بارود صندل المحامي يكتب _ النخب الحاكمة ونقض العهود والمواثيق
لا نريد أن نفسد بهجة الناس بالسلام ، بحسبان ان السلام يعني وقف الاحتراب والاقتتال بل نزع فتيله،،كما يعني الاستقرار والوفاق،،ويتبع ذلك توجيه موارد البلاد التي كانت تهدر في الحرب الي البناء والتنمية،،،كل ذلك مدعاة لئن يفرح الناس بل يجدونه الأمل في الخروج من الأزمات التي ظلت تلاحق أهل البلاد زمانا طويلا،،،لم ينعم الشعب السوداني عبر تاريخه منذ الاستقلال بالاستقرار فضلا عن الحياة الكريمة،،،ومن وسط هذا الابتهاج علينا النظر بعين فاحصة الي المخاطر التي تحدق بالوليد الجديد ،،ولا يظنن أحد ان كل مراكز السلطة علي قلب رجل واحد موقفا إيجابيا من السلام،،بل هنالك من يتربص بالسلام ويسعي جاهدا علي تقويضه لأسباب متعددة ،،والأخطر من ذلك موقف كثير من أصحاب منابر توجيه الرأي العام التي برزت بصورة مقلقة بل مخيبة للآمال وهي تجهر بالعداء السافر لاتفاق السلام ،،هذه النخب ما زالت في غيها تتردد ،،ذات العقلية القديمة التي أوردت البلاد الهلاك،،عقلية عنصرية مركزية لا تعترف بحق سواء بين أهل السودان،،تعشعش في عقلها نظرية النقاء العرقي،،،بالرغم ان الدراسات الموضوعية .التي عكف عليها نفر من العلماء والباحثين،،أشارت الي ان غالب أهل السودان من كل الجهات ينتمون الي جنس واحد،،وهذا الجنس ليس عربيا،،لا العرب العاربة ولا المستعربة،،بل جنس إفريقي خالص،،فكلنا في الهم أفارقة،،هذه العقلية التي قادت البلاد منذ الاستقلال والي يوم الناس هذا تطبعت علي نقض العهود والمواثيق،،وهي لا تري في العهود التي تبرمها سوي أنها مجرد أوراق يمكن التلاعب بها بل أفراغها من مضامينها،،فمقولاتهم المستنسخة يحفظها الناس،،يبلوها ويشربوا مويتها،،،خليهم يجوا الي الداخل نخليهم يلفوا الصينية بالمقلوب،،،وهلموا جرا،،،،،لا يظنن أحد ان الثورة المجيدة أنتجت قيادات جديدة سلمت نفوسها من ادواء العنصرية،،ومن سياسات التهميش،،وغدت وطنية الهم ،،يشير الواقع الي خلاف ذلك سرقت الثورة بواسطة محترفي سرقة الثورات،،وانحرفوا بها ذات الشمال،،،فاذقوا الأمة سوط عذاب،،فرقونا شزر مذر وايادي سبا،،هؤلاء لا يهدأ لهم بال ولا تستقر نفوسهم المريضة إلا أن يأتوا علي السلام هدماهدماونقض عراه عروة من بعد عروة،،خطورة هؤلاء انهم في مفاصل الدولة،،في الإعلام،والخدمة المدنية،،والقوات النظامية،،وفي مراكز البحث والجامعات،،الخ ليسوا تيارا سياسيا بعينه ولا مجموعة فكرية،،انهم أصحاب مصالح عرقية أو اثنيةيعملون كمنظومة أشبه بالماسونية،،وإلا لماذا لا ترتفع اصواتهم بالاحتجاج حين كان الميزان علي الدوام يميل لصالح الشمال النيلي الي يومنا هذا،،،وحتي بعد الثورة،،انظر الي مجلس الوزراء،،الي القوات النظامية،،الي كل ادارات الدولة،،الاقتصادية،،السياسية،،الدبلوماسية،،إدارات الجامعات،،ذلك هو الوضع الطبيعي عندهم،،ويقيمون الدنيا ويشغلون الناس ،،بل يلطمون الخدود ويشقون الجيوب حسرة علي البلاد كلما أطل أهل الهامش علي المشاركة ولو بالحد الأدنى،،،لن يستقيم أمر هذه البلاد ولا يرسي علي الجودي،،مالم نأخذ بأيديهم بعد هزيمتهم ووضعهم في علبهم الحقيقة وذلك قتال ليس بالسنان بل بذات ادواتهم،الناعمة،،الوعي الشعبي،،،نبذ القبلية،،القدوة الحسنة ،،التسامي فوق الجراحات،،البعد عن ردود الأفعال،،عدم الاستجابة والانجرار الي المعارك الوهمية البعد عن الاقصاء ،،التركيز علي وعي الجيل الجديد،،إقامة دولة القانون والمؤسسات،،تقديم أصحاب الكفاءات والخبرات علي أصحاب الولاءات،،،ان مسير السلام ليست مفروشة بالورود،،بل بالعقبات والمطبات،،وكثير من المصاعب،،فهل يملك القادمون الجدد حملة السلام هذه الادوات،،،ان لم يغير السلام حال البلاد والعباد الي الأحسن باعجل ما تيسر،،فإن مصير البلاد علي كف عفريت،،ضيعنا فرص كثيرة أتيحت للملمة أهل البلاد والانطلاق بهم الي آفاق التطور والنماء،،وهذه فرصة أخري لا نقول أنها الأخيرة،،ولكنها علي الندور،،فهل ننجح في اهتبالها،،والعض عليها بالنواجذ..
التعليقات مغلقة.