رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان
بقلم الأستاذ المحامي جمال الدين رمضان المحامي
(ثورة ١٩ديسمبر بين التطلعات والتحديات (٢٦٩) (ما هي مطلوبات المرحلة الراهنة في المشهد الراهن بالبلاد ؟!).
في أي سياق يمكن قراءة تداعيات المشهد السياسي الراهن بالبلاد ؟.
في ظل الرحيل المر والمفاجي لزعيم حزب الأمة القومي وإمام الأنصار الصادق المهدي، والذي سوف يحدث غيابه فراغا كبيرا ليس علي مستوي حزب الأمة وكيان الأنصار فقط وإنماً علي تداعيات العملية السياسية برمتها علي نحو يعلمه القاصي والداني. أسئلة كثيرة ما زالت تشغل الرأي العام السوداني من أقصاه وفي مقدمة هذه الأسئلة كيف ستصيير الأمور داخل كيان الأنصار فيما يتعلق بمنصب الإمامة ؟. ومن هو الشخص المؤهل لشغل هذا المنصب الديني ذات الدلالات العميقة لطائفة الأنصار وكذلك الحال ما هو الشخص المؤهل لقيادة حزب الأمة القومي بعد رحيل الأمام الصادق المهدي والذي كان يجمع بين رئاسة الحزب وأمامة الأنصار.؟!.
لقد إستطاع المرحوم الإمام الصادق المهدي أن يكرث التجربة الديمقراطية داخل مؤسسات حزب الأمة حيث أصبح الحزب بفضله هو الحزب الرائد والقائد في عملية تأصيل الشوري داخل تلك المؤسسات وذلك لا اعتبارات كثيرة من أهمها الثقل الجماهيري لهذا الحزب في الشارع السياسي السوداني.
قناعتي بأن المؤتمر العام لحزب الأمة يجب أن يلتئم في اقرب فرصة لحسم كثير من الملفات في مقدمتها اختيار من يشغل منصب رئيس الحزب وكذلك اختيار منصب الإمام الجديد لكيان الأنصار، كما أن الجهود يجب أن تتواصل لتقريب شقة الخلاف داخل بيت البيت كما أن عملية توحيد أحزاب الأمة هي الأخري يجب أن تتم وسوف يعطي ذلك قوة دفع كبيرة لمسيرة الحزب في المرحلة القادمة . وفي المجمل فإن وجود قيادة جديدة وقوية في حزب الأمة سوف يعطي قوة دفع كبيرة للعملية السياسية برمتها وسوف يعمل علي إعادة التوازن بين المكونات السياسية المختلفة في الساحة السياسية. تعتبر وحدة الجبهة الداخلية بين المكونات السياسية بالبلاد هي أول مطلوبات المرحلة الراهنة بالبلاد بحيث يجب أن تكون كل المكونات السياسية بالبلاد علي قلب رجل واحد وذلك حتي تستطيع البلاد التغلب علي العثرات التي تواجهها الآن. عبء كبير يقع علي عاتق حركات الكفاح المسلح بشقيها التي فاوضت والتي لم تفاوض. بعد أن تأكد بأن الخلافات التي تضرب جسد هذا الكيان اعمق بكثير من خلافها مع النظام السابق . لقد سبق أن أكدنا وعبر هذه المساحة بأن إعلان التشكيل الوزاري الجديد في ظل المعطيات الداخلية الراهنة سوف يعمل علي تعقيد المعضلة السودانية أكثر من ذي قبل . الحركات التي لم توقع بعد علي اتفاق جوبا عليها أن تتحمل التاريخية والقومية وذلك لتقريب شقة الخلاف بينها وحكومة الفترة الانتقالية وذلك حتي تلحق بقطار السلام وذلك لان تعقيدات المعضلة السودانية لا تحتمل الانتظار . لقد قدم الشعب السوداني تضحيات كبيرة في سبيل تحقيق سلام شامل ومستدام وفي تحقيق تحول ديمقراطي حقيقي يلامس أشواق وتطلعات كل مكوناته .
التعليقات مغلقة.