ملف الترتيبات الأمنية التحدي الاكبر للسلام الذي تحقق

مواقف وسوالف /خالد الضبياني

منذ 1990م وحتى الآن اي عملية سلام مع الحركات المسلحة تعقبها تفلتات أمنية من بعض منتسبي تلك الحركات،والمشاهد كثيرة قوات فاولينو ماتيب في الكلاكلات والتي كانت تدخل الرعب في المواطن حيث كانت البربرية والإعتداء على المواطنين بدون أي سبب،وايضاً ما حصل في المهندسين بإمدرمان من بعض أفراد قوات أركو مناوي حينما وقع سلام مع حكومة البشير، ومؤخرا تطاول بعض أفراد قوات الدعم السريع مع المواطنين في كسلا وفي الخرطوم ومناطق اخرى، ما ذكرته فقط من باب الإستشهاد والإستدلال حتى تفهم رسالتي التي اريد توجيهها، التحدي الآن كبير جداً لقادة الثورية عقار وجبريل ومناوي لأن القوات التي ستتواجد داخل المدن أو التي سيتم دمجها مع القوات المسلحة قد تحدث منها بعض التفلتات، النقلة الى المدن قد تكون لها أفرازات سالبة خاصة لمن تعود على حمل السلاح، يجب أن تكون تلك القوات على قدر المسؤولية لذا في هذه المرحلة مهم جدا أن يكون هنالك تأهيل وتوعية بخطورة المرحلة الحالية، يجب أن يعي أفراد قوات الكفاح المسلح أن السلام يعني التصالح المجتمعي والإجماع على الأمن وبسط سلطة القانون وأن حمل السلاح لا يعطي حامله الأفضلية ولا يسلب الآخرين حقوقهم، وعلى قادة الثورية أن يتفقوا على لوائح وقوانين تضبط وتحدد وتردع كل متفلت، مهم جدا أن نستفيد من التجارب والأخطاء ونتداركها ونحن نتنسم بشريات السلام الذي تحقق.

أما بالنسبة للمؤسسة العسكرية مهم جداً بناء قوات مسلحة متطورة تضم كل الجيوش الموجودة حالياً وفق معايير عسكرية واضحة، لتكون المؤسسة العسكرية عنوان للتنوع السوداني بعقيدة عسكرية جديدة غير موجهة أو مسيسة حتى يكون للقوات المسلحة دور في الإنتقال الى نظام ديمقراطي حقيقي يشمل كل القوى السياسية بدون أي اقصاء، نسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظ بلادنا من الفتن والمحن ونساله ان يجعل مسار السلام هو الخيار الأوحد.

التعليقات مغلقة.