(شمال كردفان) … النفير أكبر أكذوبة (4) بقلم : إبراهيم عربي
مواصلة للحلقات فإن الطرق تمثل ثاني أضلاع مثلث نفير النهضة (موية ، طريق ، مستشفي .. والنهضة خيار الشعب) ولذلك جاء (طريق الصادرات) – (ام درمان – جبرة الشيخ – بارا) بطول (341) كلم أساسا وعمادا للتنمية والخدمات ، وبالطبع هي من صميم واجبات الحكومة ، وقد ظل هذا الطريق حلما يراود (الكردافة) منذ العام 1948، إمتدادا لطريق (أم درمان – فتاشة) ، وكلنا يعلم ان صناعة الطرق مكلفة جدا ويتجاز تكلفة الكيلو الواحد (500) ألف دولار في بعضها ، وقد سنحت أول فرصة لتنفيذ الطريق 1993 طريقا قوميا امتدادا لطريق الإنقاذ الغربي ، غير أن الحكومة المركزية كانت نظرتها قاصرة وتري مادام هنالك طريق (الخرطوم – كوستي – الأبيض) فلا داعي لأن تدخل في تكاليف جديدة !.
إلا أن مولانا أحمد هارون (فك الله أسره) لم ييأس في سبيل توفير التنمية والخدمات لأهله ، فذهب مدافعا عن أهمية الطريق مطلبا لأهل النفير، غير أن المحاولات مع الحكومة الصينية قد فشلت دون تمويل (طريق الصادرات) بسبب خروج الشركات الصينية من الخدمة في السودان ، مع الأسف قتلت حلم وأمل وعشم الكردافة ولولا النفير ولولا أحمد هارون لما أصبح المستحيل واقعا ، فكانت حينها (آليات ومتحركات درء اثار الجفاف والتصحر) هي المخرج عند هارون، ولكنها كانت وقتها خارج دائرة العمل تماما ، أعادها الوالي أحمد هارون إلي العمل أكثر من (مائة) سيارات وآليات وقلابات تم تأهيلها وجعلها أكثر كفاءة ومقدرة للعمل .
تلكم الآليات التي كانت تعمل بصورة جيدة حتي لحظات التغيير ، ولذلك لم أجد تفسيرا أو مكانا للإعراب لعبارة الوالي خالد مصطفي عندما قال (تم تدميرها تدميرا ممنهجا ..!!) ، المهم جعل هارون من الآليات طعما لاصطياد السمك (حسب الثقافة الصينية) فشرع في تنفيد أصعب مراحل الطريق (بارا – جريجخ) بطول (37.5) كيلو متر ، والتي كان المركز يتعلل بشأنها ، فأثبتت فكرة هارون أن تنفيذ طريق (ام درمان – جبرا – بارا) ممكنا وليس مستحيلا كما ذهب المركز .
فجاءت التحديات الحكومية لتنفيذ هذا الطريق بالجهود الوطنية طريقا قوميا ، عبر جهود وطنية خالصة فكانت شركة زادنا هي التحدي الوطني ، فشرع هارون في تنفيذ البنيات التحتية (37.5) كلم من المرحلة الاولي عبر جهود النفير ، ومن ثم البنيات التحتية (30) كلم ألاخيرة علي حساب شركة نادك السعودية (مسؤولية إجتماعية) ، فكانت (شركة زادنا) الأمل لتنفيذ الطريق وتمت إعادة الدراسة ووفقا للمواصفات السودانية بتكلفة (30) مليون دولار اي (2) مليار جنيه تقريبا وقتها ، فتم تنفيذ الطريق (341) كلم إلا أن الطريق قد جرفته السيول أكثر من (10) كلم تقريبا بسبب التحولات المناخية ، وكانت الخطة تتطلب تنفيذ (سدين) بالمنطقة ضمن مشروع حصاد المياه للإستفادة من مياه الوديان (ابوحوت ، ابو جراد ، المخنزر) للإنسان والحيوان والزراعة ولكن مع الأسف تلك خطة مركزية لم يكتمل تنفيذها فحدث ماحدث للطريق وقد تعهدت الشركة المنفذة بإصلاح الخلل ولازالت الجهود مستمرة .
علي العموم لم تتوقف إنجازات النفير علي طريق الصادرات لوحده فحسب ، بل هنالك إنجازات لأكثر من (100) كلم طرق داخلية بمدن محليات الولاية المختلفة منها (69) كلم بالابيض و(10) كلم في ام روابة و(7.5) كلم بالرهد و(4) كلم في بارا و(8) كلم في مدينة صنقعت في (أمندرابة) غرب مطار الخرطوم الجديد في محلية جبرة الشيخ ، فضلا عن عدة طرق زراعية منها طريق شركيلا (23.5) كلم توقف في مرحلة البنيات التحتية ، بينما توقف تنفيذ طريق الدهب وطريق سدرا والزعفايات وغيرها بسبب توقف عجلة النفير .
علي كل لم أجد عذرا أو مبررا لما ذهب بشأنه الوالي خالد مصطفي بشان مشروعات نفير النهضة وهو إبن الولاية وليس غريبا عليها ولم يكن بعيدا عنها وقد عمل فيها معلما وله مدرسة خاصة ، ولكننا بالطبع لن نسأل الوالي خالد عن أداء مدرسته ومسؤوليته التربوية ، كما لم نسأله عن ترميم بيت كردفان و(منزل الوالي) الجديد ومكتبه والصالات والحدائق واللمسات الجمالية بأمانة الحكومة والتي أصبحت مزارا للوفود والبرامج والورش المركزية ، فجميعها من مشروعات النفير ، ولكن أين العيب إن إعترف هؤلاء بتلك الإنجازات كما فعلت عضو مجلس السيادة ؟، وبالطبع نتركها لأمانة الوالي خالد وذمته ليحدثنا عنها وهو واليا لولاية النفير والنهضة في وقت أصبحت فيه الذمم مطاطية !، ولكن هل لازال هؤلاء في غيهم يعمهون وهم يقولون (النفير أكبر أكذوبة) ؟! .
ولكننا أيضا نسأل الوالي خالد أين خزنة أحمد هارون التي قالوا إنها مليانة دهب ودولارات ولا تفتح إلا ببصمة العين ؟ وقالوا وقتها أن الفريق أول حميدتي أخد هارون إلي الأبيض مكلبشا لذات الغرض ! ، بالطبع نسألك إنت ورفاقك يا سعادة الوالي خالد أين ذهبت تلكم الأموال لأنها أموال خاصة بالنفير سرقها (الحرامي) أحمد هارون الذي سجنتموه (18) شهر ولازال ونذكركم (وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً .عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ) ، أم إنها أكاذيب وأضاليل لحظات (سواقة الناس بالخلا) فانتهت حينما ذهبت السكرة وحلت الفكرة ؟! فهل لازالت زيدو فساد التي ضربتها خلافات الفساد داخلها ولجنة اللغف والتمكين المتسلطة ، هل لازال هؤلاء وغيرهم في غيهم يعمهون ويقولون النفير أكبر أكذوبة ؟!.
… نواصل
عمود الرادار … الإثنين 19 إكتوبر 2020 .
التعليقات مغلقة.