الغموض_ د.أحمد عيسى محمود _عيساوي
زيارة البرهان للأمارات أكتنفها الغموض. وتعامل معها الإعلام القحتاوي ببرود تام. ونظر إليها الشارع بريبة. وفي حقيقة أمرها. لقد انتهى كل شيء وتبقى إخراج المسرحية فقط. فقد قالت القناة (١٣) الإسرائيلية: نتائج مباحثات السودان في أبوظبي إيجابية للغاية، وقريباً سيكون هناك اتفاق تطبيع بين الخرطوم وتل أبيب (تحياتي لفيصل محمد صالح). أما الحديث عن رفع السودان عن قائمة الإرهاب. فهذا لا يهم أمريكا كثيرا بقدر ما يهم السودان. والرفع ليس بيد ترامب كما يعتقد كثير من الناس. فأمريكا ليست من دولة العالم الثالث حيث القرار بيد فرد أو (شلة مزرعة). بقدر ما هي دولة مؤسسات. فالقرار بطبيعة الحال متروك لتلك المؤسسات وفق المصلحة الأمريكية. وللأسف حتى لا ننسى أن حكام اليوم بعمالتهم وقتها للغرب هم من وضعنا في قائمة الإرهاب (سلامي لوزير الخارجية عمر قمر الدين). أما التطبيع فعند أمريكا كرت انتخابات فقط. وعند الأمارات يعني الكثير. لأن ابن زايد هو مهندس الشرق الأوسط الجديد. فالأمر عنده (تل أبيب وإن طال السفر). ونعلم أن السودان في الفترة الإنتقالية عبارة عن الأمارة الثامنة لدولة الأمارات العربية المتحدة. وللأسف غباء إعلامنا مركز على حزمة المكاسب الدولارية فقط التي يكسبها من التطبيع. أما المكاسب الأخرى (إن كانت هناك. وما أظن). فلم نسمع عنها. وخلاصة الأمر: الآن والسودان يسابق في الريح من أجل توفير لقمة العيش فالكماشة الأماراتية الإسرائيلية سوف تتعامل معه من زاوية (التطبيع مقابل الرغيف). وليس أمامه خيار غير الدخول في بيت الطاعة. ووداعا بلد اللاءات.
الخميس ٢٠٢٠/٩/٢٤
التعليقات مغلقة.