(حميدتي) … الشلانقي والقلاجي والدمباري و…! بقلم : إبراهيم عربي

ظل الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس المجلس السيادي قائد قوات الدعم السريع ، الأكثر إستخداما للمصطلحات والحكم والأمثال الشعبية المحلية الدارفورية لتوصيل رسالته ، يجيد إستخدامها ببراعة فائقة ضبطا وإيقاعا وله طريقته الخاصة بسجيته البدوية الصادقة .
وليست تصريحاته الأخيرة تلك التي نعي فيها حكومة الشراكة الإنتقالية بالأولي ، فقد نعاها الرجل من قبل بالفشل ، قالها صادقا (فشلنا .. فشلنا .. فشلا ذريعا) رغم أنه نائب رئيس المجلس السيادي ورئيس اللجنة الإقتصادية ومن خلفه الخبير الأممي الدكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء نائبا ، وفي أعلاهم رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ، ومن خلفهم جيش جرار في السيادي  والوزراء والمستشارين والخبراء الفاشلين وحاضنة سياسية فاشلة بإمتياز ، فشلوا جميعهم فصرعهم أبو صلعة بالضربة القاضية ولذلك أنتكست الأوضاع من سيئ إلي أسوأ .
ربما وصل (حميدتي) هذه المرة لمرحلة متقدمة من الإستياء واليأس ، ناعيا حكومة الشراكة أمام رفاقه بالدعم السريع وتلك خطوة لها ما بعدها، فقال الرجل أن البلاد منهارة (سياسياً وإقتصادياً ، وأمنياً وإجتماعيا) ، متهما رفاقه في الحرية والتغير (قحت) لا سيما الحزب الشيوعي بالغدر والخيانة وإشعال نار الفتنة في الولايات ودارفور خاصة قائلا (كلما أطفأنا ناراً أوقدوا عشرة) ، متهما إياهم بإثارة الفتنة والنعرات عبر (لايفات) عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقال أن هؤلاء لا يريدون الديمقراطية ولا يسعون لها لأنها ستكشفهم ، مؤكدا أن هؤلاء يسعون إلي التمكين بالإستمرار في الحكم (10) سنوات .
ولكن هل حقا المواطن وعي وعرف الحقائق ، فانتهت مرحلة سواقة الخلا إلي الأبد ؟ كما قال حميدتي (الشلانقي ماخلي زول مغمض)! ، وللذين لا يعرفون (الشلانقي) هو شخص يعالج مرض العيون والعمي بالعلاج البلدي ، هل إنتهت مرحلة شيطنة العسكريين وقوات الدعم السريع والسرطة والأمن خاصة ، هل ذهبت سكرة المدنية المدعاة ؟ وهل إنتهت مرحلة شيطنة الإسلامين وإدعاءات الزيف والضلال أن الإنقاذ فشلت طوال (ثلاثين) عاما ولم تقدم شيئا ؟ هل إنتهت تلكم العبارات الجوفاء الخاوية (الجوع ولا الكيزان .. ؟!) .
مع الأسف تسلطت علينا حكومة شراكة إنتقالية (سادية) غير مبالية لآلام وأوجاع ومعاناة الشعب السوداني ، يموت من يموت ، ويبكي الأطفال وتصرخ النساء ولم ترمش في شأنهم عين ، فلا حياة لمن تنادي ، حكومة سييست كل حاجة ، فأصبح حال الخدمة المدنية من تمكين لتمكين، والقضاء والنيابة إنعدمت فيهما العدالة وغابت المهنية ، دمرت التعليم والصحة وشردت الطلاب وأفرغت الجامعات من رسالتها وواجباتها ، شردت ما شردت من الأساتذة والخبراء وغيرهم ، حكومة جاءت حاضنتها السياسية لتمكن لكوادرها فأقصت الأكفاء والخبراء وخلقت الفتن بين المكونات المجتمعية ، فأوصلت البلاد مرحلة الهلاك والتشظي وقد قالوها (إما نحن أو نشلع البلاد طوبة طوبة) .
حقيقة ما عاد المواطن يحتمل المزيد من الضنك في ظل حكومة فاشلة فيها (الدمباري) ، وفي بعض المناطق يطلق عليه (المعراقي أو أمبتاري) ، وللذين لا يجيدون ثقافة دارفور ، هو شخص يقوم بطرد الجراد من المزارع بطريقة (خاصة) معينة بالكتابة أوالتلاوة على أحداها لتقود بقية السرب خارج المنطقة ، كما فيها (القلاجي) هو تاجر البهائم وغالبا مايكون هذا وكيلا لغيره ، إذ يتاجر بأموالهم مقابل نسبة من الربح لأنه لا يملك الأموال الكافية للتجارة وما أكثرهم بالحرية والتغير (قحت) وعلي رأسهم الحزب الشيوعي (كراع برا وكراع جوه) ، وفيها (أم تشكاكي) ترزي يوم الواقفة يفصل اللبسة في الساعات الأخيرة من وقفة العيد وهؤلاء هم عملاء المجتمع الدولي .
حقا حكومة فاشلة مدنية وعسكرية خيبت آمال الشعب وتطلعاته رغم إنه إختزلها في الحصول علي مجرد قطعة رغيف ولم يجدها ، حكومة غير أمينة وغير صادقة مع نفسها وشعبها ، تريد حكما بلا شعب وبلا مطالب تنموية أو خدمية ، حكومة قراراتها إرتجالية بلا تخطيط ، رفعت الدعم ، وباعت البلاد بحفنة من المال لأسيادها وتقطعات المصالح فالتذهب اليوم قبل غد وغير مأسوف عليها  .
عمود الرادار .. السبت 23 يناير 2021 .

التعليقات مغلقة.