بارود صندل رجب/المحامي يكتب
نقض العهود والمواثيق في تشكيل الحكومة!!
يراوح ميلاد الحكومة الجديدة مكانه،،،فبعد ان قطع مجلس شركاء الفترة الانتقالية القول بميلادها يوم الرابع من هذا الشهر،، عاد ذات المجلس بان الميلاد سوف يكون مطلع الاسبوع القادم،،،لم يفسح المجلس عن سسبب هذا التاجيل،،كون ان كل الناس يعلمون السبب،الخلافات حول الوزارات والانصبة والاشخاص،،كل الاطراف المكونة للحكومة تبحث عن مغانمها وسط البنيان المنهار،،ووسط هذا الصراع المكتوم فات علي المجلس الموقر ان يحدث الناس عن برنامج الحكومة الذي يفترص ان يري ألنور في خواتيم الشهر المنصرم حسب ما افاد المجلس الموقر،،،وفي اجتماع المجلس السابق تم عرض ملامح لبرنامج الحكومة المقدمة من رئيس الوزراء وبعد نقاش مستفيض،،،احال المجلس هذا البرنامج للجنة مكونة من اعضاء مجلس الشركاء لاعداده بصورته النهائية قبل اعلان التشكيل الوزاري،،،ونحن مقبلون علي اعلان الحكومة غدا او اول الاسبوع القادم،،ولا حديث عن برنامج الحكومة،،نسي القوم او تناسوا البرنامج،،وهو الاهم للحكومة،،لا نتصور ان ياتي وزراء افذاذ يتمتعون بقدرات خارقة يستطيعون بها حلحلة مشاكلنا،،،الاسماء المعروضة في سوق السياسة هي من جنس الاشخاص المنصرفين،،ونخشي ان يكونوا اقل منهم،،،.بالتالي نعول علي البرنامج المتفق عليه،،،اما تكرار تجربة حكومة الثورة الاولي التي ولدت وهي تعتقد ان الحاضنة السياسية سوف تزودها بالبرنامج المحكم،،،وبعد عدة اشهر اضطر رئيس الوزراء ان يعلن غياب برنامج للحكومة،،،وترك الامر لاجتهادات الوزراء،،التي خلفت خرابا في كل مناحي الحياة،،تكرار تلك التجربة يعني غياب الرؤيةوالوجهة للمنظومة الحاكمة،، عسكريين ومدنيين،،،يحصل كل هذا الهرج والمرج والبلاد مقبلة علي انهيار شبه كامل،،،
من الاثار السيئة لتطاول امد تشكيل الحكومة خاصة بعد اتفاق السلام،،بوادر انشقاقات في الاحزاب وحركات الكفاح المسلح،،الاحزاب المكونة لقوي الحرية والتغيير تفرقت ايادي سبا،،تلعن بعضها بعضا،،،حزب الامة القومي بعد غياب الربان الماهر الامام الصادق ظهرت بوادر لتكتلات تنذر بانشقاقات قادمة،،،وقد بانت نذرها في التنازع الخفي حول وزراء الحزب في الحكومة،،،ولم تسلم حتي الحركات المسلحة من عدوي الانشقاقات،،،الحركة الشعبية قطاع الشمال تولت كبر الخلافات التي ادت الي اقصاء امينها العام،،،وبقية الحركات ليست بمنعي من العدوي،،،امسك الخشب،،،هذه الحركات وبعد وصولها الي الخرطوم استبشر الناس بها خيرا لوضوح رؤيتها،،بشرونا بانهم سوف يصفرون العداد وفهمنا نحن الحمقي،،ان ذلك يعني اعادة فتح الوثيقة الدستورية لتستوعب الحد الادني من توافق اهل السودان بحسبان ان الوثيقة في صورتها الحالية نتاج لتحالف العسكر مع مكونات قوي الحرية والتغيير لتقاسم السلطة،،ومن الناحية الموضوعية انها لا تصلح دستورا للفترة الانتقالية،،ويتبع التصفير حل مجلس السيادة واعادة تشكيله بصورة اكثر فاعلية،،ومع مرور الايام بدا يخفت صوت الحركات الي الهمس،،،تم ترقيع معيب شكلا للوثيقة بادعاء تضمين اتفاق السلام فيها،،وانتهي الامر علي ذلك،،اما مجلس الوزراء فعز عليهم الدخول بعد تاخر حله، ،،،لا حديث عن حكومة كفاءات وطنية مستقلة جامعة كماوردت في نصوص الوثيقة الدستورية،،،حكومة محاصصة حزبية صارخة،،ولا حياة للوثيقة فهي مجرد اوراق مبعثرة لا قيمة لها عند واضعيها،،،وهكذا اصبنا جميعا بخيبة امل كبيرة سوف تترك اثرها علي مجمل الاوضاع في البلاد،،
حتما لا نشهد غدا الموعد المضروب لميلاد الحكومة الا سرابا وحسرة،،،وحفاظا علي ماء الوجه سوف يعلن عن تعيين ثلاثة اعضاء في المجلس السيادي ممثلين لحركات الكفاح المسلح،،،ولا جديد خلاف ذلك سيبقي المجلس كما هو لا يغادر منهم احد،،،الكلام عن تقييم الاداء وتجديد الدماء مجرد لغو وطق الحنك والهاء الناس،،الداخلون يدفعهم الامتيازات وابهة السلطة التي تمنعهم بل تسكتهم من مجرد السؤال عن التغيير والتجديد،،،فليذهب التصفير الي الجحيم،،،
المجلس التشريعي الغائب الاكبر،،متي ينتبه المتصارعون حول السلطة التنفيذية الخضرة النضرة،،،ذاك سباق اخر يحتاج الي مضمار اطول،،،ستظل مشاكل البلاد عالقة بل بعضها تاخذ بخناق البعض الي ان يقيض الله للبلاد حكومة راشدة عاقلة لا تقودها شرازم قحت وما ذلك علي الله بعزيز،،
التعليقات مغلقة.