برافو المباحث الفدرالية ..! بقلم : إبراهيم عربي
بلا شك ان المتأمل يدرك كما يدرك كل من شاهد (مقطع الفيديو) الذي يظهر من خلاله شاب (عشريني) مرتديا جلابية بيضاء يشهر مسدسا علي طريق أفلام الآكشن في وجه عاملة بصيدلية (الحسيني) في أم بده يبدوعليها الوقار والثبات غير أن الحيلة قد غلبتها دون فعل شيئ غير الإستجابة لطلبات هذا المجرم الذي هددها بالمزيد من المال والهواتف ، يدرك الجميع إنها جريمة مكتسبة وأن الجاني قد إختار توقيتها وكيفيتها وأدواتها في وضح النهار ، ولكن فات عليه ان للجدران أعين وآذان ، فكانت عدسات الكمرة له بالمرصاد ، وتعتبر الحادثة بذاتها من الجرائم الدخيلة على المجتمع السودانى التي تنوعت وتعددت أشكالها بالعاصمة والولايات .
وليس ذلك فحسب بل تعددت البلاغات لجرائم نهب الصيدليات خاصة بصورة مزعجة أقلقت مضاجع الجميع فأصبحت قضية رأي عام ، ولكنها وجدت إهتماما متعاظما من قبل قيادة الشرطة بالمركز والولاية لا سيما إدارة المباحث الجنائية ، وأصبحت جريمة صيدلية الحسيني تلك واحدة من التحديات التي نجحت فيها أتيام المباحث المشتركة ، رغم إنها ظاهرة جديدة لعناصر إجرام ايضا جديدة ليست لديها سوابق جنائية مما صعبت عملية الوصول إلي الجناة بالسرعة التي يتطلبها المجتمع .
ولكن لم تكن ملابساتها تلك بالعصية علي فطنة وإحترافية التيم الميداني للمباحث برئاسة الرائد شرطة كمال العالم ابوريده المتخصص في مثل هذه الجرائم والنقيب محمد المجتبي مبروك والنقيب وائل حمزة ومن خلفهم تيم مدرب وذو كفاءة عالية من الضباط وضباط صف وأفراد المباحث الذين تمكنوا من قبل في فك العديد من طلاسم الجرائم من بينها عملية ضبط (35) كيلو ذهب تم نهبها من شركة مسك الختام في العام 2016 بسوق ام درمان نال بموجبها الرائد كمال قائد التيم نجمة الانجاز من رئاسة الجمهورية ، وكثير من جرائم السرقات التي تم القبض عليها بشتي أنواعها وأشكالها ، تؤكد جميعها كفاءة ومهنية التيم .
ولذلك لم تستغرق هذه الجريمة (ثلاثة) أيام وإلا وان وضع التيم الميداني يده علي الجريمة وضبط منفذها العشريني (م ع ش) بكامل ملابساتها ومنهوباتها وأدوات الجريمة مستخدما من مسدس ودراجة هوائية ، ساعدته في الهروب إلى جهة غير معلومة كادت ان تخفي معالم الجريمة ، غير أن الفرق الميدانية قد حددت خطتها بدقة شديدة للقبض علي المتهم في زمن قياسي باستخدام كافة الإمكانيات المتاحة ، والتي وفرتها إدارة المباحث الجنائية بقيادة اللواء النذير ومن خلفه اللواء عبد الرحمن واللواء بدر والعميد الامين سعيد ويعتبر الرجل من ضباط المباحث الذين لهم خبرة واسعة في مجال البحث الجنائي عرفته ولاية الجزيرة بإنجازاته المنيزة ، وآخرين كثر من القيادات العليا والدنيا .
ساهمت جميعها في القبض على عدد من المشتبه بهم في زمن قياسي ، وقد توصل التيم وبالتحرى مع المشتبه بهم من الوصول إلي المتهم الرئيسى وبحوزته أدوات الجريمة كاملة وباخضاعه للتحري أقر المتهم (م ع ش) بارتكابه السرقة وعدد من الصيدليات حيث أرشد الي أماكنها وتم عرضه علي أصحاب تلك الأماكن وقد تعرفوا عليه وتم تسجيل إعتراف قضائي للمتهم بتلكم الجرائم .
ولكنها بلاشك ستظل مجرد محطة البداية لمعركة طويلة للتيم من التحقيقات الجنائية والمباحث الفيدرالية شعبة امدرمان لحسم الكثير من الجرائم والتفلتات المتنوعة والمتعددة المسلحة منها وغيرها من عمليات السرقات والغش والإحتيال والخطف بواسطة المواتر وجرائم السطو المنزلية وغيرها من أموال وموبايلات ، وعلي رأسها ظاهرة النهب المسلح تحت التهديد والإكراه والمباغتة ايضا ، وتعتبر جميعها من الظواهر الخطيرة جداً والدخيلة على المجتمع السوداني ، ربما إستمدتها هذه المجموعات ثقافة مكتسبة من قبل الأفلام السينمائية والأكشن والإختطاف والتهديد ، وقد أصبحت جميعها مشاكل تقلق مضاجع المواطنين والحكومة معا .
ولذلك إستحق تيم العمل الميداني سويا مع إدارة التحقيقات ، إستحق الجميع إشادة مدير عام الشرطة ومساعديه الذي هبوا للتهنية والتبرع لهم ب(500) الف جنيه ووعد بترقية التيم استثنائيًا ، ونأمل بان يكون ذلك دافعا لبذل المزيد من الجهد والتفاني لتحقق للشرطة شعارها لأن تظل العين الساهرة واليد الأمينه للمحافظة على ارواح وممتلكات المجتمع ومكاسبهم ، والتي تتطلب بذاتها تعاون المجتمع ورفع الحس الامني لان يصبح المجتمع جزء من المنظومة الامنية لأجل الوطن .
غير ان هنالك العديد من الجرائم الحديثة والغريبة من السرقات المسلحة التي حدثت بالإكراه على امتداد ولاية الخرطوم خاصة المناطق الطرفية منها وفي وضح النهار ، تخصصت فيها عصابات مسلحة من الرجال والنساء ، تخصصت في سرقة الموبايلات وخطف الحقائب اليدوية عبر إستخدام الدراجات البخارية لا سيما في مناطق أم بدة والفتيحاب والثورات والشقلة وسوق ليبيا ومناطق جنوب الخرطوم وبحري وغيرها ولا تقل الولايات عنها درجة وتتطلب جميعها سرعة ويقظة الشرطة خاصة والقوات النظامية والمجتمع أيضا .
بلاشك أن سرعة وصول تيم المباحث للقبض علي السطو المسلح علي صيدلية الحسيني بأم بده تكون قد أعادة إهتزاز الثقة المجتمعية وبل قطعت الشكوك في مقدرة الشرطة علي ضبط جرائم الإغتيالات الغامضة والتي طالت بعض المواطنين والشرطة في انفسهم وكذلك لضبط التفلتات والجرائم المجتمعية الهدامة والظواهر الأمنية التي ظلت تتطور وتتشكل فأصبحت ظاهرة منتشرة بالخرطوم والولايات تهدد الأمن ، ولن يكتمل كل ذلك دون تضافر الجهود الرسمية والشعبية .
عمود الرادار … الاحد الثامن من نوفمبر 2020 .
التعليقات مغلقة.