الأبواب المغلقة ليس دفاعا عن الفريق اول الكباشي و لكن ..!! بقلم / محمد علي محمد
عندما يأتي الحديث عن الفريق اول شمس الدين الكباشي ، فأننا نتكلم عن رقم بارز لا يمكن أن يتجاهله التاريخ ، بل أنه من أشهر صناع التاريخ . يذكره الدهر عبر السنين و الأيام . أنه علامة بارزة على الطريق تعرفها البشرية بأسرها حينما يتطرق الأمر لبناة الأهرامات في وادي النيل ، أو الحديث عن الزنجي الشامخ ( بعانخي) ، و حضارته التي عبث بها الغزاة و الموالين أشد أنواع العبث . و لو انتبه هولاء الغزاة و الموالين و ( سفلة العصر الحديث) لعلموا أنه عندما كان أسلاف ( الكباشي) يرسمون الخطى الأولى للقيم الإنسانية ، و يضعون لبنات العدل و المساواة و الدولة المدنية بين أفراد المجتمع كان أصحابنا و أخرين على الجانب الأخر من البحر يئدون بناتهم و هن على قيد الحياة .
لقد كان بالأحرى لأصحاب الأقلام المناوئة و الناقمة لتصريحات و أراء الفريق اول شمس الدين الكباشي حول قضية ( العلمانية) أن يعتمدوا في نقدهم على التحليل الموضوعي الذي يعتمد على الوضوح و الشفافية في نقل ما جرى بالورشة التي أقيمت بمدينة ( جوبا) و على الشجاعة الأدبية التي تحمل الناقد بعيدا عن الإسقاطات الذاتية ، المصحوبة بطريقة و أخرى بالإنفعالات الإنحيازية التي من شأنها إفساد الجو الفكري السياسي الذي حتما سيعالج العديد من القضايا الكامنة و المستعصية ( العلمانية) و سيزيد من فرص لقاءاتنا و حوارتنا و قناعاتنا بأهمية هذه اللقاءات بعيدا عن لعبة الإلتفاف حول مصادر أهل سلطة (حمدوك )، و الأهم في هذا كله علينا أن نعي و نعلم في أننا في إجتياز مرحلة تاريخية هامة لا تقبل التلفيق و التضليل و التملق … مرحلة لا ينفع معها علاج أزمتنا الخانقة و الماثلة الترميم و الترقيع و الحلول الجزئية ، بل إننا في حاجة ماسة و ملحة إلى إصلاح جذري لهذه الأزمة و ينبغي في ذات الوقت أن نتفق على إختلاف مشاربنا عن مبدأ مشاكل السودان الإقتصادية و السياسية و إيجاد حلول حقيقية و جذرية لهذه الأزمة المتراكمة ، و بأقل تكلفة ممكنة بعيدا عن الإرتماء على أحضان الغير ، و اتقاء شر الهزات و العواصف التي أضرت كثيرا بهذا البلد و شعبها الحائر.
أخيرا و أي كان خلاف البعض مع تصريحات و أراء ( الكباشي) حول مسألة العلمانية ، لكنها يجب أن تحظى بمزيد من الإهتمام و التمحيص و التنقيب تجاه أراء و تصريحات تبشر بالتغيير و الفهم الصحيح للتعامل مع قضية ( العلمانية) .
كما أنها تصريحات و مفاهيم تنادي بإيجاد سمة و ألية تفاهم مشترك كبديل للفشل المتكرر و القائم حتى الأن( للوصول لأتفاق بين الحكومة الإنتقالية و حركة عبد العزيز الحلو ) .
ألية تساهم في وصولنا لمشروع نهضوي و سياسي يبشر بإنتقالنا من مربع اللا أتفاق إلى مربع الإتفاق و العقلانية اللذان تسودهما قيم السلام و الأخوة الصادقة و العمل الجماعي المشترك بغية الخروج بدولة السودان من مستنقع اللا وجود إلى مستنقع الوجود .
التعليقات مغلقة.