(أبي أحمد) … الفشقة سودانية ولا مهادنة ..! بقلم : إبراهيم عربي

ما هكذا تورد الإبل يالدكتور أبي أحمد ، رئيس وزراء الجارة إثيوبيا ، الحائز علي جائزة نوبل للسلام ، الفشقة أرض سودانية 100% ، وستظل سودانية وجيشنا وطني سوداني خالص وليس مستوردا أو هجينا أو عميلا أو مرتزقا أوغازيا أو دخيلا ، ومبادرتنا سودانية خالصة نابعة من رحم هذا الشعب الأبي المتصالح لأجل الوطن وستظل سودانية وليست مستوردة من وراء البحار كما ذهبت وليست خلفها وصايا أو تعليمات من زيد أو عبيد .
إما إن كان لديكم قصد أو رسالة تريدون توصيلها لآخر نحن لسنا أداة أو قناة جوفاء تنفخ فيها كما تشاء ، نحن شعب سوداني طيب المعشر ، ولكن لحمنا مر ، مرارة الحنضل لمن أراد بنا سوء ، ولن نكون شماعة أو الحيطة المناسبة لكم للعبة ورقة التوت القذرة تلك ، والتي نشتم من خلالها الغدر والخيانة ، لا تعنينا رسالتك في شيئ ولمن ! ، غير أننا نحذرك ونقولها لك بالفم المليان أرعي بي قيدك ..!
لا تحسبن صمتنا طوال (ثلاثين) عاما تقريبا خنوعا أوإنكسارا أو قلة حيلة أو ضعفا أو هوانا، وقد ظللنا خلالها نمد لكم يد العون والسند ، تركناكم تزرعون في أرض الفشقة ورفيقاتها من أراضينا بحدودنا معكم بحكم الإخاء والجيرة وإغاثة الملهوف للحصول علي الغذاء في ظروف طبيعية صعبة ليس خوفا منكم ، بل خوفا عليكم من غول الجوع والمسغبة ، ليس تنازلا عن شبر من أراضينا ولكنها نظرة أخوية تكاملية ونحن أهل الفزع والضرا ، نغيث الملهوف ونكرم الضيف ونحترم الجار ممتثلين لحديث رسولنا صلي الله عليه وسلم (ليس المؤمنُ بالذي يشبعُ وجارُه جائِعٌ إلى جنبَيْهِ) .
الدكتور أبي أحمد إنكم تعلمون جيدا أننا أهل الجود والكرم والفينا مشهودة كما قالها شاعرنا الكبير محمد على أبوقطاطى (تغمده الله بواسع رحمته) في كلماته (الفينا مشهودة ، عارفانا المكارم نحن بنقودا والحارة بنخوضا) وأضاف (للجار والصديق عشرتنا تتمنى ، بنصون الأمانة السيدا أمنا ، المغرور ندوسو ونعدموا الطنة) … !
ولذلك نقولها لكم بالفم المليان وبكل ما في العبارات من معني لن نساوم ولن نهادن ولن نتازل عن شبر من أراضينا مهما كلفنا من ثمن ، فتظل أموالنا ودماءنا تحت تصرف قواتنا المسلحة في سبيل بسط سيطرتها علي كل شبر من أراضي السودان ، وستنطلق تجريداتنا المدنية والعسكرية صفا خلف صف لتغطي كل شبر من أرض الوطن .
ولن تتوقف تلك عند مبادرة الدكتور جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة السودانية الذي ترك صراع الكراسي وتقسيم الكيكة في الخرطوم ، ولبس لامة الحرب مع بعض من رفاقه مآزرين قواتنا المسلحة في مهمتها بالخطوط الأمامية ، ولهم منا التحية والتجلة ولكنها واجبنا جميعا ، وإنها رسالة يجب عليكم ان تستلموها جيدا ، وليست هبة هجليج ببعيد !.
الدكتور أبي أحمد الفشقة سودانية تم حسمها ضمن الخرط التاريخية منذ إتفاقية العام 1902 بين السودان وإثيوبيا رغم إنها إتفاقية ظالمة لنا لأنها إقتطعت أجزاء من أراضينا وهي سودانيه خالصة لصالحكم في أثوبيا ولكننا قبلناها ليس ضعفا أو هوانا ، بل كنا ننظر إليكم إخوانا لنا وبل أشقاء ، ولذلك ظلت أرضنا متاعا لكم ، ولكن ستظل تلكم الإتفاقية هي المرجعية التاريخية والوثيقة المهمة وقد أقرتها منظمة الوحدة الافريقيه وبناء عليها فإنها مرجعية لا يمكن تجاوزها عند تكوين أي لجان فنيه مشتركة لبحث أمر الحدود أو ترسيمها بين البلدين (السودان وأثيوبيا) .
الأخ أبي أحمد رسالتك لنا لو باللغة العربية أو بالإنجليزية أو بالأمهرية أو بالتقراييت أو بالعبرية فهمناها ، رسالة أخ لإخوانه ولسنا أهل فتنة أو دعاة حرب أو متعطشي دماء ، وقد ظللنا نفتخر بعلاقاتنا التاريخية والأزلية معكم ولكننا لن نقبل الظلم ومن يمد يده علينا بالغدر والخيانة بنقطعها له .
ولكن مع الأسف يالدكتور أبي أحمد ، فقد تغوط أهلك في ذات الإناء الذي مددناه لهم إطعاما ، كما عضت ذات يدنا التي مدت لهم المساعدة ، وتمددت مليشياتك وجيشك فاستباحت أرضنا وانتهكت حرماتنا وغدرت بقواتنا في دارها ، لقد عيل صبرنا ولن نصبر أكثر علي أزاكم ونحن خلف قواتنا المسلحة لإسترداد كل شبر من أرض السودان أينما كانت ولامهادنة ، الفشقة سودانية !.
عمود الرادار .. السبت 26 ديسمبر 2020 .