سياحة في أدب الحكم والسياسة التخوف من الإسلام بقلم د. امين محمود محمد عثمان

لنقل التخويف بالإسلام، فما هي الدوافع والمظاهر؟
أما الدوافع فلا تنعزل عن أقدم دوافع النزاع بين الحق والباطل. هي ظاهرة ليست جديدة، فقد انبرى لحرب الإسلام كفار قريش، ثم خلقوا لهم حلف معاداة يوم الأحزاب، وبعدها نهضت القوى العظمى يومئذ فرسا وروما لحرب الإسلام المنتصر بشيوع قيمه وبسط قوته الحامية لانتشاره ودعوته بتحرر الأمم والشعوب من عبادة طواغيت قهروا شعوبهم ففرضوا عليها أن يروا إلا ما يرون وألا أحد خلافهم يهدي إلى سبيل الرشاد.
اليوم تستحدث وسائل معاداة مستجدة تقوم استراتيجيتها على التجهيل بماهية ما يدعو إليه الإسلام. .. وانطلقت هذه الاستراتيجية من حقيقة أن الإنسان عدو لما يجهل. . أرادوا توسيع قاعدة المعاداة للإسلام بضم أبناء المسلمين أيضا لمعاداة الإسلام من منطلق جهلهم لقيمه. سعوا لإحداث ثقب معرفي يحول بين ربط السلوكيات القويمة بمنهله الإسلامي واستلاب وتجريد الإسلام من ألقه القيمي. ومخادعة أبناء الإسلام بأن الدعوات الحديثة صادرة من القيم التي انبثقت مع عصر التنوير في أوروبا.
هكذا يروجون للديموقراطية و الحرية و العدالة و المساواة والكرامة الإنسانية ولحقوق المرأة ولكأن الإسلام خلو منها.
كذلك قامت استراتيجية المعاداة على التجهيل بنموذج الحكم المهتدي بقيم الإسلام في الحياة. النماذج التاريخية ممحوة من الذاكرة. ومحاولات الابتداع تفشل بمقاومة عظيمة لا تقتصر على قياصرة اليوم بل في ركابهم حلفاء شطنون من منسوبي الإسلام . يمنعون بثوق تجربة حكم رشيد في الدنيا لأن ذلك سيدرس ويدك عروشهم المشيدة على جاهلية تسلب عقول أبناء المسلمين فتدفعهم لموالاة الكافرين دون المؤمنين.
إن الإسلام يعادى أيضا بتحريف نموذجه ببعض منسوبيه المنحرفين ممن مردوا على النفاق ومن بعض المتعصبين الجاهلين لتعاليمه فيتصدرون بالجهل الدفاع عنه دون إلتزام بمحددات الإسلام في المدافعة. هؤلاء عرضوا الإسلام للمحاكمة بمحاكمة الناس لسلوكهم. فاخطأ من حاكم الإسلام بسلوكهم وصاروا هم أداة تنفير عند اغرار غير منصفين.
د. امين محمود محمد عثمان
إمام مسجد طرة جامع جبل مرة 23 نوفمبر 2020