الحريق د.محمد عيسى محمود عيساوي

لسنا بأنبياء مؤيدين بالوحي لكي نتحدث عن المستقبل. ولكن معطيات الواقع تعطينا مساحة للتنبؤ به. فقبل أيام قلنا هناك (نذر مواجهة) بين حميدتي والشيوعي. فها هو الشيوعي يضع المتاريس أمام حميدتي. فقد وقع مذكرة تفاهم بالأمس مع مجلس الصحوة. وفي بيان له وصف خصومه السياسيين “بالطفيلية الرجعية”. وفي تقديرنا هذه رسالة مبطنة لدمغ حميدتي بها. ولتهيئة الشارع واستعطافا لأسر الشهداء أعلن نبيل الشيوعي: (بإن التحقيقات شارفت على الوصول لنتائج حول تحديد المتهمين). بل زاد النائب العام (كيل بعير) بكشفه عن مقبرة جماعية يرجح أن تكون لمفقودي القيادة. فالمتهم الأول في نظر الشيوعي هو حميدتي. لأنه أصبح (عقبة كؤود) في طريق مشروعه السياسي الكبير الذي يحلم به. ولذا سوف يجتهد الشيوعي بقدر المستطاع مستخدما المسموح (المظاهرات) والممنوع (تحكمه من مفاصل الدولة) للوقيعة بالرجل. وصدقا لذلك فقد ذكر موقع متاريس تأكيد الحزب الشيوعي: (بأن الطريق الوحيد لاستعادة الثورة يتمثل في اسقاط الحكومة الانتقالية برئاسة حمدوك التي وصفها بـ”تحالف قوى الهبوط الناعم”. ونعى سكرتير الحزب محمد مختار الخطيب في مؤتمر صحفي الوثيقة الدستورية، مؤكداً أن تضمين اتفاق جوبا يعني “تمزيق االوثيقة”. واعتبر الخطيب تعديل الوثيقة إنقلاباً ثانياً بعد إنقلاب عمر البشير، ووجه هجوماً لقوات الدعم السريع والولايات المتحدة ودول بالخليج العربي. وأعلن بأن “قحت” قبرت ويعمل على تكوين جبهة عريضة بالارتكاز على المكونات الحية للثورة). وسوف يستثمر الشيوعي الحالة الاقتصادية المتفاقمة بالمظاهرات من أجل إفساد احتفالية السلام. عليه يمكن القول: (بعد أن ضمن اليسار حياد الإسلاميين تكتيكيا “صفقات تحت الطاولة” هذه الأيام. سوف يكون الباب مفتوحا لإشعال الحريق في طريق حميدتي. وبذا قد اقترب عود الثقاب من فوهة برميل الأزمة).
الخميس ٢٠٢٠/١١/١٢

التعليقات مغلقة.