شــــــــوكــة حـــــــــوت _ فرض الـتطبيع ونفل رفع العقوبات _ ياسرمحمدمحمود البشر

لا حديث يعلو على تطبيع العلاقات بين تل أبيب والخرطوم منذ لقاء البرهان ونتنياهو فى يوغندا فى فبراير الماضى ومجرد لقاء البرهان نتنياهو فإنه يعد تطبيع مكتمل الأركان ينقصه التوقيع والإعلان فقط ولا سيما بعد أن أصبح مطار الخرطوم يستقبل الطائرات والوفود الإسرائيلية علناً وسراً من أجل إكمال عملية التطبيع فى ظل الأزمات التى تحاصر الحكومة الإنتقالية بالخرطوم ويمكن القول أن هناك تباين فى وجهات النظر فى الشارع السودانى حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل لكن الغالبية العظمى مع التطبيع لو أنه سيساعد فى حل الضائقة الإقتصادية التى يعيشها السودان فى الوقت الراهن*.

*ومن المهم جدا أن نقف عند أراء قادة الحكومة الإنتقالية حول التطبيع حيث نجد رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان هو من يمسك بملف التطبيع مع إسرائيل بصورة معلنة وواضحة وقد قاد وفد السودان الشهر الماضى إلى الإمارات للقاء وفد أمريكى ناقش قضية التطبيع الكامل مع إسرائيل ومن ثم الحديث عن رفع العقوبات الإقتصادية المفروضة على الخرطوم فيما أكد نائب رئيس المجلس السيادى محمد حمدان دقلو أن الشيوخ وافقوا على التطبيع مع إسرائيل وأنه مع التطبيع إذا كان يحقق للشعب السودانى الإستقرار والرفاهية وكذلك نجد عدد من أعضاء المجلس السيادى قد وافقوا على التطبيع مع إسرائيل*.

*أما عبدالله حمدوك رئيس الوزراء فقد قطع الطريق والحديث عن التطبيع عند زيارة وزير الخارجية الأمريكى مايك بامبيو للخرطوم فى الفترة الماضى حيث أكد حمدوك أن عملية التطبيع مع إسرائيل ليست من إختصاصات الحكومة الإنتقالية فهى من مهام الحكومة المنتخبة لكن تظل عملية التطبيع مع إسرائيل هى الفرض الذى يعلو ولا يعلى عليه فهى من القضايا الإستراتيجية لدى الإدارة الأمريكية ولا تحتاج إلى مزايدات أو كثير حديث أما الحديث عن رفع العقوبات عن السودان فهو لا يتعدى كونه نفل من النوافل يمكن أن يتأخر لكن التطبيع عندهم هو المهم والأهم فلذلك نجد حمدوك قد تراجع عن موقفه ووافق على التطبيع مع إسرائيل من دون قيد أو شرط وهو ينتظر ترامب لكى يغرد برفع العقوبات عن السودان لكن أمريكا تنظر إلى مصالحها قبل كل حساب*.

*وبما أن السيدة أمريكا أصبحت تمثل الزعامة الشرعية للعالم وهى المسؤولة عن الإنس والجن فى كل دول العالم فقد إستطاع الرئيس الأمريكى ترامب أن يلوى يد الحكومة السودانية ويجعلها تدفع مبلغ ٣٣٥ مليون دولار للخزينة الأمريكية بغرض موافقته على رفع العقوبات ومازال ترامب يرغب فى المزيد ولا سيما أن المحاكم الأمريكية قد برأت السودان من تهمة تفجير المدمرة كول بالسواحل اليمنية وتعتبر موافقة حمدوك بدفع تعويضات للضحايا إعتراف صريح قد يقود بمطالبة السودان بدفع المزيد من التعويضات للإدارة الأمريكية*.

نــــــــــص شــــــــوكــة

*عموما سينطلق قطار تطبيع العلاقات الإسرائيلية السودانية وستأتى الوفود الإسرائيلية والتى ستحل بالفلل الرئاسية التى إشترتها إسرائيل لمثل هذا اليوم فى العام ٢٠٠٥ عبر وسيط إماراتى وسيكون التعاون فى مجال الزراعة هو الجند الأول فى الظاهر لكن هناك أجندة أخرى أكثر أهمية ستنفذ من الباطن ومن بعدها سيتم الحديث عن رفع العقوبات عن السودان وعن عملية رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية والداعمة للإرهاب*.

ربــــــــع شــــــــوكــة

*تباها ممحلة تأكلها قرووووض*.

yassir.mahmoud71@gmail.com

التعليقات مغلقة.