رسالة إلى الفريق أول حمدتي
الشيخ الله جابو سرور الكاتب المتطوع لنشر مفهوم ثقافة السلام ورتق النسيج الاجتماعي
توليت الإدعاء بالكتابة إليكم من زاوية كاتب متطوع لنشر مفهوم ثقافة السلام ورتق النسيج الإجتماعي بإعتبارك نائباً لرئيس مجلس السيادة ، القائد العام لقوات الدعم السريع ، رئيس وفد الحكومة للتفاوض مع الحركات المسلحة والحركة الشعبية قطاع الشمال من جانب الحكومة .
إن شاء الله تكون لدى حسن الظن ومن المسئولين الذين يسمعون القول ويتبعون أحسنه على اقل تقدير تقرأ الرسالة من باب العلم بالشيء ولا الجهل به لمعرفة المطلوب اثباته فيها فإذا خلصت لحسن النية ووضح لك من الحيثيات وقرائن الأحوال في كونها رشيدة تفضي إلى فحوى ومحتوى الموضوع المعني وهنالك فعلا أمرا يستحق المعالجة الموضوعية المقننة وفق ما تقتضيه الظروف في حدود الإمكانيات المتاحة بالنسبة لكم .
قبل البدء في كتابة الرسالة أوضح ملحوظة مهمة جدا إن المسئولين الكبار في الدولة لا يقرأون الرسالة الموجهة إليهم وخاصة إذا كان فيها شيء من النقد الهادف والبناء وتحميلهم جهة التقصير في أداء الواجب المنوط بهم فبموجب تلك النظرة تكون الرسالة في سلة المهملات لأنهم عزوا امرها إلى مكيدة أو مناورة من شخص معارض للحكومة وقصد النيل والتشهير وكشف ما خفي ومسكوت عنه للرأي العام من أجل الشماتة على النظام برمته وما كتبه في هذا السياق لا يعدو أكثر من كذب ومبالغة وانه لا يمت بصلة عن الموضوع .
فليكن لدى علمكم وفحواكم أن السبب الرئيسي في خلود الحرب لمدة تربو على نصف قرن ونيف من الزمان بهذه الدولة هو عدم تصحيح المفاهيم المملكة للشباب المنضمين إلى الحركات المسلحة ومناوئين للحكومات الاتحادية لأن الدعوة إلى حمل السلاح مبني على التجني بالتربية الوطنية وتمليك المقاتلين أهداف وشعارات غير منطقية .
فغياب التوعية الموضوعية في شكل برامج وتوجيه معنوي كمرجعية للسلام فشلت جميع اتفاقيات السلام الموقعة سابقاً ما بين الحركات المسلحة والحكومات المتعاقبة على سدة الحكم في الدولة لماذا؟ لأن أي اتفاق سلام تم التوقيع عليه لن يضع حيزا أو بندا في محتوى الاتفاق لتصحيح الأفكار العدائية التي ملكت إلى هؤلاء المقاتلين أبان استنفارهم لمقاتلة القوات الحكومية تجد إتفاقية السلام مبنية على الجانب السياسي فقط تقسيم ثروة وسلطة ويترك جانب التنوير المعنوي لحملة السلاح على أساليب الاستنفار الأولى فإذا حصلت أي ردود افعال في تطبيق الاتفاقية المتفق عليها آنفا حتما ترجع الحركة المسلحة إلى قاعدتها الجماهيرية وتجدد الاستنفار بموجب إلهاب شعور وإحساس المقاتلين بالنزعة القديمة ليشعلون نار الحرب من جديد (ليه)؟ لأنهم ما خدعوا لأي برامج لتصحيح المعلومة المملكة لهم في سابق العهد والأوان من أجل محاربة ومنازلة القوات الحكومية مثالا على ذلك ردة مناوي ومالك عقار وعبد العزير الحلو وخميس جلاب وغيرهم ممن وقعوا اتفاقية السلام مع الحكومات السابقة وأخيرا نقضوا العهود والمواثيق ورجعوا إلى الحرب ووجدوا قواتهم جاهزة فلكي لا تقع في الأخطاء السابقة واتفاقية سلام جوبا تذهب مع الريح يجب عليك أن تعمل جاهدا لوضع حد للإدعاءات التي تقال في الاستنفار للم المقاتلين بدون أجرة أو ماهية إلى جانب الحركات المسلحة لكي تصحح هذا المفهوم بالقول الرشيد والرأي السديد .
عليه إن الأسباب الداعية إلى إثارة المشاكل لو ظلت موجودة وتقال سرا للنكاية الجروح والإستنفار للحرب من فئة ضد أخرى السكوت عليها يمد من عمر الحرب وخيانة عظمى وجريمة وطنية لا تغتفر في حق الوطن ومواطنيه والدليل على ذلك إن المشاكل الحاصلة الآن بالاقليم الغربي وجبال النوبة والنيل الأزرق أن أهدافهم ومبادئهم من ناحية إذكاء نار الحرب ضد الحكومة جعلوا من وضع أبناء الشمال الإجتماعي والسلطوي أحبولة أي دعوى فقالوا بصريح العبارة (الشماليين والجلابة) نهبوا ثروات البلاد ونمو بها مدن وقرى الولايات الشمالية وتركوا كل من الجهات المذكور أعلاه تحت وطئة الجهل والتخلف وإنهم ممسكين بتلابيب السلطة وخزائن الثروة بالبلاد ومنعوا منها الاخرين وهكذا من الادعاء التي جعلت من ابناء الشمال مادة أساسية لكل شخص يحارب حكومة المركز يتشدق بها ويجعلها وسيلة لحمل السلاح والشيء الزاد من وتيرة التمرد على الحكومات أكثر مما يجب إن المشاركين في السلطة من أبناء المناطق الموبوءة بداء الحرب شاعرين بالاستياء وعدم الرضا بالوضع ويقولون بصريح العبارة حكومة المركز مهمشة دورنا من ناحية اتخاذ القرار في تسيير روتين العمل الميداني في الدولة.
التعليقات مغلقة.