وقفة مع الدهابة وحالة الصـراع والمجازفات من أجل تحقيق الطموح
جابر بخيت أحمد الموج / سودرى
من المعروف أن سوداننا من الدول الغنية بالمعادن الثمينة وخاصة معدن الذهب إذ يعد من الدوافع الرئيسية التي دعت محمد علي باشا للغزو كما ورد في كتب التاريخ هذا في العصور القديمة.
أما في مطلع الألفينات قد أفتتحت بعض المناجم وهي بداية حقيقة للمنقبين السوادانين مما أدي إلي تغيير لافت للنظر بالنسبة للمهن وخاصة الشباب وبدأت أسعاره تتزايد رويداً رويداً حيث كانت البداية سعر الجرام (45) جنيه حتي وصل إلي 14000) جنيه في يومنا هذا..
وبهذا العرض المغري أصبح الذهب هاجسا لكل الشباب وذو أهمية كبيرة وبه تتحقق جميع طموحاتهم..
تنقسم طريقة كسب الذهب إلي قسمين
1/ دهب الأجهزة
وهذا النوع يكون سطحي وقريب المدي وسهل التناول إذ تكون قراءته علي حسب جودة الجهاز (الكشاف) وهنا تكون للجهاز برمجه معينة ويمسح به القارئ (المنقب) المكان المستهدف وهنالك علي شاشة الجهاز توجد أرقاماً معينة وصوت يميز معدن الذهب علي غيره من المعادن وهذا النوع أقل خطوره من القسم الثاني
وتتعدد أنواع الأجهزه مثلاً
الجي إم تي (GMT) (التقنس أو أبوكدير) كما يسمونه والجي بي إكس (GBX)
والوحش والجي (GBZ) وهذا النوع من أفضل أنواع الأجهزه حيث يكشف أقل كمية في أبعد مدى
ويسمي دهب الأجهزة بالدهب الحي لأنه يتم إستخراجه شكل سبائك جاهزة
أما القسم الثاني فهو
2/ قسم التنقيب
وهذا النوع أكثر تعقداً وخطورة من القسم الأول إذ يتم تنقيب المكان المستهدف (العرق) بكسر العين في الكلمه التي بين القوسين كما يسمونه عن طريق النسبة والنسبة هي فحص لمعدن الذهب داخل الحجر وتتم علي الطريقة التالية
كسر الحجر المستهدف ورضخه بالشاكوش إذ يفترشه حجر ويتم قبضة بواسطة (القدايه) وهي عبارة عن شوال منسوج علي شكل العدد تسعة يتم بها قبض الحجر المستهدف حفاظاَ عليه من التشتت أثناء رضخه ويتنعم الحجر في الرضخ حتي يكون شكله كشل الدقيق وبعدها يكون هنالك نوعين من الصحون الأول حجمه كبير والثاني حجمه أصغر من الأول
الأول تكون به كمية من الماء والثاني يكب فيه الحجر المرضوخ
لكي يتم غسله علي طريقة الغربال داخل الصحن الكبير
وبعدها يتم قطعه أي بعد التخلص من الرمل والشوائب الأخري تظهر النتيجة إذا كان به ذهب يظهر في مؤخرة الرمل علي شكل قطع صغيرة وإن لم يكن به شئ لاتظهر نتيجه
وبعد ظهور النتيجة يحدد إتجاه (العرق) بكسر العين ويتم تقسيم المنجم لأبآر كل بئر مسحاتها ثلاثه خطوات
وهنالك نوعين من المناجم الأول يسمي الكركارة وهي عبارة عن نوعية من الحجار معينة وتكون بطريقة مبعثرة يتم عزلها علي حسب اللون والشكل
والنوع الثاني يكون (عرق متوحد)
وفي نوعية العرق المتوحد يتم حفر الأبار وهنالك نوعين أيضاً للأبار
1/ بئر عمودية ويأتي هذا النوع عندما يكون العرق نازل في الأرض بالطريقة العمودية وهنا تكون البئر كمثل بئر الماء المعروفة ويتم النزول فيها عن طريق الحبلين الناري والأرضي
الأرضي هذا يكون مربوط في شوال مملوء بالرمل موضع علي خشم البئر ومتدلي إلي داخل جوفها والناري هو حبل يربطه العامل في نفسه ويمسكه زملائه ويدلونه ببطء
أما النوع الثاني من الأبآر يسمونه (الأنتنوف) وهي عبارة عن جحر النمل وهذه طريقة النزول إلي داخلها سهلة جدا إذ توجد بها عبارة عن مدرجات (مساطب) تساعدك في النزول والخروج.
يعانون الدهابة ما يعانون من أجل الحصول علي هذا المعدن فتواجههم العديد من العوائق مثلاً عندما يتوحد العرق ويقفل البئر بنوعيه من الصخر صعب التفكك مما يجعل العاملون إلي حرقه بالنار حتي يصبح هشاً رغم إنه إشعال النار داخل البئر فيه نوع من أنواع الخطوره عليهم مما يؤدي إلي قطع الأوكسجين في البئر.
ويتسبب في وفيات العديد من العاملين
وهنالك أيضاً خطر الأنهيار وهو وقوع الأبآر علي العاملين من ما أدي إلي وفاة الكثيرون من العاملين أيضاً
ونواصل في العدد القادم بأذن الله
التعليقات مغلقة.