هل انتهت صلاحية قحت؟ بارود صندل رجب المحامي
لا ينكر أحد ان قوي الحرية والتغيير كانت لها اليد الطولي في التغيير الذي حدث وبالتالي سيطرت علي الشارع زمانا قبل ان يظهر عوارها،،وذلك لسوء تقديرها فبدلا من اهتبال الفرصة والضغط علي العسكر لتسليم كامل السلطةلهم،بدلا من ذلك لجأت الي تسوية مع العسكر بقسمة ضيزي،،،ومع ذلك ظلت تحرك الشارع من حين الي آخر كلما أرادت أن تنتزع شيئا من العسكر،،ولما كانت قحت تحتضن داخلها. قوي لا تجتمع إلا علي الإطاحة بالنظام البائد،،ولافتقارها لهيكلة واضحة واسس إدارية،،،أصابتها الخلافات منذ البداية وكادت أن تعصف بها،،،وأن قوي بداخلها وقد تطبعت تأريخيا علي سرقة الثورات وتجييرها لصالحهامارست أساليبها في السيطرة علي مفاصل قحت بل سيطرت علي كامل الحكومة،،هذا السلوك أغضب الاخرين خاصة الكيانات السياسية الكبيرة مثل حزب الأمة وتيارات الاتحاديين،،،ولا سبيل علي هذه الكيانات الوقوف في وجه الحزب الشيوعي الذي لا يراعي لا إلا ولا ذمة في الخصومة،،فذهبت تبصبص حول العسكر وتتقوي به علي معسكر اليسار الذي يقوده الحزب الشيوعي،،،تضعضعت قحت كثيرا وزاد الأمر سوءا فشل الحكومة في تحقيق اي من شعارات الثورة،،،حتي شباب الثورة سرعان ما اكتشفوا أن ثورتهم اختطفت منهم بواسطة قوي سياسية ادمنت نقض العهود والمواثيق،،،جماع كل ذلك أدي إلي ان تتسرب السيطرة منهم،،ما عاد الشارع تحت سيطرتهم بل شاركهم خصومهم التقليديون،،،من فلول المؤتمر الوطني وبقية التيارات الإسلامية المؤثرة وعلي راسهم المؤتمر الشعبي وجماعة غازي صلاح الدين،،والطيب مصطفي،،وعبد الحي يوسف وآخرين،،لم يتعلم الحزب الشيوعي من تجاربه ولم يقرا الساحة السياسية قراءة صحيحة،،،أنه من المحال أن ينفرد تيار سياسي أو توجه فكري واحد بادارة البلاد،،الإسلاميين كانوا أكثر وعيا لواقع البلاد،،ان أنفرادهم بالحكم عقب انقلاب الانقاذ لا يعني تجاهل الاخرين فانكبوا يستقطبون قيادات سياسية وفكرية ليست علي وفاق معهم حول قضايا كثيرة وحققوا بعض النجاحات،،،ولكن الحزب الشيوعي علي ضآلة وجوده وتجزره الشعبي،،،اقبل علي اقصاء خصومه السياسين بل سحقهم ومحويهم بصورة غير مسبوقة ناسيا عجزه وضعفه وقلة حيلته،،وعلي العموم تضاءل حظوظ قوي الحرية والتغيير،،واليوم انكشف الغطاء تماما،،،ففي ذكري ثورة أكتوبر المجيدة،،،والذي يعتبرها الحزب الشيوعي ابنته الشرعية وليست المتبنية،لم يكن للحزب الشيوعي مساحة للاحتفال بها،،،حيث زاحمه بل ضيق عليه خصمه اللدود الذي اختطف منه الشارع تماما،عاد التيار الاسلامي ومعه ثلة من حلفائه فارتعدت فرائص الحزب العجوز،رغم المحاولات المستميته للحزب العتيد،بكل وسائله القديمة والحديثة للحيلولة دون فقدانه للشارع ولكن هيهات،،،واظن ان تجربة اليوم سوف تنقل الصراع الي مربع جديد،،،ليس في مقدور الحزب الشيوعي كسب الجولات القادمة منفردا أو مع من تبقي من قحت…وللحديث بقية.
التعليقات مغلقة.