شــــــــوكــة حـــــــــوت_ إعادة ضبط أصالة شعب__ ياسر محمد محمود البشر

نجحت ثورة ديسمبر ٢٠١٨ فى الإطاحة بنظام المخلوع عمر البشير وفشلت فشل ذريع فى إنتاج إنسان واعى يحمى هذه الثورة من أجل بناء وطن معافى من الضغائن والأحقاد بناء وطن يسع الجميع وطن يجتمع فيه الناس على التنمية والعمل المخلص الجاد مع مراعاة التباين فى كل شئ والآخذ فى الإعتبار قبول الآخر بكل سلبياته وإيجابياته ، فشلت الثورة فى أن تقدم إنسان يتخذ قيمته ومقامه مما يقدمه لوطنه ومواطنه وليس مما يقدمه لحزبه أو كيانه السياسى وفشلت الثورة فى أن تقدم إنسان يكون عمق إنتمائه لهذا الوطن وليس لكيانات وتيارات ويكون البقاء للأصلح والبقاء للأنقى وليس للأقوى وأن يكون الوطن هو القمة والقامة والمقام*.

*لا يختلف إثنان على الإطلاق أن الثورة السودانية كانت نتاج حراك جماهيرى لا يستطيع حزب أو كيان أن يدع أحقيته بهذه الثورة دون الآخرين وهى صناعة جماهيرية لا خلاف عليها ولذلك الثورة هى ثورة هذا الشعب الذى قدم الشهداء والضحايا من أجل تصحيح الأخطاء والفشل الإقتصادى ومحاربة الفساد الذى صاحب فترة حكم المخلوع البشير من أجل أن يعيش المواطن فى رخاء من دون معاناة مثله مثل الشعوب المحترمة وما أن تمت الإطاحة بالمخلوع إلا وظهر على المشهد سارقى الثورة وزرعوا الحقد فى نفوس الشباب والثوار وتواروا هم وراء شعارات من شأنها تهدم ولا تبنى وتقدم ولا تؤخر ومن شأنها أن تهدم النسيج الإجتماعى لهذا الشعب الذى عرف بالتسامح والتسامى والتعالى على الآلام والأوجاع مهما كانت الظروف وقد رفعت الثورة شعار (حرية سلام وعدالة) وتمت عملية طمس هوية هذا الشعار بشعار (أى كوز ندوسو دوس)*.

*أنا مع الثوار أن الكيزان سرقوا موارد السودان ومارسوا كل أنواع الفساد ولنفترض أن هناك عشرة مليون كوز وجميعهم فاسدين ومفسدين ولصوص ومنذ أن سقط نظام الكيزان وتولت الحكومة الإنتقالية مقاليد الحكم فشلت فى إثبات تهمة لأى كوز لتدينه على هذا الأساس وتحكم عليه بالإعدام رميا بالرصاص أو شنقا حتى الموت فى ميدان عام وعجزت الحكومة الإنتقالية حتى فى تنفيذ الأحكام التى صدرت فى حق قتلة المعلم أحمد الخير بعد أن قالت رئيس القضاء أن أحكام الإعدام توافق عليها المحكمة الدستورية والسودان دولة بلا محكمة دستورية ليت الحكومة الإنتقالية أثبتت تهمة الفساد على الكيزان واعدمتهم جميعا تحقيقا للعدالة التى تمثل ضلع من أضلاع مثلث شعار الثورة وفشلت الحكومة الإنتقالية فى محاكمة قيادات الكيزان المقبوض عليهم لمدة تزيد على العام ونصف العام ويمكن القول أن ما يجرى لهم مجرد فليم هندى فى نظر المراقبين*.

*فشلت الثورة السودانية فى تقديم حكام للفترة الإنتقالية يتصالحون حتى مع شركائهم فى الحكم حيث نجد المكون المدنى يتهم المكون العسكرى وبصورة مباشرة وعلى رأسهم البرهان وحميدتى وكباشى وياسر العطا بأنهم من قاموا بفض الإعتصام وقتلوا المعتصمين بالقيادة العامة وعجزوا فى توجيه الإتهام المباشر لهم داخل مؤسسات الدولة لكنهم يزرعون بذور الفتنة ويحقنون أفكار الشباب ويستعدونهم ضد العسكر ويجعلون من المكون العسكرى شيطان رجيم ويجعلون الكراهية عنصر فى الشارع العام ويجلسون هم مع المكون العسكرى ويتقاسمون المكاتب المكيفة وعربات الإنفنتى ويدعون الثورية الزائفة فى مجالسهم الخاصة ويقولون فى العسكر ما لم تقله فاتو بن سودا عن عمر البشير*.

نــــــــــص شــــــــوكة

*فشلت الثورة السودانية فى تقديم حاضنة سياسية تستوعب المتغيرات التى حدثت بالبلاد والتى تتطلب تغيير عقلية القحاتة من عقلية المعارضة إلى عقلية الحكام ونجد الصراعات قد إحتدمت بين مكونات القحاتة فيما بينهم فالحزب الشيوعى لا يقبل بالمؤتمر السودانى وحزب البعث لا يقبل بحزب الأمة وهم فى غيهم يعمهون والسودان يتدحرج نحو الهاوية ونحو الإنهيار وعندما يتفق القحاتة فيما بينهم سنفقد السودان ولن تبقى فيه منطقة موحدة إلا توتى بحكم جغرافيتها التى لا تسمح لها بالإنفصال ولذا وجب على الجميع العمل على إعادة ضبط أصالة الشعب السودانى والعيش فى هذا الوطن من دون ضغائن ومن دون أحقاد*.

ربــــــــع شــــــــوكــة

*(يقطع الحرامية ويلحق الفزع)*.

 

yassir.mahmoud71@gmail.com

التعليقات مغلقة.