شــــــــوكــة حـــــــــوت _المـؤتـمـر الإغتـصابـى _ياسرمحمدمحمود البشر

 

تشهد قاعة الصداقة بالعاصمة السودانية هذه الأيام تظاهرة (مجوبكة) تظاهرة تخلط أوراق العمل السياسى بالوضع الإقتصادى وتقدم للمشاهد والمستمع (رشوشة بالبلدى) ويمكن القول أن المؤتمر الإقتصادى قد ناقش معظم المشكلات التى تعانى منها البلاد عدا المشكلات الإقتصادية الحقيقية أو قل لم يخاطب جذور الأزمة الإقتصادية بصورة علمية وممنهجة ولم يقدم الحلول وكيفية الخروج من هذه الأزمة فى القريب العاجل وقد نوقشت من خلال هذا المؤتمر قضية توحيد قانون الإغتصاب فى السودان وصباعات الكريمات وأسعار البنقو وتم تلخيص الأزمة الإقتصادية فى بقاء وزير التجارة والصناعة مدنى عباس مدنى وقد إكتشف المواطن السودانى أن وزراء الحكومة الإنتقالية يعملون لمدة ٢٥ ساعة فى اليوم ويقفون فى صفوف الخبز والوقود لكن الشعب السودانى لم يقدر معاناة الوزراء الذين يسهرون من أجل راحة المواطن الجاحد كما تقدر الحكومة معاناته ولم يتبق شئ لم يناقش من القضايا إلا إختفاء مبلغ المليار وخمسمائة مليون من مكتب أحد الدستوريين ولم يتم العثور عليها حتى لحظة إنعقاد المؤتمر وظهرت من خلال مداولات المؤتمر الإقتصادى كفاءات إقتصادية قدمت رؤى وأفكار يمكن أن تنهض بإقتصاديات القارة الأفريقية والقارات المجاورة وكم كان تدافع المشاركين نحو المنصة أنيقاً وجميلاً ومشرفاً ومنظماً ومنتظماً*.

*مقدم الورقة الأولى بالمؤتمر دولة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك والتى حظيت ورقته بحضور عالى المستوى من السفراء المعتمدين بالخرطوم والملحقيين الإقتصاديون بالسفارات التى وجهت لها الدعوة فقد تحدث رئيس الوزراء عن تاريخ الأزمة الإقتصادية السودانية طوال فترة الستين عاما الماضية وفشل الحكومات المتعاقبة فى إدارة موارد البلاد الإقتصادية مع العلم أن مخاطبة تاريخ الأزمة يختلف تماماً عن مخاطبة جذور الأزمة الإقتصادية الحالية وكيفية الخروج منها مع ضرورة وضع الخطط والسياسات والبرامج التى من شأنها النهوض بالإقتصاد الكلى للدولة وبما أن رئيس الوزراء هو كفاءة إقتصادية عالمية لا يشق لها غبار فهناك أبجديات لقيام مثل هذه المؤتمرات لابد من النظر إليها حتى يخرج هذا المؤتمر بالصورة التى تليق وعظمته بعيدا عن الدخول فى دهاليز السياسة ويبقى السؤال ما علاقة المؤتمر الإقتصادى بالشعر طالما أن المؤتمر مؤتمر متخصص يجب حشد المتخصصين لنقاش القضايا التى تمس عصب الإقتصاد بعيدا عن الإقصاء أو العزل والسودان اليوم يحتاج إلى مؤتمر التسامح وقبول الآخر قبل المؤتمر الإقتصادى*.

*وأنا مع عبدالله حمدوك بأن السودان فشل فى إدارة موارده خلال الستون عاما الماضية لكن الأمانة المهنية تقتضى نقاش القضية الإقتصادية وفق ما تقضيه الضرورة العلمية وكان حرى بالخبير الإقتصادى العالمى أن يعقد مقارنات إقتصادية للحقب المختلفة ويظهر من خلالها تراجع منحنيات الإقتصاد الكلى ويقارن بين مستوى دخل الفرد ويعرض حجم التضخم بالبلاد طوال هذه الفترة ويتحدث عن سعر صرف الجنيه السودانى مقابل العملات الأجنبية الأخرى خلال الحقب والفترات الماضية ومن ثم يعقد مقارنة بالوضع الإقتصادى الراهن ثم يقدم المعالجات بصورة تدفع فى إتجاه وقف هذا التدهور المريع الذى تشهده البلاد إقتصاديا أما مسألة (السواقة بالدقداق والخلاف) ومزج لبن السياسة بماء الإقتصاد لا تقدم نتائج ذات جدوى*.

*المؤتمرات الإقتصادية الناجحة تسبقها جملة من الورش المتخصصة التى من شأنها أن تضع خطوات الفعالية المراد قيامها أن تخرج بثوب قشيب غير ذات ثقوب وتتيح المجال لكافة الإقتصاديين وتعطى الفرصة لكل القطاعات المشاركة بصورة فاعلة والإستماع إلى مشكلات المزارعين والرعاة والمهنيين وأصحاب الصناعات والتجار ورجال الأعمال والقطاعات الأخرى ومن ثم تقدم التوصيات التى تخرج بها هذه الورش للمؤتمر الإقتصادى ويتم تنقيحها من خلال مداولات المؤتمر من حزف وإضافة ووضعها فى مصفوفة لتكون برنامج عمل واضح المعالم من خلال جداول زمنية تتم عملية مراجعتها خلال فترة التنفيذ والغريب فى الأمر أن المؤتمر الإقتصادى ينعقد فى ظل عدم وجود ثلاثة وزراء من وزراء القطاع الإقتصادى هم وزير المالية ووزير الزراعة والثروة الحيوانية ووزير الطاقة*.

نــــــــــص شــــــــوكــة

*لو بحثتم عن الكفاءات التى المتخصصة فى وضع أسس الورش والمؤتمرات فإنكم ستجدون (القصير بلاع الطوال) معاوية عجبنا سودانى الجنسية يعمل بجامعة الدول العربية وهو أفضل من يعد لهذه المؤتمرات بالصورة العلمية وهو مهنى بكل ما تحمل الكلمة من معان ومن جلدتكم ويكره الكيزان كراهية التحريم ولوجدتم جلال ناصر بالبرلمان الأفريقى بجنوب أفريقيا لكن العجلة والإستعجال ضيعا فرصة من ذهب*.

ربــــــــع شــــــــوكــة

*(المّودِر بفتش خشم البقرة)*.

yassir.mahmoud71@gmail.com

التعليقات مغلقة.