتل البصِيرة.
أدانت كل المنظومات الاقليمية و الدولية المهتمة بالحريات الصحفية وحقوق الانسان اعتقال الصحفي والناشر و مالك قناة أم درمان الفضائية وإذاعة المساء و مؤسس و رئيس تحرير صحيفة الوان السياسية اليومية الأستاذ حسين خوجلي، والذي جاء إعتقاله على خلفية بلاغات اتهام بجرائم موجهة ضد الدولة، حسب أمر الاعتقال الصادر بحق الأستاذ حسين خوجلي من لجنة التمكين.
حيث ندد الاتحاد العام للصحفيين العرب في بيان له بما أقدمت عليه السلطات السودانية من اعتقال للصحفي حسين خوجلي ووصفه بالانتهاك لحرية الرأي والتعبير ولحقوق الصحفيين، بما يتعارض مع القوانين الدولية المنظمة وحقوق الإنسان بشكل عام.
و طالب الاتحاد بإطلاق سراح الاستاذ خوجلي فوراً كما دعا كافة الصحفيين والإعلاميين العرب الوقوف صفاً واحداً ضد إجراءات اعتقال الصحفيين في السودان وتكميم أفواههم وترهيبهم .
و منذ تغييب الاتحاد العام للصحفيين السودانيين ظل الوسط الصحفي بلا رأس، ولا تمثيل يرعى حضوره في المشهد العام المحلي والإقليمي .
فإن وجدنا العذر لغياب او تغييب الواجة الممثلة للصحفيين فلن نجد العذر لزملاء المهنة والذين تدرجوا في بساط مؤسسات الاستاذ حسين خوجلي حتى بلغوا شاوا مقدرا في الأعلام، فمن منهم لم يكن للرجل فضلٌ عليه ؟
ألم تكن ألوان الحق و الخير و الحرية والجمال هي الجسر الذي عبر منه كثير من أدعياء النضال وشرفا المهنة لبلاط صاحبة الجلالة، ألم يكن الرجل هو من أحد أبرز المبدعين الذين أطربوا وقدموا خلاصة الفن والفكر والأدب السوداني و العربي ؟
الى كل الشرفاء من زملاء مهنة الاعلام ممن أشجته (لألوان كلمة) في سره أو أطربته في جهره تذكروا ان الاستاذ حسين خوجلي لم يكن ممن حملوا السلاح او اعتلوا ظهر الدبابات لمقارعة ألد أعدائه، بل كان يحمل قلم الحجة ولسان المنطق . وليتذكر دعاة الكيد وفجور الخصومة اليوم انه من فتح لهم صدره، وصفحات جريدته، وأثير إذاعته واستديوهات قناته، فتعلموا الرماية، وأبجديات الكتابة ليصنعوا لهم من بعد اسماء في دنيا الصحافة والإعلام، بل هو و في ذات المؤسسات من فتح الباب لأعدائه فصبوا جام غضبهم على إخوته في وقت لم تكن المعارضة تجرؤ على كتابة منشور على حائط، أو تتفوه بكلمة على الهواء في أي منبر ولو كان ندوة سياسية.
إن عدم الوفاء من تلاميذ و زملاء الأمس الذين تسنموا المواقع القيادية في الصحافة والإعلام ورئاسة الأقسام وتدرجوا في الهرم الوظيفي الصحفي لامر محزن، اذ لم يفتح الله على الزملاء القدامى والجدد في مهنة الصحافة، بكل كياناتهم المتناحر عليها، من شبكة الصحفيين السودانيين، أو نقابة الصحفيين السودانيين أو أي من تجمعاتهم القديمة و الطارئة لم يفتح عليهم الله بكلمة واحدة لحفظ حقوقه او الدعوة للتضامن معه حفظا لكرامته بدلاًِ من الطريقة المهينة التي تمت معاملته بها، و مماطلة الجهات ذات الصلة في تقديم أي اتهامات تكفل له حق التقاضي والمرافعة أمام قانون يحترم إنسانيته أولاً في ظل دولة الحرية والسلام والعدالة المنشودة، خاصة و هو يمر بظروف صحية حرجة، فالرجل فعلت به السنون في عالم الصحافة والفنون فعلتها لكنه في كامل شباب الكلمة، يصدع بالحق جهراً، على الرغم من أنه يتحسس ميدان المعركة بالبصيرة .
فليعلم الوكلاء أن قلم الرجل لا يصدأ وكلمتة لا توهن وحججة تظل متقدة اذ اكتسبها من تجارب امتحان السنين و هو يتأبطها حيثما حل أو رحل.
وعلى الرغم من تدهور صحته بسبب تداعيات مشاكل في السكر، وضغط الدم، وأمراض القلب، وضعف نظر قضى على عين وتقاومه الأخرى فقد ظلوا يمنعونه من السفر للعلاج اللازم، ظناً منهم أنه سيهرب، وما علموا أن من أثقلت روحه الجراح في الصبى، لن يهرب من المعركة وهو كهل.
حسين خوجلي سيقارعهم في كل سوح النضال، وإن نالوا منه البصر فحتما ستستعصى عليهم البصيرة في ميدان النزال.
*عوض فلسطيني*
السبت– 13-2-2021م
التعليقات مغلقة.