شــــــــوكــة حـــــــــوت _ عــن نفـسـى وعنـــكـم_ ياسر محمد محمود البشر

 

ليتكم تعلمون يا فلذات أكبادنا التى تمشى على الأرض حجم العنت والمعاناة التى نعيشها من أجل أن نوفر لكم لقمة عيش كريمة معطونة بعرق الجبين ومن أجل أن نوفر لكم ملبس يرضى مزاجكم وليتكم تعلمون حجم المعاناة التى نجدها فى البحث عن معادلة توازن ما بين دخلنا (المهدود) والمنصرفات التى تعادل أضعاف أضعاف ما نتقاضاه من أجر فى ظل الأوضاع المعيشية التى تشهدها البلاد ليتكم تعلمون أننا تنازلنا عن حقوقنا من أجلكم ومن أجل أن تستظلوا تحت مظلتنا رغم كل الظروف والملابسات*.

*ليتكم تعلمون أيها الملائكة الصغار أنكم نصف زينة الحياة الدنيا لكن نصف زينة الحياة الدنيا الثانى أفسد علينا نعمة الإستمتاع بكم والجلوس فى حضرتكم وأصبح البحث عن الرزق الحلال هو العامل المشترك بين السواد الأعظم من شريحة الآباء نجتهد أيما إجتهاد لكى نقدم لكم الفرح فى طبق من المعاناة وعندما تعلو شفاهكم الإبتسامة الوضيئة الراضية المرضية لحظتها يذهب عنا العناء والعنت فى حضرتكم وأنتم تزرعون فى دواخلنا بذور الأمل بأن الغد أفضل من اليوم وأفضل من الأمس وأنكم زادنا فى مقبل الأيام*.

*ليتكم تعلمون أيها الصغار أننا نتدفق ألماً ونتقطع وجعاً حينما نشعر بأن الحياة جعلتنا نقصر فى توفير كل ما تحتاجونه من نعيم الدنيا وليتكم تعلمون أننا نموت فى اليوم ألف مرة يوم أن لم نستطع أن نوفر لكم كوب حليب وقطعة حلوى ولقيمات ولقمة سائغة ليتكم تعلمون أننا نذرف الدموع فى خلواتنا من فرط التقصير تجاهكم لكننا نبستم فى حضرتكم إبتسامة تمنحكم القدرة على العيش فى طمأنينة ونمنحكم الثقة واليقين بأن الدنيا ما زالت بخير ونرصف لكم من أوجاعنا طريق نحو المستقبل*.

*ليتكم تعلمون أننا نعيش معكم فى ظروف معقدة ووقت عصيب ولا سيما فى هذا العام الذى بدأ بالحظر والتوقف عن العمل بفعل جائحة كورونا جاء هذا العام فى فترة أكبر الأمنيات فيها الحصول على لقمة عيش من دون إراقة ماء الوجه لأحد وحمايتكم من الإصابة بفايروس كورونا المميت لأنكم لا تعلمون وطأة المعاناة التى نعيشها ونحن نرى أبسط أحلامكم تتحطم على صخور الحقيقة المرة والواقع المؤلم مع يقيننا أن حقوقكم تحولت إلى أمنيات وحتى هذه الأمنيات عجزنا عن تحقيقها لكم فى ظل هذه الظروف*.

نــــــــــص شــــــــوكــة

*ليتكم تعلمون أننا نعتذر إليكم من خلال نظراتنا إليكم التى تبللها دموعنا المنهمرة من ينابيع عبراتنا على هذا الواقع المؤلم نعتذر إليكم يا فلذات أكبادنا لأنكم جئتم فى أعوام الرمادة ولعل الله يجعل لنا ولكم من بعد كل ضيق فرجاً ومخرجاً*.

ربــــــــع شــــــــوكــة

*رغم كل الأشياء كتبت لكم عن نفسى ونيابة عن السواد الأعظم من الأباء فكونوا انتم الخير لكل الأعوام القادمة وكونوا الفجر الصادق الذى يشق أستار الظلام*.

yassir.mahmoud71@gmail.com

التعليقات مغلقة.